افتتاحية العدد 336 من مجلة صدى نبض العروبة

هي الخيانة والغدر والعمالة لا غير!

بعد غزو العراق واحتلاله سنة 2003 م ولحد الآن لا زلنا نسمع طروحات عجيبة غريبة منها:

-     أن خونة العراق عملاء إيران وأمريكا علناً يسمونهم (معارضة)، هذا تسقيط تام لمعنى المعارضة في الأنظمة كلها، ابتداء من الأنظمة الدكتاتورية وانتهاء بالأنظمة الليبرالية.

المعارضة تشكل حكومة ظل في برلمانات الدول أو تعمل تظاهرات وتخطط لانقلابات في دول أخرى. المعارضة حالة والخيانة والعمالة حالة مناقضة تماماً.

-     إن الافاعي التي خططت لتأثيث أرضيات غزو العراق واحتلاله، أفراداً وأحزاب، من أمثال أحمد الجلبي ومحمد وعبد العزيز الحكيم ونوري المالكي، على سبيل المثال لا الحصر، قد تم ولا زال يتم تقديمها على إنها (قد أدركت أن غزو العراق حتمي فقررت أن تنتهز الفرصة).

فهؤلاء القردة الخاسئون كانوا أدوات تجسس وتخابر لأمريكا ولبريطانيا وليس مجرد (مفكرين) أدركوا أن الغزو قائم لا محال، فقرروا أن يركبوا الموجة.

إنهم الخونة العملاء الذين عملوا سنوات طويلة في لندن وطهران وواشنطن لإسقاط العراق بالغزو.

-     لم يكن العراق محتلاً لكي تتشكل فصائل تحرير في إيران وبلغاريا وهنغاريا وغيرها من دول العدوان على العراق. أياً كان وصف الحكم في العراق ديمقراطياً، دكتاتورياً، طائفياً، دينياً، أفلاطونياً، ميتافيزيقياً، ميكافيلياً .... إلخ، فهو نظام في تشكيلته رجال عراقيون من بغداد والنجف والموصل وكربلاء. رجال عراقيون تسلموا السلطة بثورة أو انقلاب، سموه ما شئتم، بسواعدهم وعقولهم وبمسدسات وبنادق كلاشنكوف يحملها مدنيون ومعهم بضعة ضباط عراقيين نشامى أحرار.

ليس في العراق دولة ولا جيوش تحتله لكي تصير الجالية العراقية أو الهاربين من الخدمة العسكرية في إيران فيالق تحرير.

هذا تسويق آخر للخيانة، وتبرير ظلامي منح إيران حق احتلال العراق عبر هؤلاء الأوغاد.

مر الزمن اللازم لكشف الحقائق لشعب العراق، وخاصة الأجيال التي ترعرعت تحت ظل سلطة الاحتلال وتربت على قيم ومفاهيم مزيفة ومخادعة.