عروس الثورات، لم تكن حدثاً عادياً
عبد الله الحيدري
عروس
الثورات لم تكن حدثاً عادياً عابراً في حياة
العراق والأمة، ولم تكن ترفاً فكرياً هدفه استعراض قوة الحزب، وإنما كانت ثورة شعبية
حقيقية وكانت تجسيداً لعهد البطولة الذي تمثل باندفاع قيادة الحزب وكوادره وجماهيره
في دعم الثورة والتصدي لأعدائها وبعفوية نضالية قل نظيرها في الثورات المماثلة التي
حصلت في أي مكان من عالمنا الكبير، فعززت بذلك روح الثبات والتصدي والصبر والمطاولة
والتحدي ما انعكس إيجابياً على بنية الحزب التنظيمية والفكرية، حيث فجرت طاقات وقدرات
الشعب والحزب وتوظيفهما لخدمة الأمة على امتداد الوطن العربي الكبير ووضعت الأسس الرصينة
لثورة السابع عشر الثلاثين من تموز المجيدة لتكون بذلك ثورة عربية وطنية مجيدة أعادت
العراق إلى حاضنته العربية وكسرت طوق العزلة التي فرضها الشعوبيون الحاقدون.