مدينة الموصل .. الدمار يعم أرجائها وسط غياب الدعم والإعمار




شبكة ذي قار

تسببت العمليات العسكرية التي شنتها القوات المشتركة على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى في إحداث تدمير هائل في المدينة الأمر الذي حولها لأكوام من الرماد والحطام وسط غياب تام للدعم الحكومي وعمليات الإعمار.
 
 وقال مصدر صحفي في تصريح له إن ” سكان الموصل القديمة عادوا إليها، ليجدوها مُدمرة بالكامل، حتى شعروا أن الأشباح تطاردهم، وذهب رجل وفتاة صغيران في السن يبحثان عن بطاقات هوياتهم المفقودة تحت الأنقاض؛ ليتمكنا من الزواج، حيث أكدا أنهم ليس لديهم أي أوراق إثبات شخصية، كما حاولا “بداء” و”خولة” ، وهما شقيقتان أرامل في منتصف الستينات، العثور على جثة أمهما المتوفاة.”
 
 وقالت خولة ” أمي قُتلت في العاشر من رمضان في يوليو/ تموز الماضي، لم يكن لدينا طعام أو ماء، وكانت والدتي مصابة بمرض السكري، ولم تستطع أخذ الأدوية، كنا قريبين جدًا من الحرية، ولكنها توفيت، ووضع الأختان جسد والدتهما تحت الأرض بجوار منزلها، على ضفاف نهر دجلة، وتركتا حجرًا لتمييز المكان، وهما الآن يدخران الأموال لدفعها لسيارة الأجرة للانتقال من مخيم اللاجئين في جنوب الموصل إلى منزلهما القديم”.
 
 وأوضح المصدر أن “الأمر لم ينته عند ذلك ، وتحول حي الموصل القديمة كله إلى ركام، وتحدق الأختان في التلة ذات الجدران المرتفعة والطوب، حيث كان منزلهما، وكلما اقتربتا، شمتا رائحة تعفن الجثث، وكذلك كانتا تخشيان العبوات الناسفة غير المتفجرة”.
 
 وأضافت خولة أنه “في كل مرة نأتي فيها إلى هنا نحاول العثور عليها، ونأمل في تنظيف المنطقة، ولكن لن يحدث ذلك، نريد فقط دفنها في مكان ما، حيث نتمكن من زيارتها، نعطيها بعض الاحترام”.
 
 من جهته أفاد مصدر صحفي بأن “الأختين ليستا أول الأشخاص الذين يأتون إلى هذا المكان، ويطلبون الطلبات نفسها، فالبعض يسحب الجثث، ويحدث ذلك منذ قرابة العام، بعد انتهاء معركة تحرير المدينة، وأثناء عملية البحث، يجدون المزيد من الجثث يوميًا.جثث لا عدد لها تحت الحطام”.
 
 وتابع المصدر أنه “لا توجد إحصاءات رسمية لعدد المتوفين في الموصل، فهي مجرد قوائم تقريبية لعائلات الضحايا، مثل الثانون، والذين فقدوا أقاربهم أيضًا”.
 
 في غضون ذلك، قال أحد عمال البلدية، وهو عضو في فريق مكون من ستة أشخاص إنه “وجدنا نحو 900 جثة، في الأشهر الماضية، وهناك نحو 1000 آخرين”.
 
 ويقول فرد آخر إن “الجثث لمدنيين، وجدوا أيضا 750 شخصًا، ويعتقدون أن العدد نفسه يوجد في كل مكان به حطام، ويعمل هؤلاء الأفراد مقابل 20 دولارًا في الشهر، ويقولون إن رغم ضآلة الراتب، يتأخر غالبية الوقت، وكان قرابة المليونين شخص يعيشون في الموصل، ويبلغ عدد سكانها الآن 700 ألف نسمة، ويعتقد أن حوالي 40 ألف منزل وبناية دُمرت بالفعل، معظمهم في الجانب الغربي من المدينة، التي تحتاج لإعادة إعمار بالكامل”.
 
 وأكد مصدر صحفي أنه “يجب إعادة بناء ثلاثة أرباع طرق المدينة، وكل جسورها، و65% من شبكتها الكهربائية، ومع ذلك، يبدو أن أعمال إعادة الإعمار الوحيدة في الموصل يقوم بها رجال الأعمال الأثرياء العراقيين”.
 
 وفي هذا السياق، قال عمدة الموصل، “زهير محسن الأعرجي”، في تصريح صحفي إنه “ما يزال لدينا أحياء دون بنية أساسية، ودون ماء وكهرباء، وهناك جثث ميتة تحت الأنقاض، مضيفًا أن المشكلة ليست مع بغداد، إنها مع الموصل، فبغداد لا تثق بنا بسبب الفساد، حيث منُحت الحكومة المحلية صندوقًا لإعادة إعمار واستقرار الموصل، من الأمم المتحدة وبعض المنظمات غير الحكومية الأجنبية، ومجموع هذه الأموال قرابة الـ60 مليار دينار عراقي، ولكن حتى الآن ضاع الكثير منها، على سبيل المثال، قال مكتب محافظ بغداد إن تكلف إعادة إصلاح مبنى البلدية مليار دينار، وبعد ذلك عرفنا أنه يتكلف 100 مليون فقط”.
 
 وتابع الأعرجي أنه “لا نعرف أين ذهبت بقية الأموال، لكنه لم يتم إعادة إعمار المدينة، ضاعت الـ60 مليون، وليس لدينا شيئ، ماذا نفعل؟؟.. هذا هو العراق، إذا كان لدينا كل الأموال المخصصة، لكان بإمكاننا أن نبدأ بداية جيدة ونعيد البناء، وفي الحد الأدنى، لن يكون بحث تحت الأنقاض، ولا ماء ولا كهرباء في كل المناطق، مع المبالغ الطائلة .. لا إعمار”.
 
 على صعيد متصل تتردد العديد من الجهات المانحة في الاستثمار في العراق، الذي يعد من بين أكثر دول العالم فسادًا، وفقًا لمنظمة الشفافية الدولية، والتي حذرت من مخاطر الفساد في العراق، حيث يُفاقم ضعف القدرة على استيعاب تدفق أموال المساعدات، حتى أن المنظمات غير الحكومية الأجنبية في الموصل، بدأت العمل غير المباشر مع الجمعيات المحلية؛ بهدف القضاء على الفاسديين، فالسياسيون فسدة يريدون فقط البرلمان
 
 من جانبه، قال “بلال وهاب”، زميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إنه ” في السياسة العراقية، الجميع لديه مصلحة في بقاء الدولة، ولكن أيضا إبقائها ضعيفة، ويفهم السياسيون قواعد اللعبة، ولسوء الحظ يلعبون اللعبة وكأن محصلتها صفر”.
 
 ويقول الكثير من العراقيين إنهم “لن يشاركوا في الانتخابات، نتيجة الفساد والسرقة في البلاد، وتحاول الأحزاب السياسية الممزقة فعل المستحيل للفوز بالأغلبية المطلقة، أو حتى عدد من المقاعد في البرلمان المقبل”.


السبت ٢٦ شعبــان ١٤٣٩هـ - الموافق ١٢ / أيــار / ٢٠١٨ م


اكثر المواضع مشاهدة

مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء الثالث ) الشرق الأوسط الجديد
ناطق مخول باسم قيادة قطر العراق - تصريح ناطق مخول باسم قيادة قطر العراق حول ما أدلى به خضير المرشدي
الرفيق أمين سر قيادة فرع الاحرار - برقية تهنئة في ذكرى تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي
يوميات ابو سباهي - عـزت الشـابنـدر والانسحـاب المحسـوب
د سعاد ناجي العزاوي - الأبعاد الاقتصادية والبيئية لأزمة الكهرباء في العراق
زحل بن شمسين - ســـلامــــاً ســــلامــــاً ... عـــــراق الابــــطال!!!
الافتتاحية - شهر رمضان وعيد الفطر إنعاش لروح النضال والجهاد
نبيل الزعبي - لبنان والنزوح السوري: المعالجة بمسؤولية وطنية وقومية
زامل عبد - إيران واستغلال القضية الفلسطينية - الحلقة الثانية
وائل القيسي - منظومة تاج الرَّأْس
ترجمة عشتار العراقية - أفظع من هيروشيما : في المستقبل انقراض الرجال في الفلوجة
زامــل عــبــد - تنبهوا واستفيقوا أيها العرب ( الحلقة السابعة )
الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي - &#٨٢٠٣;البعـــث يشيـــد بثــــوار النـــاصــريـــة فـــي العـــــراق &#٨٢٠٣;
د. أبا الحكم - كيف نفهم الصراع في المنطقة..؟
القيادة العامة للقوات المسلحة - بيان القيادة العامة للقوات المسلحة رقم ( ١٧١ ) في الذكرى السادسة والثلاثين لتحرير مدينة الفاو
أحدث الاخبار المنشورة
٢٧ / كانون الثاني / ٢٠٢٤