عبد الله الحيدري
الشهداء
لا يموتون، بل تظل أرواحهم حية ترفرف في جنات النعيم وهذا من فضل الله، فالشهيد حين
دافع عن دينه ووطنه وأمته لم يحسب حساب الحياة أبداً وإنما دافع بكل ما فيه ليظفر بإحدى
الحسنيين، فإما نصر مبين يعز فيه قوم مؤمنين وإما شهادة في سبيله ليبقى الوطن والأمة
عزيزين شامخين.
فهنيئاً لكل شهيد يصطفيه الله تعالى إلى أصفيائه
المؤمنين الخالدين.
وإن
احتفاءنا بيوم الشهيد هو تكريم وتقدير للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن يكون
الوطن آمناً ينعمُ بالسلام.
إن يوم
الشهيد هو اليوم الذي تخط فيه عبارات العرفان إيماناً بجميل ما صنعه الشهداء الأقدمون
الذين لولا بسالتهم وشجاعتهم ما كان لهذه الأرض أن تحيا بطمأنينة، فكان حقاً على الأمة
أن تؤرخ يوماً لذلك الشهيد الذي ضحى بحياته حتى لا يختم على أمته بالهوان والتبعية
والعبودية.
وفي
يوم الشهيد نستذكر مآثر الشهداء فهم قدوة للأجيال ومنارة وذخر للأوطان، فكل الأمم تفتخر
بشهدائها وتعتبرهم أيقونة التميز والخير الذي لا يزول، ويكفي الشهيد شرفاً أنه يخلد
في أنصع صفحات التاريخ المشرقة إذ لولا تضحية الشهيد لما علا صوت الحق أبداً ولما ارتفعت
راية الأوطان ولما انتصر على الظلم لتحقيق الحق والعدل، فرسالة الشهيد تحمل في طياتها
كل معاني العزة والشرف والإباء والتضحية لتعانق
روحه عنان المجد في كل لحظة ولينقش اسمه في أنصع صفحات الشرف والعزة والكرامة، فلا
حياة لأمة دون تضحية شهدائها ولا ثبات على الحق إن لم يكن فيه من يدافعون عنه ويحملون
همه ويضحون بأغلى ما يملكون لأجله.
إن فخرنا
واعتزازنا بالشهيد لا يعادله أي فخر في الدنيا، فالشهيد وإن رحل بجسده فإنه سيظل خالداً
في ذاكرة وطنه وأمته.