في ذكراها ... الوحدة اليمنية

ستبقى برغم كل الحرائق التي يشعلها الواهمون

أبو شام

خُلِق اليمني وحدوياً بطبيعته، وإيمانه بوحدته الوطنية لا يقف عند حدود الإقليم اليمني بشطريه، وإنما يتعداه إلى إيمانه بوحدة أمته العربية من المحيط إلى الخليج.

إن ما يطفا على السطح بين الفينة والأخرى من أقوال عابرة لبعض الأشخاص تسيء إلى الوحدة ومكانتها في قلوب اليمنيين ما هي إلا ردود أفعال غاضبة آنية لا تعكس ما في الأعماق من إخلاص وولاء للوطن الذي كان منذ بدء الخليقة واحداً رغم كل الخطوب التي واجهته.

إنه بمثل هذا اليوم الموافق 22-5-1990  كان موعد الشعب اليمني خاصة والشعب العربي عامة مع موعد مع الوحدة، فأثبت الشعب اليمني أنه واحد وسيبقى واحداً رغماً عن السلطات المحلية المتعارضة والمتصارعة والتي لم تشكل في أي وقت من الأوقات انقساماً في الوجدان الوطني أو تغييراً في الهوية أو في اسم الوطن، فبقي اليمن في عقل ووجدان الإنسان اليمني هو اليمن، حتى حين كان جنوبه يرزح تحت الاحتلال الأجنبي، ورغم كل الصفات التي تطلق (شمال، جنوب، شرق، غرب) بقي وطناً موحداً هويةً وانتماءً.

إن الوحدة اليمنية التي تعمدت بالدم هي طوق النجاة، نجاة كل اليمنيين شمالاً وجنوباً من أخطار التفتت الجغرافي الذي يليه تفتت في الطاقات والموارد والجهود، وإذا حدثت هنا أو هناك أخطاء من هذا الطرف أو ذاك فإن الحوار والمصالحة يتضمنها المصارحة الحقيقية هما السبيل الأمثل لتصحيح الأخطاء ومواجهة الخلافات.

إن ما يحفظ الوطن ويصون ديمومة وحدته هو الحوار وإيجاد الحلول القادرة على تفادي الوضع الراهن الذي تعبث به قُوى خارجية وداخلية، فالحكمة ومواجهة الاختلالات وقطع الطريق على الفتن ومثيريها هو أكثر ما يحتاجه اليمن في الوقت الحالي، فلا يتوهمنَّ من يثير الفتن أنهم سوف يستفيدون من الحرائق التي تندلع هنا وهناك، وأنهم يمتلكون القدرة على النجاة من النيران التي يحاولون بقاءها مشتعلة، لأن ذلك يشكل متاهة في لعبة تبديد الوقت والجهود.

في ذكرى الوحدة اليمينة يستذكر اليمنيون أن الوحدة جلبت لليمن عصراً من الحرية والتعددية السياسية التي لم يسبق له مثيل على الإطلاق، فالتغيرات التي حدثت والشعور الحماسي الذي صاحب حدوثها لم يشبهه شعور في أي مكان آخر في العالم.