عقب انتهاء العمليات العسكرية على مدينة الموصل والتي دمرت كل شئ فيها ، انتشرت
الميليشيات بشكل غير مسبوق في المدينة وارتكبت جرائم وانتهاكات منظمة بحق أهلها ،
حتى وصل الأمر إلى سرقة هذه الميليشيات لمحتويات الجثث المتفسخة التي يتم انتشالها
من تحت الأنقاض ، فبعد مضي عدة أشهر من انتهاء المعارك في مدينة الموصل ، فإن الجثث
ما تزال تغطي الشوارع وتتكدس تحت الانقاض.
رائحة الموت تزكم الأنوف وتتصاعد من أركان تمتلئ بالركام وسط الخراب الذي حل
بالشطر الغربي من الموصل، ومن سيارات يأكلها الصدأ لا تزال مفخخة بالمتفجرات، ومن
بيوت مهجورة بعدما فر من استطاع الفرار من النهاية الدموية لحكم ( داعش ) الذي
استمر ثلاث سنوات.
ويواجه المدنيون في المدينة الأمراض بخطورة لا تقل عن تلك التي كان يُشكلها (
داعش ) أثناء سيطرته على المدينة، في وقت لم توفر المؤسسات الصحية الحكومية
المساعدة الكافية لهم. كما أن بقاء الجثث في المدينة، بعد أشهر على انتهاء المعارك
، ساهم في انتشار تلك الأمراض وتزايدها.
ويقول مدير صحة نينوى “فلاح حسن”إن “الالية المتبعة لانتشال الجثث في الموصل
نتيجة العمليات العسكرية تنظم من قبل صحة نينوى وبأمر قضائي ونحن نقدم المساعدة
حصراً بتوفير المعدات الطبية”.
ويشكو سكان الموصل من انتشار رائحة الموت المنبثقة من تحت ركام المدينة
القديمة لانتشار عشرات الجثث هناك، وسط انتقادات إلى الحكومة العراقية بعدم رفعها
رغم انتهاء المعارك منذ عدة أشهر.
مدير بلدية الموصل وكالة “احمد الجبوري” يقول “نقوم برفع النفايات وانتشال
الجثث ورفع الانقاض ، كما نقوم بتلسيم الجثث الى دائرة الطب للعدلي ودفنها بمواقع
خاصة ويتم تسليم المدنيين الى ذويهم وكذلك يتم دفن جثث ( داعش ) في مواقع خاصة”.
وأضاف الجبوري أن “حجم الانقاض التي تم رفعها تجاوزت ٣ مليون متر مكعب في
المدينة عموماً”.
القوات المشتركة أكدت أن “بعض العناصر استهدفوا الجثث التابعة لـ( داعش )
بنهب محتوياتها من الأموال وكذلك الاستيلاء على الاسلحة”.
قائد عمليات نينوى اللواء “نجم الجبوري” قال إن “المدينة القديمة في الموصل
شهدت عمليات عسكرية شرسة بعد تحصين عناصر ( داعش ) في معقلهم الأخير بتلك المنطقة،
وكذلك تم اتخاذ بعض المدنيين كدروع بشرية. موضحاً أن عملية انتشال الجثث تمت على
مرحلتين الاولى من قبل متطوعين والثانية بتشكيل لجنة بأوامر رئاسة الوزراء التي
اتخذت على عاتقها انتشال الجثث وغالبيتها تابعة لعناصر ( داعش ) بعد العثور على
احزمة ناسفة كانوا يرتدونها”.
وأكد الجبوري أنه “لا تخلو عمليات انتشال الجثث من عمليات سرقة من قبل عناصر
قليلة من أصحاب النفوس الضعيفة ومن مختلف الفئات للقوات الامنية العراقية وتمت سرقة
بعض محتويات ( داعش ) من اموال وغيرها وهذه حالات فردية. مؤكداً بأن هذه لا تعد
ظاهرة لكنها حالات معدودة لنفر ضال”.
وأوضح الجبوري أن “اخر احصائية تؤكد انتشال 1400 جثة تم توثيقها في الطب
العدلي”.
مدير الدفاع المدني العقيد “حسام خليل” قال إن “اعداد الشهداء التي تم
انتشالها هي ٢٦٠٠ شهيد منذ بدء عملية التحرير، وتم تسليم الجثث للمدنيين الى ذويهم
والمرحلة الثانية تمت بأوامر رىئيس الوزراء لانتشال الجثث من الجانب الايمن في
الموصل القديمة”.
الجمعة ٢٤ رمضــان ١٤٣٩هـ - الموافق ٠٨ / حـزيران / ٢٠١٨ م