شبكة ذي قار
عـاجـل










النموذج الإيراني في الاستفتاء

 

د- فالح حسن شمخي

 

لماذا تطرح إيران الآن نموذج للاستفتاء على أساس ديني في فلسطين المحتلة؟ هل جاء هذا الطرح نتيجة للتفكير الإيراني والمستقل والطويل في تحرير فلسطين والمسجد الأقصى، استناداً إلى شعارهم البائس، (طريق فلسطين يمر من بر كربلاء؟)

هل اقترحت عليهم أمريكا والكيان الصهيوني طرح هذا الاقتراح كجس نبض كما يقال؟

هل يتوقف هذا الاقتراح عند فلسطين؟ هل يتحول هذا الاستفتاء إلى نموذج في المنطقة العربية التي هي هدف إيران؟ هل لنا الحق بطرح نموذج استفتاء قومي في إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن مثلما يطرحون؟

ما الذي سوف يحدث في إيران إذا جرى استفتاء قومي على اراضيها بعيد عن الدين؟

 

أعتقد أنها أسئلة مشروعة وبحاجة إلى إجابة، نترك الإجابة عليها لمن يتمتع بضمير حي، ولديه بصيرة في وطننا العربي الكبير، الإجابة على هذه الأسئلة لا تشمل أحفاد أبي رغال وابن العلقمي والذيول والتابعين الذين باعوا ضمائرهم وتجردوا عن رجولتهم وأصابتهم الذلة والمسكنة.

 

تصورا أن تعمم هذه الدعوة الإيرانية بعد فلسطين على العراق على سبيل المثال، العراق الذي فيه تنوع ديني وطائفي والذي كان منسجماً ومتكاملاً سابقاً تحت خيمة الفكر الوطني الموحد والذي يتعامل مع الإنسان على أساس المواطنة، لا على أساس الدين.

نعود إلى الطائفية التي هي نتيجة للأفكار الدينية المنحرفة والتفسير الخاطئ للإسلام الحنيف، علينا أن نتصور ما الذي سيحدث في العراق لو تم استفتاء على أساس طائفي ولا نقول ديني لأن اليهود والمسيحيين والصابئة واليزيديين والشبك أصبحوا أقليات بسبب التطهير الديني الذي تقف وراءه إيران بعد احتلال العراق سنة ٢٠٠٣. الاستفتاء الطائفي سيكون حتماً هو الأساس، بالمناسبة سوف يبعد الأكراد عن هذا الاستفتاء بحجة القومية، هنا تفوز طائفة معينة، وبعد هذا الفوز ستفكر أمريكا والكيان الصهيوني بدفع إيران لطرح فكرة انفصال هذه الطائفة وانضمامهم إلى هلال إيران كما سيحدث ذلك في البحرين واليمن ولبنان.

عندما نقول إن تسييس الدين في وطننا العربي لاسيما في الأقطار التي تضم تنوعاً دينياً وطائفياً مفرقاً وليس موحداً لا نجانب الصواب، ولا نريد الإساءة للإسلام الحنيف الذي نزل كلام الله فيه على المصطفى، لكنها الحقيقة، والحقيقة لمواجهة الدسائس والفتن التي تطرحها إيران بالتماهي أو التعاون مع المشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقة.

 

ما يحدث في فلسطين اليوم هو زلزال وتسونامي حرك الضمير الإنساني العالمي الذي عرف الكيان الصهيوني على حقيقته بعد ٧٥ سنة من احتلاله لفلسطين، وميز بين اليهود كدين والصهيونية كحركة عنصرية أوروبية مقيتة كالطائفية، وحرك العقل العربي للتفكير والتساؤل والإجابة على التساؤلات التي طرحت أعلاه.

بعيداً عن المواقف المسبقة اتجاه إيران التي تحرك سياستها القومية الفارسية والحركة الشعوبية المناهضة لكل ما هو عربي، نقول وندعو العرب إلى وضع إيران تحت المجهر كما نضع أمريكا والكيان الصهيوني لنعرف ماهي حقيقتها وأهدافها، ولماذا تطرح فكرة الاستفتاء على أسس دينية في فلسطين المحتلة، وسؤال أخير لإيران، هل يتم اجراء الاستفتاء بعد طرد الصهاينة من أصول أوربية والذين استعمروا فلسطين، أو نشركهم بالاستفتاء؟






الاحد ٢٠ جمادي الاولى ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / كانون الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د- فالح حسن شمخي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة