شبكة ذي قار
عـاجـل










 

    بسم الله الرحمن الرحيم
    { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 
        صدق الله العظيم

يا أبناء شعب العراق الأبي، يا جماهير أمتنا العربية المناضلة :     
نحتفي للمرة الخامسة عشر بذكرى اغتيال الرفيق القائد صدام حسين رئيس جمهورية العراق والقائد العام للقوات المسلحة والأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي وأمين سر قيادة قطر العراق للحزب، وهي الجريمة التي تمت بعد مسرحية صورية نفذتها ما سميت محكمة أسسها الغزاة، وسن الطغاة قانونها، وعينوا مرتزقتها، وحمت قوات الاحتلال مجرياتها الظالمة الغاشمة.
نحتفي هذا العام ونحن أكثر عزماً وتصميماً من أي وقت مضى على الوفاء لدمه الطاهر ولدماء رفاقنا وشعبنا بتجديد التزامنا المطلق بثوابت البعث العظيم والمقاومة الوطنية بكل أطيافها، المناهضة للاحتلال، التي شهدت انطلاقتها التاريخية الفريدة بعد ساعات من دخول القوات الغازية إلى بغداد السلام والمحبة، وعلى يدي سيد شهداء العصر الكريمة الشجاعة، حيث قاتل بنفسه دبابات الغزو في ساحة أم الطبول خلال معركة المطار، وانطلاقاً منها إلى مرابع الفداء في محافظات الثورة والمقاومة في حاضنتها عند تخوم غرب العراق ووسطه وشماله، ونفاذاً إلى كل محافظات الوطن العزيزة، فالوفاء لعهد تحرير العراق تحريراً تاماً ناجزاً بطرد إيران التي تحتل وطننا احتلالاً استيطانياً تجاوز في بعض وقائعه الاحتلال الصهيوني لفلسطين العربية المسلمة المؤمنة، ويزيد عليه خطراً وإجراماً في بعض وقائعه وأهدافه وتركيبه، وإنهاء سلطة فلول إيران من أحزاب وميليشيات طائفية مجرمة غادرة ومن جيوش الغزو وقواعدها في كل بقعة من أرض العراق، هو عنوان الاحتفاء بذكرى شهيد الحج الأكبر، وهو مضمونه ومحتواه ومساراته الجهادية إلى أن ينجز التحرير كاملاً على أيدي رفاق الشهيد وكل الوطنيين بعون الله.

يا أبناء شعبنا الصابر المحتسب :
الاحتفاء بذكرى استشهاد الرفيق والأخ والصديق والقائد أبا عدي عليه رحمة الله إِنْ هو إلا حافز آخر كي تبقى كارثة غزو العراق والمحن التي خلفها الاحتلال هي بوصلة الأحرار ومؤونة الثوار، وكيما يبقى الثأر لشهيدنا ولدماء كل رفاقه ودماء كل شهداء شعبنا، ألا وهو طرد الاحتلال الأمريكي الإيراني من كل أرض العراق قائماً كقيام بابل وآشور وأكد وسومر، وفي الوقت نفسه لتبقى سيرة رجل ولد من رحم العراق ليتحول إلى بلسم لمعاناة الشعب ويكرس حياته مناضلاً جسوراً لصناعة فجر العراق العزيز المتقدم المتطور.
لقد كانت سيرة الرفيق صدام حسين سيرة عطرة شريفة، تُشرف كل من نطق الضاد، وكل من رفع رأسه منافحاً مناضلاً من أجل إنقاذ العراق وأمة العرب من آفات التجزئة والتخلف وأمراض الجهل والأمية والفقر، وكان انصهاره في عقيدة البعث وفي كينونته التنظيمية والفكرية العقائدية الرسالية نموذجاً يحتذى به ومثالاً يقتديه ليس البعثيون وأحرار العراق بل الأحرار والشرفاء في البشرية أينما وُجِدوا وعلى مدار أزمنة لاحقة لا يعلم عدها واحصاءها غير الله سبحانه.

واليقين، أيها المقاومون الأشاوس بالبندقية وبكل الوسائل المدنية، إن الاحتفاء بذكرى شهيد الحج الأكبر هو احتفاء بإنجازات البعث في العراق بدءاً ببيان آذار الذي منح شعبنا الكردي حقوقه القومية لأول مرة في دول العالم، وبقرار تأميم النفط الذي هندسه وقاد حلقات ثورته المجيدة الشهيد القائد صدام حسين من لحظات استحضار التفكير به وحتى لحظة تحوله إلى عرس عراقي، سيظل التاريخ يبتسم له ويبجله ويخلده مروراً بخطط التنمية الانفجارية وصناعة جيوش العلماء والثورة الزراعية والنقلة الصناعية الكبيرة التي غيرت توصيفات العراق عالمياً، ومحو أمية الكبار والتعليم الإلزامي والمجاني، والخدمات الصحية المجانية، وتأثيث أرضيات الديمقراطية وصولاً إلى صناعة أعظم انتصار في حياة العرب على العدوان الإيراني الخميني الذي دام ثماني سنوات حرب ضروس شرسة، قاد فيها الرئيس البطل صدام حسين كل شعب العراق وعن بكرة أبيه، ومع العراق من تطوع من أشقائنا العرب ممن تيقن من أن البعث يصنع الوحدة العربية على أرض العراق ويقيم حضارة عربية هي ذروة ما صنعته الأمة في سفرها الخالد المجيد.

إنه احتفاء بصمود العراق الأسطوري ضد العدوان الثلاثيني الذي تزعمته الولايات المتحدة الأمريكية بحجة تحرير الكويت وتحت ذريعته الواهية وغطائه المهلهل ذلك، لأن اغتيال نظام البعث الوطني القومي قد خططت له الامبريالية والصهيونية مذ أعلن عن نفسه بعثياً وحدوياً اشتراكياً محرراً لفلسطين وكل شبر عربي مغتصب بعد ثورة تموز ١٩٦٨ م، وفي إدارة الصمود والصبر والتدبير العراقي بمواجهة حصار ظالم لم ولن ير التاريخ له مثيل، وانتهاء بقيادة جيش العراق وشعبه في التصدي البطولي للغزو الذي شاركت به كل دول العالم الكبرى والعظمى ومن هم أدنى في الوصف من التابعين الذيول المرتزقة سنة ٢٠٠٣ م.

يا رفاق العقيدة والجهاد والنضال :
إن من يظن أن منازلة البعثيين خاصة والعراقيين عامة مع الغزاة ومرتزقتهم التي بدأها الرفيق الأمين العام ورفاقه وفي مقدمتهم شهيد الصبر والمطاولة الرفيق عزة إبراهيم الأمين العام للحزب والقائد الأعلى للجهاد والتحرير، من يظن أنها وضعت أوزارها، وركن البعثيون إلى القبول بالأمر الواقع مخطئ وواهم، فالبعثيون ورفاقهم في فصائل التحرير، بهذا التواصل العضوي الجدلي الحي الأبدي مع قوى العراق والأمة المجاهدة إن هو إلا تعبير عن قناعات رفاق البعث في العراق يقودهم رفيق الشهيدين صدام حسين وعزة إبراهيم الرفيق المناضل أبو جعفر عضو القيادة القومية أمين سر قيادة قطر العراق حفظه الله ورعاه وحماه، وفي داخل الوطن النازفة جراحه، من أن العراق لم ولن يهزم، وأن شعبنا مصمم على المضي قدماً في كفاحه متعدد الأشكال والوسائل لطرد إيران وأعوانها، وغلق القواعد العسكرية الأمريكية وغيرها، وإقامة نظام وطني ديمقراطي تعددي بدستور عراقي يحفظ وحدة العراق وروابط طيفه الوطني من عرب وأكراد وتركمان وغيرهم من أقليات اثنية ودينية وعرقية.

يا رفاق العقيدة والمبادئ :
لقد قدم الرفيق صدام حسين روحه وأولاده وكل ما يملك فداء لعقيدة الأمة وثوابتها الأخلاقية ودينها وإيمانها بسخاء نادر أو لعله قليل المثال، مبرهناً لنا وللعرب وللبشرية جمعاء بأن الاستشهاد من أجل الشعب والأمة والحقوق هو ولادة تتجدد ولا تغيب عن مشهد التاريخ بصيغته المستمرة الآن، وبصيغته الآتية بأمر الله سبحانه، ولا تقدر كل قنوات إعلام الكون وفعاليات السياسة والاقتصاد والعسكرية على إلغائها من ذاكرة الأجيال.

كما أن وقفة العز الصدامية سواء في الانتقال من موقع قيادة الوطن والأمة إلى موقع قيادة المقاومة الباسلة ثم في محكمة العار بكل فصولها، وأخيراً وقفة الأسد الهصور في لحظات اغتياله إن هي إلا دروس لنا ولكل رجال السياسة والثوار والأحرار في العالم، تنثر أساطير البطولة والثبات الذي لا وصف له إلا كونه كرامة من الله لا يهبها إلا لمن يستحق الكرامة والمجد وعوامل التخليد.

إن البعث الذي وهب له الرئيس القائد صدام حسين عمره كله وضحى من أجله يقف اليوم في كل بقعة تقف عليها أقدام بعثية ووطنية وقومية وإنسانية إجلالاً واكباراً، وبولاء واعٍ عميق ثابت لذكرى الشهيد وتفاخراً واستطالة للعلياء بما تركه لنا من منجزات ومفاخر وشموخ لا يدانيه شموخ، وتعلن بقناعات لا عودة عنها عن المضي قدماً وبلا تراجع خطوة واحدة إلى الوراء في إنجاز مشروع النهضة القومية وإخراج العرب من دوائر الضياع، والتأسيس لحاضر ولغد تستحقه أمة الأمجاد والإرث التليد.

ندعو الله سبحانه وتعالى أن يجعل ما قدمه الشهيد القائد صدام حسين لخدمة العراق والأمة العربية في ميزان حسناته، ويسكنه فسيح جناته مع الشهداء.

الرحمة والغفران وجنات الخلد لشهيد الصبر والمطاولة القائد الأمين عزة إبراهيم.
الرحمة وجنات الخلد لشهداء البعث والأمة.
وحسبنا الله، هو مولانا ونعم النصير وهو سندنا وعوننا في دروب تحرير العراق وتعزيز وحدة الحزب الفكرية والتنظيمية وقبر كل المؤامرات والردات الخبيثة وغل العداوة التي تطلع قيحاً من صدور من ابتلاهم الله بها فعاشروا الشيطان وعانقوا أهواءه.

قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي
بغداد في ٣٠ كانون أول ٢٠٢١






الاربعاء ٢٥ جمادي الاولى ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / كانون الاول / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة