شبكة ذي قار
عـاجـل










من غير المعقول أن تتوقف ( عبقرية ) أميركا وتتجمد عند ( حل ) الانتخابات الذي تبنته هي ودول العدوان على العراق سنة غزو البلاد ٢٠٠٣م بعد أن بان للقاصي والداني فشلها فيما أنتجته في العراق بعد غزوه.
ومن غير الممكن، بل يستحيل، أن تتصخر عقول الأمم المتحدة عند هذا الحل الذي توحي به على أنه سحر ومعجزة نزلت من عِلِّيين على العراق وشعبه.

إن العقل الدولي المتوقف تماماً عن أي نتاج فكري أو عملي جديد يُخرج العراق من كوارث لا يغض الطرف عنها إلا مجرم قاتل، ولا يتغاضى عنها إلا سفاح محترف، ولا يتعايش معها إلا المتعطشون للدماء والراقصون على جراح الشعوب، إن هو إلا عقل توقف بإرادة الأطراف التي تنفذ نواياه وخططه، وهذه حالة نادرة الحدوث في العالم المعاصر، ألا وهي أن يُقَيَّد العقل وجمجمته بإرادة الأطراف، أي بإرادة أياد وأرجل.
فأميركا تعرف بمعرفة يقينية تامة أن عمليتها السياسية في العراق لا تنقذها الانتخابات بل تزيد فسادها فساداً وتزيد عبثيتها عبثاً وتوغل بإجرامها وتهتكها.

والأمم المتحدة وممثلتها في العراق تعي جيداً أن انتخابات العملية السياسية في العراق إن هي إلا اصرار المجرم على المضي في جريمته، وتمادي السفاح في قطع رقاب شعب العراق، وتواصل عجيب غريب مع الفشل المريع والذريع للعملية السياسية الاحتلالية.

وعلى هذا نقول بوضوح لا لبس فيه إن الانتخابات لا تمثل إرادة شعب العراق.

الانتخابات، هي إحدى وسائل تواصل نهب أموال العراق وخيراته للإمعان في افقار الشعب وترويعه وتدجينه وتيئيسه.

وانتخابات العراق هي محض وسيلة خداع ظنوا واهمين أنها ستظل إلى ما لا نهاية تنطلي على شعبنا لإبقائه مطوقاً بقيود سياسة احتلالية استعمارية تتستر بالدين وبالمذهب وبالديمقراطية، وتديرها إيران عبر الأحزاب والميليشيات التي مكنتها العملية السياسية من التحكم برقبة العراق وبمصير شعبه لتسير به تدريجياً إلى اللاَّ وطن واللاَّ شعب.

الانتخابات هي إحدى طرائق حفاظ أميركا وشركائها، وفي مقدمتهم إيران، على العملية السياسية الفاشلة الفاسدة الإرهابية.

إن اصرار ممثلة الأمم المتحدة على إجراء الانتخابات ليس لأن الانتخابات وجه من وجوه الديمقراطية، فالعراق وشعبه تنقصه استحقاقات أهم من الديمقراطية منها الأمن والغذاء والدواء والتعليم والسكن والأمان الاجتماعي، ومن غير المعقول أن تُلغى كل استحقاقات الحياة التي لا يستغني عنها إنسان ولا شعب ويتم التمسك بعملية معروفة النتائج سلفاً، ومن يفوزون بها معروفون أيضاً.

الانتخابات في العراق ما هي إلا وسيلة لاستمرار النهج والأهداف التي رسمتها أمريكا وجندت لها إيران، وتتلخص بتدمير العراق كدولة وتجزئته وتمزيق وحدة شعبه.

الانتخابات مجرد وسيلة من وسائل الحفاظ على العملية السياسية وأطرافها الأساسية التي وظفتها أمريكا وهي أطراف إيرانية صهيونية ولا علاقة لها بالديمقراطية، فشعب العراق تهدده الأمية والخرافات وآفات اجتماعية عصفت به بعد غزو البلاد لم يألفها، بل لم يعرفها من قبل، والانتخابات توسع دائرة هذه الآفات وتكرس وجودها كالمثلية واللواط والمخدرات والزنا والأمية والأمراض والعيش في ظلال المقابر ومجاهيل التاريخ وأوهام الكهنوت.

الانتخابات هي وسيلة أمريكا التي ستبقى تصر عليها لأنها تظن أن هذه الانتخابات هي الوسيلة الأنجع للوصول إلى ما لم تصله إلى الآن من أهداف غزو العراق واحتلاله وتخريبه.





الجمعة ٢٦ محرم ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / أيلول / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة