شبكة ذي قار
عـاجـل










بشاعة إجرام الاحتلال الصهيوني بحق الصحفيين وعوائلهم

فاطمة حسين

 

قتل ما لا يقل عن ١٢٦ صحفياً وإعلامياً ،بجانب اعتقال ١٠ صحفيين، وهو ما يجعل هذا الرقم هو الأعلى من حيث استهداف الصحفيين على مر تاريخ الحروب والنزاعات، خاصة عندما نعلم أن هناك ٦٩ صحفياً فقط قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية والتي استمرت ٦ سنوات، من ١٩٣٩حتى ١٩٤٥وتعد الأكثر دموية في تاريخ كوكب الأرض،  منذ بدء الحرب في ٧ أكتوبر عملية(طوفان الأقصى) بسبب قصف الكيان الصهيوني والتعمد في قتل الصحفيين عبر قناصته المتمركزة في المباني أو آلياته العسكرية، او عن طريق الطائرات المسيرة ،مثلما حصل للصحفي (حمزة الدحدوح وزميله مصطفى ثريا) قتلا في غارة بطائرة بدون طيار في 2024/1/7 وغيرهم قتلوا بالطريقة نفسها.

لا تكف نيران الاحتلال الإسرائيلي عن حصد الصحفيين والإعلاميين بل تعدى ذلك إلى قتل عوائلهم وهدم بيوتهم وفقد العائلة يعد من أبرز الانتهاكات، رغم قرار رقم 1738 لمجلس الأمن الدولي الذي أكد إدانة الهجمات المتعمدة ضد الصحفيين وموظفي وسائل الإعلام والأفراد المرتبطين بهم أثناء النزاعات المسلحة .

إن السبب في قتل الصحفيين لكيلا يتم توثيق الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني لأنه يخشى من فضح ما يقوم به من مجازر بحق جميع مكونات المجتمع الفلسطيني وتراثه ومعالمه الحضارية والدينية، وحال شاهد الاحتلال عبر طائرات المراقبة التي تحوم في أنحاء قطاع غزة كافة الصحفي الفلسطيني يوثق لحظات قصف المنازل فيقوم الاحتلال بقصف الصحفي حينها وهذا حدث في عشرات الحالات الذين استشهدوا بهذه الطريقة. ولكن بالرغم من كل معاناة الصحفيين هم ينقلون للعالم الخارجي حجم الدمار والانتهاكات الجسيمة بحق الشجر والحجر والبشر، الصحفي الفلسطيني يتم استهدافه لأنه فقط ينقل الصورة الحقيقية، وهم يعملون بأقل الإمكانيات حتى وصل بهم الحال استخدام هواتفهم الذكية لتوثيق ما يقوم به الاحتلال إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي وانقطاع الاتصالات وشبكات الانترنت، الصحفي يرتدي الخوذة والدرع مفترض أنها علامة تحميه في القانون الدولي لكن هذا القانون في تلك الحرب أصبح حبراً على ورق بسبب انتهاكات الاحتلال، فأصبحت تلك العلامة التي تحميه خطرا عليه وأصبح الصحفي يلقي بالخوذة والدرع خوفاً من استهدافه، لكنهم باقون في مهمتهم الإنسانية والأخلاقية في نقل الرسالة للعالم، وهذا ينبع من إيمان الصحفي الفلسطيني بأهمية المعركة الإعلامية التي يخوضها  لنقل الحقيقة ونقل جرائم هذا الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

من الملفت للانتباه إقدام الشركة الفرنسية المالكة للقمر الصناعي المستضيف لقناة الأقصى الفضائية على وقف بث القناة، استجابة لضغوط الحكومة الفرنسية وخضوعا لضغوط حكومة العدو الصهيوني، دون أدنى اعتبار للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية ومبادئ حقوق الإنسان، بالإضافة إلى تمادي جيش العدو الصهيوني بقصف وتدمير منازل العشرات من الصحفيين مما أدى لاستشهاد وإصابة العشرات من المؤسسات الإعلامية واختراق بث الإذاعات والقنوات المحلية في إطار الحرب النفسية على المجتمع الفلسطيني، بجانب استهداف البنية التحتية لشبكة الاتصالات والانترنت وتعطيلها عدة مرات بما يحد من قدرة وسائل الإعلام والصحفيين على العمل ونقل مجريات الأحداث والمستجدات في قطاع غزة.

الكيان الصهيوني الذي يدعي الديمقراطية هو كيان مجرم لا يعترف بكل المواثيق والأعراف الدولية ولا يحترم حقوق الإنسان.




الاربعاء ١١ شعبــان ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / شبــاط / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فاطمة حسين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة