شبكة ذي قار
عـاجـل










شخصيات فارسية في مكاتب صناع القرار الأمريكي!!

د. أبا الحكم

 

أولاً-  لعب " روبرت مالي " المبعوث الخاص الأمريكي إلى إيران دوراً كبيراً في موضوع تعزيز الادعاءات الإيرانية السياسية والنووية، كما وإن " لآريان طباطبائي" وهي مسؤولة كبيرة في البنتاغون بصفة رئيسة أركان مساعدة للعمليات الخاصة لوزير الدفاع الراهن " لويد أوستن".. وهي أكاديمية متخصصة في الشؤون الإيرانية اعتمد عليها روبرت مالي في فريقه للمفاوضات النووية مع طهران، ولكنها من جانب آخر تعمل في شبكة أسستها إيران وأسمتها (مبادرة خبراء إيران).. وهذا يفسر تهاون الرئيس بايدن مع طهران التي تخرق الاتفاقات والالتزامات السياسية والأمنية والنووية وسكوته عليها، وهي سياسة أمريكية امتدت من إدارة بوش الابن إلى باراك أوباما وجو بايدن الرئيس الأمريكي الحالي.

وقد استندت السياسة الخارجية الأمريكية طيلة العقود الماضية على ركيزتين الأولى: الملف النووي الإيراني والثاني: الإرهاب الدولي ومبادرة خبراء إيران، التي أنشأتها وزارة الخارجية الإيرانية بالاشتراك مع جنرالات الحرس الثوري الإيراني في زمن "حسن روحاني"، وتعطلت في زمن "إبراهيم رئيسي" أمام الصعوبات الاقتصادية، وأوقفت مهمة روبرت مالي كمبعوث خاص بصورة مؤقتة.. وبعد كل هذه الإجراءات التي استبعدت روبرت مالي عن مهمته الرئاسية، دافعت إدارة بايدن عن "اريان طباطبائي" وأبقتها خبيرة للرئيس بايدن والذي يليه.

وتجدر الملاحظة، أن روبرت مالي كان يرأس شبكة (مجموعة الأزمات الدولية)، وهي المجموعة التي ترتبط بأجهزة الاستخبارات الأمريكية، ومظهرها باحثين وأكاديميين ومسؤولين رفيعي المستوى متقاعدين، حيث يتم تمويل المجموعة هذه من قبل حكومات ومؤسسات أوربية، ويبدو أن أحد اعضائها " علي فايز" الذي يعمل في مجموعة الأزمات الدولية ويشارك في اعمالها وفعالياتها قد أكد ان الشبكة هي صناعة أمريكية وأعضاؤها يقومون باتصالات من شأنها (تضخيم) النفوذ الايراني وخاصة النووي في الاوساط الاوربية والامريكية.

وتجدر الملاحظة، أن جهود حسن روحاني الرئيس الايراني الاسبق وهو يسعى الى الوصول الى الاكاديميين والباحثين المؤثرين من اصول ايرانية وخاصة من ابناء الجيل الثاني المهاجرين في الخارج وبرعاية مباشرة من وزارة الخارجية تحت اشراف الحرس الايراني والتي اطلق على هذا التنظيم كما اسلفنا (مبادرة خبراء ايران) وكان في مقدمة مساعدي روبرت مالي المدعومون من الرئيس حسن روحاني ثلاثة شخصيات امريكية وفي مقدمتهم (طباطبائي) وخاصة في لعبة التخويف المتعلقة بزيادة نسبة تخصيب اليورانيوم وإرغام الغرب على التفاوض النووي بالشروط الايرانية التي تطرحها شخصيات ما يسمى شبكة الاتصالات الايرانية التي تحيط بصناع القرار الامريكي.

وتتحدد مجالات عمل الشبكة الفارسية، التي تعمل بالقرب من صناع القرار الأمريكي، في إنتاج المقالات الافتتاحية التي تتضمن تحليلات فضلاً عن المقالات التلفازية، والتشديد - حسب التوجيه الفارسي- على اهمية التوصل الى تسوية الملف النووي الايراني وأهمية إغراء إيران بالدعم المالي ورفع العقوبات من جهة، وتخويف اصحاب القرار من مغبة ترك الملف النووي لرغبات (المتشددين) الايرانيين ورفع مستوى التخصيب الى مستويات خطرة من جهة اخرى.. وتظهر بين فترة واخرى هذه العناصر وهي تتحدث عن خطورة (اقتراب إيران من صنع القنبلة الذرية، بالأسابيع أو الأشهر)، ويشترك في هذه اللعبة قادة الكيان الصهيوني ايضاً. وقد تكفلت عشرة عناصر لهذا الغرض في مشروع الشبكة الفارسية تؤكد أهمية العمل على تعزيز مزايا الاتفاق النووي بين طهران وواشنطن، وهو اتفاق ابتزازي خطير يهدد المنطقة العربية ولا يهدد امريكا ولا أوروبا ولا حتى الكيان الصهيوني.

ومن أسماء الأكاديميين من اصول فارسية " آريان طباطبائي" و " دينا أسفندياري" و " خطيب زاده "، هؤلاء هم المجموعة المحركة للشبكة الفارسية. وتجمعُ "آريان طباطبائي" بين العمل الدبلوماسي كعنصر تفاوضي في الملف النووي الايراني مع فريق "روبرت مالي" وبين العمل الاستخباراتي في البنتاغون تحت رتبة رئيس أركان مساعد للعمليات الخاصة لوزير الدفاع الامريكي الحالي أوستن، كما تعمل بصورة مزدوجة لصالح اللعبة الفارسية والمراوغة الأمريكية، فيما تعمل "دينا إسفندياني" مستشارة كبيرة لدى شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في (مجموعة الأزمات الدولية) وهي مؤسسة فكرية ترأسها "روبرت مالي" ومن عناصر المجموعة "إيلي جيرانمايه".

وتجدر الملاحظة، أن إيران تركز على إنشاء (شخصية) يمكنها أن (تروج) لوجهات نظر إيران على الساحة الدولية فيما يتعلق بالملف النووي الايراني، وكذلك خلق عناصر مسلحة في مناطق الصراع لتوكيد وترسيخ الوجود الايراني المسلح تحت مسميات غير فارسية مثل (الحشد الشعبي في العراق) و (الحزب الإسلامي في جنوب لبنان – حزب الله) و(عناصر الحوثيين في اليمن) وغيرهم من التشكيلات الموزعة في ليبيا وتونس والجزائر وفي دول الخليج العربي كخلايا نائمة. ومن هذه العناصر ايضاً "عدنان طباطبائي" وهو أكاديمي ايراني يحمل الجنسية الألمانية مكلف بكتابة مقالات لصالح إيران والقيام بنشرها باللغة الالمانية والإنكليزية.

والتأكيد على عمل "أريان طباطبائي" لصالح إيران فقد استشارت طهران ما إذا تأذن لها بتلبية دعوة من جامعة بن غوريون في الكيان الصهيوني لحضور ورشة عمل حول البرنامج النووي الايراني عام 2014، وكان جواب طهران بعدم الذهاب الى (اسرائيل) مع إنها سبق وأجرت مقابلات مع عدد من كبار المسؤولين الاسرائيليين.. وكتبت تؤكد ان إيران لن تصنع القنبلة النووية بناءً على (فتوى) ولي الفقيه الذي يحظر تطوير الاسلحة النووية لكونها مخالفة للإسلام، وهذه الفتوى اساساً لا ودود لها ولم تثبت طباطبائي وجودها.

ثانياً-  كما لعب "جون كيري" وزير الخارجية الأمريكي الأسبق دوراً كبيراً ومؤثراً في التغطية على دوافع إيران التوسعية باعتباره مهندس الاتفاق النووي الإيراني، الذي أيد الحرب على العراق، وهو الآن يعود الى مسرح الأحداث في عهد الرئيس جو بايدن ليحتل واجهة (شؤون المناخ العالمي) ومبعوثاً رئاسياً في جهود توقيع اتفاقية بين (الإمارات وإسرائيل والأردن) لإقامة مشروع طاقة شمسية واسع النطاق على أرض المملكة العربية السعودية.. وهو مشروع يتداخل مع التطبيع وتسهيل النفوذ الايراني في المنطقة -  وللتذكير ان ابنة جون كيري متزوجة من ابن (محمد جواد ظريف) وزير الخارجية الايراني الأسبق -.

ثالثاً-  ومن ضمن صراعات القوى في الداخل الأمريكي بين "باراك أوباما" وبين "دونالد ترمب" الاختلافات حول:

فكرة (إسقاط) النظام في طهران، وهي مغالطة كبرى.

وفكرة الانسحاب من الاتفاق النووي الايراني.

فيما لا يحتاج "ترمب" إلى دبلوماسية الظل التي اتبعها جون كيري.. لأن اللعبة القائمة بين أمريكا وإيران لم تنتهي فصولها بعد، وما دامت الاهداف الأمريكية في المنطقة، هي الأخرى لم تتحقق بعد.!!

 






الاحد ٢٢ شعبــان ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / أذار / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة