شبكة ذي قار
عـاجـل










مصر.... الدور العربي المفقود

ميلاد عمر المزوغي

 

ندرك جيداً أن البساط قد سحب من تحت أقدام مصر منذ توقيعها كامب ديفيد، لقد تم ابعادها عن محيطها العربي والهائها في شؤونها الداخلية، لإيمان الغرب القاطع بانه لا حرب في المنطقة بدون مصر، فتداعت الأنظمة العربية إلى البيت الأبيض تعلن أنها مع السلام العادل في الشرق الأوسط وحل معضلته الرئيسية فلسطين وشعبها المهجر في الشتات والمقيم في الداخل تحت سلطات الاحتلال الغاشم. وكنتيجة حتمية لقرار القيادة المصرية (السادات) بإنهاء حالة العداء مع العدو على اعتبار أن مصر كانت الخاسر الأوحد لخوضها 3 حروب، فإن غالبية الأنظمة العربية اليوم قامت بالتطبيع الكامل على بياض، والثمن بقاؤها في الحكم.

كنا نتمنى على مصر والتي تملك قدرات بشرية علمية وبرؤوس أموال عربية أن تدخل مجال (توطين)الصناعات الهندسية العسكرية منها والمدنية، مصر الرسمية التي تخلت كليا عن الشعب الفلسطيني الذي يقع على حدودها ويعاني مرارة الاحتلال، الإعلان عن تدشين فرقاطة بأيادي مصرية من طراز MEKO-A200 وراجمات صواريخ ودبابات وناقلات جند وغيرها. بالتأكيد يتم صناعتها لأجل الدفاع عن النفس بمعنى عن تراب مصر، فالحرب الاجرامية على غزة لم تحرك القيادة المصرية بالدفاع عنها، بل اكتفت كغيرها بعبارات الشجب والاستنكار ومحاولة التهدئة، بمعنى اخر مصر لم تعد اما للعرب او الشقيقة الكبرى لهم كما كانت، بل اصبحت تتصرف كأي دولة بالإقليم وتتعامل مع كيان العدو وفق الاعراف الدولية سفارات، وتبادل سلع وخدمات وبالأخص النفط والغاز.

لم يعد يخفى على أحد سعي أمريكا ومعها الغرب الاستعماري إلى القضاء على الفلسطينيين من خلال تسفيرهم إلى مختلف بقاع العالم والاستيلاء على فلسطين كاملة كمرحلة أولى، أما (من النيل إلى الفرات) فذاك يكون في مرحلة مقبلة، وإلى ذاك الحين فان أيا من الصناعات الحربية لن تستخدم ضد العدو الذي أصبح قادته (مجرميه) يستقبلون في عواصمنا بالأحضان وتفرش لهم البسط الحمر وتنكس لهم الأعلام، فهم أبناء عمومة لنا ونطلب منهم الصفح والعفو على ما ارتكبناه في حقهم.

وعليه نقول للقيادة المصرية: سيأتي اليوم الذي تحطون فيه مدمراتكم  وآلياتكم وكل أسلحتكم في معارض التحف أو في المسابقات الدولية لتأخذوا عليها جائزة نوبل للسلام (الاستسلام)، فالدولة التي لا تتحكم في معبر شقته بدماء أبنائها وقوت شعبها وأممت الشركة المنفذة له بجرأة وجسارة زعيمها العروبي الأبي, الذي لا يزال يمثل نبض الأمة رغم غيابه (تغييبه قسراً)عن الساحة لأكثر من خمسة عقود, لا فائدة من هذه الصناعات , قريبا سوف يتم بيعها في سوق الخردة العالمي  لتستفيد منها امم تقدس حرية وكرامة الوطن والمواطن, والحال هذه نتمنى على القيادة المصرية استثمار الاموال في الصناعات التي تدر ربحا على المواطن المصري وخفض نسب البطالة وعدم رهن مصر للبنك الدولي, فالقوة العسكرية تحتاج قيادة تمتلك مؤهلات خاصة وارادة صلبة وايمان بقضية العرب الاولى وقدرة على اتخاذ القرار, وهي ما تفتقده السلطات القائمة والمتعاقبة منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد.

 لقد فقدت مصر زعامتها على أمتها، بسبب تخليها عن القيام بالأدوار المنوطة بها، واكتفت بان تكون شاهدة على تصفية القضية الفلسطينية، وترهل الجسد العربي الذي لم يعد يقو على البقاء. ويبقى الأمل في القوى الحية التي تقدم التضحيات الجسام وتقاتل العدو بل العالم اجمع المنتهك لحقوق الانسان وسلب الحريات.

 






الاربعاء ٢٣ جمادي الاولى ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / كانون الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ميلاد عمر المزوغي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة