شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ۝ فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ۝ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ۝﴾
صدق الله العظيم

القيادة العامة للقوات المسلحة

بيان رقم ( ١٥٧ )
بمناسبة يوم الشهيد

يا أبناء شعبنا العظيم
يا أبناء أمتنا العربية المجيدة
أيها النشامى في قواتنا المسلحة الباسلة
أيها الأحرار في كل مكان

يستذكر أبناء شعبنا العراقي في الأول من كانون الأول في كل عام ذكرى يوم الشهيد العراقي وهو اليوم الذي يحتفى به تخليداً لذكرى الجريمة التي ارتكبت بحق العراقيين الذين استشهدوا في الحرب التي كانت مفروضة على العراق من قبل ملالي إيران الفارسية العنصرية، والتي استمرت لمدة ثماني سنوات، تلاحم خلالها شعب العراق بجميع مكوناته وأديانه وقومياته للدفاع عن أرضهم وحضارتهم وتاريخهم ضد الرياح المسمومة الصفراء العنصرية القادمة من الشرق، ولا بد لنا أن نبين للأجيال الجديدة مغزى الاحتفال في هذا اليوم بالذات، حيث تشير حوادث التاريخ القريب بأنه وخلال معركة البسيتين وفي الأول من شهر كانون الأول من عام ١٩٨١ تم أسر عدد من ضباط ومراتب جيشنا الباسل، وخلافاً لكل الأعراف والتقاليد والمواثيق الدولية المعتمدة في الحروب، وخلافاً لآداب الحرب التي أمر بها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ووصى بها الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الأسرى، قامت ميليشيات "الحرس الثوري الإيراني" الإرهابية ومعهم أولئك الخونة والعملاء الذين ساروا أذلاء مع الأعداء والذين يدعون الإسلام زيفاً وكذباً بحملات تصفية وإعدام واسعة النطاق لأبطالنا الشهداء، وترك أجسادهم الطاهرة الزكية في العراء بعد إعدامهم بطرق وحشية لم يشهد لها التاريخ الإنساني مثيلاً، فبعض شهدائنا الأبرار تم إعدامهم بربط أجسادهم بعجلتين تسيران باتجاهين مختلفين لتقطيع أجسادهم وهم أحياء، وبعضهم أعدم بالدهس بسرف الدبابات وهم أحياء، بينما تم سكب البنزين على بعضهم وإحراقهم أحياء، وغيرها من الفنون السادية في الإجرام الوحشي.

ولعل كل هذه الجرائم البشعة كانت تنفذ بتوجيهات مباشرة من قيادة الملالي في طهران بالسعي الحثيث والخبيث لبث الرعب في صفوف قواتنا المسلحة الباسلة، ولكن تلك المحاولة البائسة واليائسة سرعان ما اصطدمت بصخرة الصمود والبطولة والفداء لتجعل الرد سريعاً من أسود الرافدين في وثوبهم العزوم كلاً باتجاه أهدافه المرسومة له، فدافعوا بكل عنفوان وبسالة وعزم وحزم عن أرض العراق وحققوا الانتصارات المتلاحقة في أرض المعركة عبر سنوات الحرب، حتى تحقق لهم النصر الناجز في ذلك اليوم الخالد، يوم النصر العظيم، فتبددت كل تلك الأحلام الخائبة للنيل من أرض العراق وسيادته وشموخه.

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
يا أبناء قواتنا المسلحة الجسورة
أيها الأحرار في كل مكان

وخلال السنوات اللاحقة والتي أعقبت الغزو والاحتلال الأمريكي لبلادنا وبعد أن تمكن الإيرانيون وعملاؤهم من استغلال ظروف العراق والتوغل في النسيج الاجتماعي العراقي وليواصلوا جرائمهم بحق شعب العراق والتي تمثل امتداداً لما جرى في العام ١٩٨١ وما بعدها بحق الأسرى العراقيين وهم بفعلهم ذلك إنما يؤكدون حقيقة الحقد الفارسي المتواصل على العرب والمسلمين، وما الأفعال الإجرامية المتكررة يومياً بحق شعبنا الأعزل من قبل ما يسمى بفيلق القدس والحرس الثوري الإيراني وعملائهم في عموم جغرافية العراق إلا تجسيداً لروح الانتقام المتأصلة في النفوس الشريرة لهؤلاء الأوغاد، ومحاولة لتحقيق أحلامهم القديمة بعدما فتحت لهم أمريكا أبواب العراق في احتلاله الغاشم.فشملت هذه الجرائم الأسلوب القديم نفسه في التعذيب وفنون القتل من عمليات التقطيع لأجساد الأسرى والسحق بسرف الدبابات وحرق الجثث للأحياء والأموات على السواء، وبذلك فقد كرروا أفعالهم الجبانة ضد المدنيين الأبرياء من أبناء عراقنا الجريح بعيداً عن تعاليم الإسلام ونبل الفرسان وآداب الحرب وما تعارفت عليه قيم الإنسانية جمعاء.

إن القيادة العامة للقوات المسلحة ورجال جيش العراق الباسل في الوقت الذين يستحضرون أرواح شهداء العراق العظيم خلال معارك الدفاع عن بلادنا فإنها لن تنسى ذلك الفعل المشين للمجرمين ممن ارتكوا ذلك الجرم الشنيع، وإنها في الوقت نفسه تستمد من عطاء الشهداء حافزاً لهم في مواصلة السير على طريق النصر والتحرير لبلادنا من كل الغزاة والأشرار.

نسأل الله تعالى الرحمة والغفران وجنان الفردوس الأعلى لشهداء العراق العظيم الذين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن سيادته وحريته واستقلاله، وإنهم سيبقون في وجدان وضمير شعبنا الذي تفاخر بهم وخلدهم في أعظم نصب تذكاري حمل ذكراهم وتزين بأسمائهم الخالدة في قلب عاصمتنا الحبيبة بغداد العروبة رغم حقد المعتدين، وسيبقى شعار ( الشهداء أكرم منا جميعاً ) نبراساً ومناراً تهتدي به أجيالنا القادمة…

تحية عز وفخر لكل الشهداء وعوائلهم وأصدقائهم ولكل العراقيين الأبطال الذين دافعوا عن بلدهم.
تحية إلى شعبنا العراقي العظيم من أقصى شماله إلى أقصى الجنوب
تحية إلى رجال القوات المسلحة البواسل عنوان مجد العراق ووحدته
تحية إلى شهداء العراق العظيم
والمحبة والتقدير والاعتزاز لكل من آمن بالعراق العظيم واحداً مستقلاً ..

القيادة العامة للقوات المسلحة
بغداد المنصورة بإذن الله

١ كانون الأول ٢٠٢١


 






الثلاثاء ٢٥ ربيع الثاني ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / تشرين الثاني / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب القيادة العامة للقوات المسلحة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة