شبكة ذي قار
عـاجـل










حقيقة المشروع الأمريكي في العراق وما يقال فيه  - الحلقة الثالثة

 

زامل عبد

 

تصاعدت دعوات من جهات أميركية كثيرة بينها مراكز بحوث قريبة من صناع القرار ومنظمات اممية بضرورة إجراء تعديلات على الاستراتيجية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط  وخاصة العراق لأنها المسؤولة عن ما حصل ويحصل لان الحاصل نتيجة الغزو والاحتلال الغير مبرر فظهر ما ظهر من ادعاءات وتصورات كانت جميعها تعرض مقدمات التحول السياسي الأمريكي في العراق  وتغيير في العملية السياسية  التي سن مفرداتها الحاكم المتصهين بريمر ووضع اللبنة الأولى لتفتيت الدولة العراقية  وتحويلها الى مستنقع تطفوا فيه كل متناقضات الفساد المالي والإداري والافساد المتعمد من خلال مجموعة من اللصوص والمفسدين  المتجردين من قيم واخلاق المواطنة لانهم بحقيقتهم فاقدي الجنسية العراقية لاكتسابهم الجنسيات الأجنبية  وبحكم قانون الدول المكتسبة جنسيتها تكون المصلحة الأولى عندهم هي غير المصلحة العراقية  فكيف الحال اذا كانت حقيقة من تسلط على العراق وشعبه ما هم الى مجموعة من الخونة  وعملاء المخابرات الامريكية  والسعودية والكويتية والسورية والاطلاعات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني وهذا ما صرح به الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية السابق  حيث قال في حديث مصور للقبس الكويتية الاتي  ((  نحن المخابرات السعودية والمخابرات الإيرانية والمخابرات السورية ..  أجمعنا فصائل المعارضة العراقية وأتينا بهم من ايران الى سوريا ودعمناهم , هذا صحيح وموثق في صحف المعارضة آنذاك وتحدث به الكثير من السياسيين اليوم وكانوا معارضة سابقاً  ))   هكذا هو الأمر فالجانب السياسي المحلي المهم لما بعد 2003  والذي يعزز فكرة الترويج لسيناريوهات جديدة بعد ما افتضح وبان من حجم الفساد والافساد بالإضافة الى التغلغل المباشر الإيراني في  العراق بفعل سياسة الإدارة الديمقراطية الامريكية حيث سلم أوباما العراق على طبق من ذهب للملالي ومكنهم من ان تكون  فعالياتهم ليس في العراق فحسب بل اليمن وسوريا  ولبنان المختطف من قبل حزب الله اللبناني،  وما اعقب ذلك من سياسات الرئيس الأمريكي السابق ترامب  وسياساته المتصهينة مما جعل ايران اكثر تواجد وتأثير عسكري واقتصادي، وسياسة أوباما ظلّت فاعلة تحت قيادة ابنه البار بايدن وتتركز على نفس المسار بعدم إزعاج ملالي قم وطهران، ظهر ذلك سابقا كفقرة من فقرات سيناريو مسار المشروع النووي الإيراني، ثم بصورة مباشرة في ملف سلاح الحرس الثوري ومشروعية هيمنته على منطقة العراق والخليج العربي والسيناريو الجديد المقترح له هدف سريع أوّلي ينهي الوجود المتعاظم للميليشيات المسلحة الولائية عن طريق إسقاط عناصرها المجرمة بطرق وأساليب بدائية تقترب أو تشبه ما كان يمارسه وكما في موجة العلاقات الدبلوماسية  للإدارة الامريكية بقيادة بايدن جعلت من السفيرة ألينا رومانوسكي في العراق وبنشاطها المكثف مهماز لما قيل ويقال  من تغيير جذري في الموقف الأمريكي من المتسلطين على العراق وشعبه وهذا فيه الكثير من التساؤل  فهل تجرأ الإدارة الامريكية بإعلان فشلها الكامل  وتجربتها المزعومة في الديمقراطية العراقية وتضحي بأدواتها وعملائها بالكامل ؟، وقد يعود ذلك إلى طبيعتها النشطة في العلاقات العامة في تاريخ عملها القصير في الكويت، حيث تركت انطباعات سلبية لدى أوساط منظمات المجتمع المدني هناك رغم العلاقات المتطورة بين حكام الكويت والإدارة الامريكية  بنوعيها وقد يرجع ذلك إلى أن وظيفتها السياسية جاءت في مرحلة خطيرة مقررة لها في بغداد لم تتضح معالمها بعد لكن المفاجئ المناقض لأهداف السيناريو الجديد من قبل المراقبين لقاءاتها مع قيادات عصائب أهل الحق رغم تصنيفها أميركياً كإحدى منظمات الإرهاب العالمية لا يبدو ذلك مفاجئاً حين ترد فقرة في واحد من السيناريوهات بالضغط على الميليشيات للتخلي عن إيران والالتحاق بواشنطن،  يقال إن نشاطات زعيم هذه المنظمة الحالية هي أن تحسين صورته تتم في هذا السياق وينبغي التنويه أن سياقات مشروع التغيير في العراق رغم إصرار القائمين عليه  وكانوا قادة البيت الأبيض والبنتاغون والمخابرات، أن غرضه سياسي بأدوات عسكرية، لكنه لم يعرض للترويج عبر وسائل الإعلام ومراكز البحوث، إنما جرى الإقناع المرتبط بالتوافق الأيديولوجي ولكن سياسة دونالد ترامب بين باراك أوباما وجو بايدن هي مفتاح العقدة في سياسة واشنطن تجاه طهران، رغم أنه حقق بجرأة أكبر إنجاز وهو قتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني ومساعده  أبو مهدي المهندس وبفقدان سليماني تفككت القوة الكامنة في الحرس الثوري في المنطقة، وأصبحت سياسة علي خامنئي بعدها ضائعة ما بين اللعب المدفون والمكشوف، ومن غرائب المشاركين للأمريكان في تدمير العراق عام 2003 وعجائبهم، منح أحدهم أعلى منصب حكومي عراقي بطلب ووصاية إيرانية – أميركية مشتركة هو برهم صالح كرئيس جمهورية العراق، وحاول البقاء لمدة أخرى لكنه فشل، فهاجم برهم خلال تصريح لصحيفة  فورين بوليسي الأميركية نشر في الرابع والعشرين من نيسان الماضي العملية السياسية بعد سنة 2003 ووصفها بالسلبية قادت إلى الوضع الحالي في البلاد، معترفا بسيطرة الفساد على مقدرات الدولة، وفشل النخبة السياسية بتحقيق آمال الشعب العراقي، مرددا عبارات الاستخفاف بعقول العراقيين -  البلاد ما تزال تعاني حتى اللحظة من فشل في الإدارة وانتشار هائل للفساد، العراقيون ينتظرون العدالة وفوائد الديمقراطية التي يستحقون - هذا أعلى مسؤول عراقي تنعّم بمزايا المنصب الشخصية معتقداً أن تبعيته للقومية الكردية وحديثه المسرحي، فبنى عليه البعض الاعتقاد بالتغيير الأمريكي بالعملية السياسية.

 

يتبع بالحلقة الأخيرة

 






الثلاثاء ٣ ذو القعــدة ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / أيــار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة