شبكة ذي قار
عـاجـل










ثورة تشرين الشبابية بين حقيقتها واستحقاقاتها - الحلقة الأولى

 

زامل عبد

 

الفشل الذي ظهرت به حكومات الاحتلال المتتالية  والانهيار الممنهج للبنى التحتية التي كانت تؤدي وظيفتها الخدمية التنموية في عهد الحكومة الوطنية العراقية قبل وقوع الغزو والاحتلالين 2003  أصبحت التظاهرات الاحتجاجيــة فــي العراق سلوكا مجتمعيا عفويا فهــي تنطلــق فــي الأغلــب برفــع مطالــب شخصية ومناطقية وبجمــوع صغيــرة سلمية ثــم ســرعان مــا تتســع إذا ســمحت الظــروف والســياقات الأمنية والبيئة القانونية بذلــك ، فتتخــذ أشــكالًا جديــدة تســير بالتظاهرات الاحتجاجيــة فــي اتجــاه تصاعــدي بسبب ( الظلم ، واحتقان شعبي ) تظاهرات سلمية  وتظاهرات احتجاجية غاضبة ، وصــولًا إلى انتفاضــة شعبية ، أو مواجهات المبررة دفاعا عن النفس والتي تنتهي بالتغيير في العملية السياسية  بشكل عام او محدد  لتحقيق التغيير الجوهري في  مجريات الاحداث على ان تكون ملبية لمطالب الجماهير صاحبة المصلحة الأساسية في التغيير ،  وهنا لابد من الإشارة الى إن دورة التظاهرات التــي شــهدتها محافظات عراقية  في  1 تشرين الأول عام  2019 قد تكون مختلفة عن سابقاتها من الاحتجاجات لأنها جاءت عابرة لكل الفئــات الحزبية والسياســية والأيديولوجية كافــة وقــد انطلقت شبابية باسلة هادئــة  ،  ينتمــي هــؤلاء الشباب للفئات العمرية من 16 -  28 عام  وفــي الأغلــب إلى الفئــات المهمشــة المظلومة التــي تنتشر داخل الأحياء والأزقة في المدن والقصبات ، فيما كانت مشاركة أبناء أطراف المدن الريفية البعيــدة مــن المركــز ضعيفة والأسباب مشروعة او ضاغطة  تمارسها الأجهزة الأمنية الحكومية او الأحزاب النافذة والمتمسكة بالسلطة ليس لتحقيق مطالب الشعب بل مصالحهم ومنافعهم وخدمة اسيادهم خارج الجدود ، وعلى ضوء الوصف أعلاه نرى أن أغلب التظاهرات ليس لها قيادة على مستوى الخطاب أو التمويل أو الإعلام أو الرمز ، وكشاهد على ما ذهبنا الية ان تاريخ تظاهرات ما بعد 2003 في العراق أنــه كلمــا أدركــت فئات معينــة أنهــا أصبحــت مهمشة ومظلومة  ســارعت إلى التظاهر للمطالبة بحقوقها المشروعة في تقاسم الثروات الوطنية وفرص إدارة الدولة  بدأت هــذه التظاهرات الشبابية في ساعاتها الأولى بشكل محدود ،  حتى قلَّل من قيمتها وخطورتها الجميع لكنها تمكنت خلال أيام من فرض نفسها بقوة وتحولت من حجر صغير إلى صخرة تهدد النظام السياسي برمته وفــي غيــاب الظــروف القانونية والإنسانية وتسلُّط الأحزاب الهجينة  التي جاء بها الغزو والاحتلال الامبريا صهيوني صفوي فيما بعد وفاعليها المسلحين من مليشيات وفصائل ولائية  ، قُمعت التظاهرات بطريقة بالغة العنف وبالرصاص الحي والقنص المتعمد ، ومنذ البداية اعتبرت حكومات الاحتلال هذه التظاهرات غير قانونية ، لأنها غير مرخصة وبالتالي منحت  حكومات الاحتلال نفسها حق قمعها من قبل قوات مكافحة الشغب  وفرض القانون التي شكلتها حكومة عدو المهدي  عادل والفصائل المسلحة التابعة للأحزاب الحاكمة التي اجتهدت بمواجهتها بكافة الوسائل العنيفة بترخيص من قبل عادل عبد المهدي وما كان ينوي اليه نوري المالكي الذي شكل فصائل خارج الدستور والقانون لتكون القوة التي تحمي حكومات الاحتلال وتحقيق اجندتهم الولائية ،  جاء في بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث الخالد في 2 أب 2022  الاتي {{ لقد شكلت ثورة تشرين المباركة التي انطلقت بتاريخ 1/10/2019 تهديداً مباشراً للعملية السياسية التي أوجدها الاحتلال لأنها كشفت ما بنيت عليه من كذب وتضليل وخداع وشعارات جوفاء لم تصمد كثيراً أمام الشعب العراقي المنتفض ، بشبابه وشيوخه ونسائه ، واستطاع الثوار الأبطال من خلال التضحيات الجسيمة التي قدموها والممهورة بالدم العراقي الطهور من توجيه صفعة قوية للطبقة السياسية الفاسدة وذلك بإسقاط حكومة المجرم عادل عبد المهدي التي قمعت الشباب الثائر بوحشيه وقسوة متناهيتين على أيدي مليشيات إيران وعصاباتها والتي أوقعت أكثر من ( 800 ) شهيد في صفوف الثوار بالإضافة الى عشرات الآلاف من الجرحى والمعتقلين والمغيبين ، وكانت من بين نتائج الثورة تلك المقاطعة الشاملة للانتخابات البرلمانية التي جرت بتاريخ 10/10/2021 والتي لم تتعد نسبة المشاركة فيها أكثر من 14% وكانت هذه النسبة المتدنية كارثية على أحزاب إيران وميليشياتها الولائية وادخلت العملية السياسية في نفق مظلم ومأزق كبير ألقى بظلاله القاتمة على الطبقة السياسية وأظهر عجزها عن تشكيل الحكومة على الرغم من مرور عشرة أشهر على إجراء الانتخابات  }}

 

يتبع بالحلقة الثانية






الجمعة ٧ محرم ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / أب / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة