شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }
صدق الله العظيم

يا جماهير شعبنا العظيم، يا رجال البعث الغيارى :
في الوقت الذي طرح حزبنا العظيم، حزب البعث العربي الاشتراكي، خيار النضال الجماهيري وسيلة ثورية علمية موضوعية للانقلاب على واقع الأمة المجزأ المتخلف الفاقد للحرية والسيادة والاستقلال فإنه لم يهمل الوسائل الثورية الأخرى التي يمكن لها أن تعضد العمل النضالي، الفكري والتنظيمي، فتسرع في خلاص الأمة، وتفتح أمام العرب فرص الانتقال إلى حياة يتساوون فيها مع الأمم والشعوب الأخرى، كرامةً وازدهاراً وعلوَّ شأن.

وكان خيار الثورات لتغيير الأنظمة العربية التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من حالة التردي التي تعيشها الأمة هو خيار لا يخرج عن مفاهيم النضال الشعبي، ولا ينحرف قيد أنملة عنها.

إن حزبنا العظيم لم يفكر يوماً باللجوء إلى الانقلابات العسكرية المجردة بل ظل أميناً على فكرة الانقلاب الشعبي التي تتوحد فيه إرادة الإنسان العربي بكل فئاته، ومنها العسكريين ، لتنجز ثورة حقيقية بأهداف محددة معلنة، تتقدمها أهداف العرب في الوحدة والحرية والاشتراكية، وثورة الحزب في العراق في الثامن من شباط ١٩٦٣م هي عروس الثورات وتاج نضال البعثيين في العراق.

في فجر يوم كتبه تاريخُ العراق الحديث بحروف من نور، ذلكم هو فجر يوم الثامن من شباط ( الرابع عشر من رمضان المبارك ) تداعى رجال البعث، تملؤهم النخوة العربية، عسكريين ومدنيين، لتلد على أيديهم وبعقولهم الثائرة الراجحة حقبة للتغيير الذي كان ضرورة وحتمية بعد مخاض مؤلم شهده العراق نتيجة انحراف وتغيير مسارات ثورة تموز ١٩٥٨ م التي أسست النظام الجمهوري، وأنهت عهود العبودية والتبعية للتاج البريطاني الاستعماري، حيث سادت بعد الثورة النزعات الشعوبية وتسلطت الدكتاتورية وتراجعت كل حقوق شعبنا العظيم حتى عَمَّا كانت عليه في العهد الملكي، على عكس ما رسم من أهداف عظيمة لثورة تموز.

يا أبناء شعبنا العظيم :
لم تُفَجَّر ثورة شباط الخالدة لتسلم السلطة كهدف وغاية، بل لأن البعث وقيادته الفذة قد استجابت لإرادة شعب العراق، وأدركت حقوقه في الازدهار الاقتصادي والحرية والديمقراطية، ولتكون له حصة الأسد في المد القومي لتحقيق وحدة الأمة وبناء دولة العرب التي تتيح للإنسان تقديم ذاته المتحضرة وتكريس دوره الإنساني في مسيرة الإنسانية، وفي المساهمة بحلقات تطورها بلوغاً لغاية نبيلة هي انهاء مظاهر التردي والتخلف والجهل والأمية والفقر الروحي والمادي.وقد كانت منجزات الثورة رغم قصر عمرها أدلة قاطعة لنواياها وأهدافها وبرامجها على الصعيد المحلي والقومي والدولي، وقد كانت تجربة الحرس القومي، على ما اعتراها من مشاكل ناتجة عن الوضع الاجتماعي العام وتداعيات العلاقات بين القوى السياسية العراقية، تجربة تبرهن على شعبية ثورة رمضان المباركة وانتمائها الصميمي إلى شعب العراق واعتمادها على حماية الجماهير للثورة ولمنجزاتها.

ولعل من البديهي لأي باحث علمي منصف أن يربط بين روح ثورة شباط الوطنية القومية وبين ثورة تموز ١٩٦٨ م المجيدة التي جاءت كامتداد طبيعي لثورة رمضان والتي مهدت لها، ولتؤكد أهدافها العظيمة، ولتكون منجزاتها التاريخية الفذة شاهداً على مبادئ البعث ونبل مقاصد رجاله وحبهم للعراق ولأمتهم العربية المجيدة، والربط قائم جدلاً أيضاً بين ثورات البعث في العراق وبين حاجات الأمة، وما واجهته من نكسات وانكسارات ومعضلات معروفة، منها احتلال فلسطين الحبيبة، والعدوان الثلاثي على مصر، والغدر بالوحدة بين العراق ومصر وسوريا وإفشالها، فنحن رجال بعث الأمة نفهم الروح الثورية على إنها نضالات لا تنقطع، ورسالة لا تخبو، وارتشاف للوجع ليلد الرخاء وتفيض الخيرات ويغلب النكوص، ونحن ندرك أيضاً أن المؤامرات الكثيرة والمتعددة المصادر على البعث ومن بينها الردة على الحزب وصناعة الانشقاق اللئيم البغيض المجرم في سوريا على يد حافظ الأسد ما هي في حقيقتها إلا تعبير عن العداء للمشروع القومي الوحدوي التحرري للبعث، والذي تعتبره الامبريالية والصهيونية وولاداتها اللاحقة ممثلة بالخمينية ومشروع ولاية الفقيه الطائفي هو الخطر الداهم على مصالحها غير المشروعة وكيانها المغتصب لفلسطين الحبيبة ولواقع التجزئة الإجرامي الذي فرضته اتفاقات سايكس بيكو سيئة الذكر.

يا أحرار العراق والأمة :
إن ما حصل من استهداف للعراق امتد لأكثر من ثلاثين سنة بعد ثورة البعث في تموز ١٩٦٨ يؤكد صحة ما نسرده من حقائق، من الزاويتين، المحلية والإقليمية الدولية، من حيث كونه عداء متأصلاً متعدد الأطراف والأغراض ضد البعث وضد مشروعه القومي التحرري الوحدوي.ولعل إضافة وتفعيل الدور الإيراني المعادي للبعث هو الدليل القاطع على إدراك القوى والدول الامبريالية والرجعية والصهيونية لقوة الحزب الناتجة عن قوة إيمان الشعب العربي به وبأهدافه ورسالته، وقوة الدولة العملاقة التي بناها في العراق، والتي هي امتداد أصيل لغايات وأهداف ثورة رمضان العظيمة.كما إن تفعيل الطائفية والنفخ بكروش أحزابها وأذرعها المسلحة واعتمادها وسيلة لتمزيق اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي إن هو إلا سلاح صهيوني امبريالي مناهض لحركة الثورة العربية، ممثلة بطليعتها حزب البعث العربي الاشتراكي ونشاطه الدؤوب لإنقاذ الأمة.

لقد أثبت البعث في العراق أن روح ثورة رمضان قد ظلت نابضة وتشع في ثورة تموز وإنجازاتها التاريخية ونجاحها الباهر في قيادة العراق واشعاعاتها الإيجابية الخالدة في جسد الأمة، نظاماً وشعباً، وهذا دليل قاطع على أصالة الثورة وسمو أهدافها، وأثبت أن جسارة وشجاعة ثورة رمضان ورجالها كانت حاضرة في معارك الدفاع عن العراق ضد إيران وضد التحالف الثلاثيني وفي قبر عدوان إيران في صفحة الغدر والخيانة، وفي مواجهة أبشع حصار عرفته البشرية وامتد لأربعة عشر سنة ( ١٩٨٩ - ٢٠٠٣ ) ، وكانت روح البعث المناضلة والمجاهدة حاضرة في عنفوان مواجهة العراق للغزو الغاشم سنة ٢٠٠٣ بصيغة الدولة الرسمية وشعبها الأبي، وبعد ذلك في صيغة أسرع وأشجع مقاومة عرفها التاريخ البشري.

يا غيارى البعث في العراق وفي كل أقطار الأمة :
نحن نرى بيقين أن ثورة تشرين الباسلة التي انطلقت عام ٢٠١٩ لتزلزل الأرض من تحت كيان العملية السياسية الاحتلالية إن هي إلا نِتاج وعي شعبنا وتعبير عميق عن وطنيته واعتداده بكرامته وبإنسانيته وثباته على حقوقه، والتي نتجت عن النضال الفكري الإيديولوجي الوطني والقومي للبعث، إلى جانب قوى الشعب الحية الأخرى، وهي نبع واتساع وارتباط عضوي بفكر البعث وبإشعاع ثوراته المجيدة في الرابع عشر من رمضان وقبلها حضوره المفصلي في ثورة تموز التي قامت ثورة رمضان لإصلاح ما تعرضت له من انحرافات بنيوية وتنفيذية خطيرة، ولثورة البعث الباسلة المجيدة ( ١٩٦٨ - ٢٠٠٣ ) بل ونرى أنها امتداد طبيعي وتطور نوعي لمقاومة البعث والقوى الوطنية ضد الغزو والاحتلال الغاشم، وستستمر حتى طرد الاحتلال الإيراني المجرم وذيوله وعبيده.

يا رفاق العقيدة والسلاح :
إننا إذ نستذكر ونحتفل بذكرى ثورة رمضان، عروس الثورات، فإننا نجدد العهد للعراق ولأمتنا المجيدة ولرسالة أمتنا الخالدة وأهدافها في ثالوثها ( الوحدة والحرية والاشتراكية ) وللإنجازات التي عمدت وأظهرت اقتدار البعث وبطولته وشعبيته وأصالته ونمهر بالدم عهداً لشهداء البعث والعراق والأمة يتقدمهم رئيس جمهورية العراق الرفيق المناضل أمين عام الحزب الشهيد صدام حسين وللرفيق الشهيد قائد الحزب والقائد الأعلى للجهاد والتحرير عزة إبراهيم، ولمن مضى عزيزاً خالداً في سفر الرسالة، قادة ثورة شباط، ومنهم الأب القائد أحمد حسن البكر والرفيق القائد صالح مهدي عماش وكل شهداء الأمة أن نبقى أمناء على الرسالة وعلى عقيدة الحزب وعلى أهداف ثوراته المجيدة وعلى عهد تحرير العراق من الاحتلال الإيراني المجرم، ونهدم قواعد الطائفية البغيضة، ونقوض قوائم العملية السياسية الاحتلالية عبر تعميق صلة البعث بالشعب والاستمرار بعقيدة المقاومة المسلحة طريقاً لا غنى عنه لإعادة حرية شعبنا واستقلال وسيادة وطننا.

عاشت أمتنا العرية.
عاشت فلسطين حرة عربية من البحر إلى النهر، والعار والشنار للمطبعين والمستسلمين.

    قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي
بغداد المنصورة بإذن الله
٨ شباط ٢٠٢٢






الاثنين ٦ رجــب ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / شبــاط / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة