تعرضت رئيسة جمعية الفردوس العراقية في محافظة البصرة “فاطمة البهادلي” وناشطات
أخريات إلى التسقيط، بعد أن خرجن في التظاهرات ، للمطالبة بالحقوق وتوفير الخدمات.
حيث ‘نتشرت على خلفية التظاهرات مجموعات الـ”واتس أب” الخاصة التي تضم سياسيين
وإعلاميين وباحثين، عن دور ناشطات البصرة في أحداث العنف التي شهدتها المحافظة،
وكثيرون من المشاركين في هذا الحديث اتهموهن بالوقوف وراء أعمال العُنف.
ونشرت للفتيات والنساء اللواتي ينشطن في منظمات مجتمع مدني أو في حملات تطوعية،
صور يظهرن فيها بجانب القنصل الأمريكي في البصرة “تيمي دافيس” واعتبر البعض أن هذه
الصور دليل على دعم أمريكي لإثارة الفوضى في المحافظة.
وبسبب ما تعرضن له من حملات تسقيط وتشويه لم يخرجن في التظاهرات التي تلت يوم
حرق القنصلية الإيرانية في البصرة، وبحسب بعض الناشطات، انهن توقفن عن استقبال أي
إتصال من أحد، نتيجة للخوف.
وتقول احدى الناشطات إن “استهداف الناشطات طريقة تستخدم لتسقيطهن، عبر محاولات
للتشهير بهن بأساليب ملتوية وبعيدة عن الصحة تتضمّن نشر صور ولقاءات ممكن أن تشكل
تهديدا على حياتهن”.
وكانت “البهادلي” واحدة من الناشطات اللواتي تعرضن للتشهير ببسبب صورة جمعت
أعضاء جمعيتها بالقنصل الأمريكي في البصرة عندما استضافوه في مقر جمعيتهم.
كانت مشاركة النساء في تظاهرات البصرة لافتة، وأوسع حتى من مشاركة النساء في
العاصمة بغداد منذ عام 2015، كما أن فتيات البصرة ظهرن وهنّ يرتدين الزي الأسود
بالكامل، وساعدن في أغلب الأحيان المجموعات الشبابية على التعامل مع حالات الاختناق
والإغماء وعلى تضميد الجروح التي أصيبوا بها بسبب نيران القوات الحكومية.
لم يقف الأمر عند صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بل راحت بعض المواقع الإخبارية
تتحدث عن خيانة الناشطات، فكتبت شخصية تدعى ميسون كبة “العراقي اليوم يجب أن يحسب
خطواته ويعرف ماذا تعني، لا سيما حين تتزامن مثل تلك الزيارات مع فوضى واضطرابات
كان للناشطات دور فيها، وكأنهن استلمن الإشارة في التظاهر والاحتجاج الذي أدى إلى
التخريب والحرق”.
وشهدت البصرة إحتجاجات كبيرة شارك فيها الألاف من المواطنين، نتيجة لسوء الخدمات
والمطالبة بتوفير الماء الصالح للشرب، حيث تسمم أكثر من 20 ألف شخص نتيجة لتلوث
المياه، وسط عدم إستجابة من قبل الحكومة وإهمال للمواطنين، وتعاملت القوات الحكومية
مع التظاهرات السلمية بإطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، حيث سقط العشرات من
القتلى والجرحى من المتظاهرين بنيران تلك القوات.
|