شبكة ذي قار
عـاجـل










افتتاحية العدد 402 –مجلة صدى نبض العروبة

 النقد الأخلاقي والنقد اللاأخلاقي

 

تفضي الخلافات بين العرب عموماً، أفراداً وجماعات وأحزاب وقوى سياسية وتيارات إلى اعتماد الإعلام بمختلف قنواته المرئية والمقروءة والمسموعة لإبراز هوية معينة يراها المنشغلون بالإعلام ضرورة للتعريف والتحشيد والكسب، وهذا أمر حق لا تشوبه شائبة بغض النظر عن الاختلاف أو التوافق معه.

غير إن الدرك الأسفل الذي ينحدر إليه إعلام المتناقضون هو مهاجمة العقائد والتنكيل بها ومهاجمة أفراد من قيادات وزعامات بعمليات شخصنة كريهة وتعبر عن التخلف والانحطاط.

إن الإعلام الذي يستخدم أساليب التشهير والتسقيط الشخصي والاستهداف المعبر في جله عن عداوات شخصية أو حزبية أو مهنية ومهاترات تعوزها الآداب العامة والأخلاق وتفتقر إلى المبدئية والرجولة وتنأى عن ثوابت الأديان وأعراف المجتمع هو الناتج عن افلاس أصحابه.

فـأهل العقائد الوضعية والسماوية يحترمون عادة أخلاقيات الاختلاف، بل وحتى الخلاف، فلا يهاجمون الأفراد بصفاتهم الشخصية، ولا يهاجمون العقائد المقابلة.

إنهم يدركون تماماً أن ما يصدر عنهم يمثلهم ويقدم صور سامية ونبيلة ومؤثرة.

إن لغة البذاءة والإساءة والتشهير والتسقيط حين يوجهها البعض للآخرين ولمناهجهم فلأنهم يرون فيها سلاحهم الوحيد لسد نواقص تعتري سلوكياتهم، وافلاس يقارع توجهاتهم، ولأنهم في حقيقة الحال لا يمتلكون قواعد ولا منهج ولا عقيدة.

الإعلام المفيد والتثقيف المجدي هو الذي يؤسس وينطلق من أخلاق الرجال وسماتهم النبيلة، ومن كونهم حملة مبادئ وعقيدة، وليس تجار مواقف ومنافقون متلونون يتأرجحون في الأهواء وبين الأمزجة النزقة.






الثلاثاء ١٦ رمضــان ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / أذار / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب صدى نبض العروبة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة