شبكة ذي قار
عـاجـل










من خلال معاناة الامه العربية وجهادها ضد الاستعمار والاستغلال الذي ولد العلل والامراض ولكون التيارات او الأحزاب التي زرعها أعداء الامه والمتطلعين لمصالحهم وغاياتهم لم تلبي حاجات الامة العربية او تهتم بمصالحها ولها المواقف السلبية من قضاياها المصيرية وخاصة القضية الفلسطينية ما بعد وعد بلفور المشؤوم ١٩١٧ الذي وعد فيه الصهاينة انشاء وطن لهم في فلسطين العربية ، ظهرت حركة الاحياء العربي عام ١٩٣٩ لإعلان الموقف الشعبي العربي من انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وكان ابرز روادها زكي الارسوزي وميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار واخرين اخذوا يطرحون أفكارهم من خلال الصحافة والتجمعات الشعبية وتأثرت قطاعات من الشعب السوري بأراء ميشيل عفلق الذي أسس جنبا إلى جنب مع صلاح الدين البيطار حركة إحياء العربي والتي سميت لاحقا حركة البعث العربي في عام ١٩٤٣ ولم يستمر التواصل مع زكي الارسوزي لانه يشتبه في أن وجود حركة إحياء العربي التي كانت تسمى في بعض الأحيان البعث العربي خلال عام ١٩٤١ كان جزءا من مؤامرة إمبريالية لمنع نفوذه على العرب من خلال خلق حركة تحمل نفس الاسم ، حدث نزاع كبير بين تحركات الأرسوزي وعفلق عندما تخل الارسوزي عن قضية ثورة الكيلاني الذي قام بها رشيد عالي الكيلاني والحرب الأنجلو - عراقية اللاحقة ، دعمت حركة البعث العربي بقيادة ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار حكومة الكيلاني وحرب الحكومة العراقية ضد البريطانيين ونظمت متطوعين - حركة نصرة العراق عام ١٩٤١ - للذهاب إلى العراق والقتال من أجل الحكومة العراقية ، بعد ذلك انهار تأثير الأرسوزي المباشر في السياسة العربية بعد أن طردته سلطات فرنسا الفيشية من سوريا في عام ١٩٤١ كان العمل السياسي الرئيسي في البعث العربي هو دعمه للحرب اللبنانية للاستقلال عن فرنسا في عام ١٩٤٣ ، اندمجت الحركتان في نهاية المطاف في عام ١٩٤٧ لتعلن نشوء حزب البعث العربي الاشتراكي وانعقاد مؤتمره التأسيسي في دمشق للفتره من ٧ - ٣ نيسان والذي خاض مخاض التأسيس بخطا ثابته مركزة على المووث الإيجابي للامة العربية ومحتواها الإنساني الذي يعد الثورة الكبرى الإسلام المحمدي الخالي والنقي من كل البدع والتضليل والخرافات واضعا رسالته التي هي معيار الربط الجدلي فيما بين الامة والزمن والحاجات الإنسانية لانطلاق الامة العربية كقوة واداة تغيير كونية من خلال التقاء الحضارات إيجابيا وليس صارعا" وترجم ذلك بكل الكتابات التي تحمل الاطار الايديوجي للبعث ومنطلقات الثورة العربية بمفاهيم الحرية والاستقلال والعدالة والمساواة التي تجسدها الاشتراكية التي طرحها البعث الخالد والتي هي القيم النابعة من حاجات الانسان العربي والإنسانية جمعاء مرتكزة على الربط الجدلي فيما بين الانسان والزمن والحاجه ، أي ان الانسان يتجدد بتجدد الزمن والحاجة متجدده بتجدد الانسان أي بتطوره من حيث الزمن بظرفه والتاريخ بأمله وتطلعه ، ومن ذلك يتبين وجود علاقة موجبه بين الاحزاب والديمقراطية والمقصود بالاحزاب هنا ليست الاحزاب السلطوية التى تحتكر العمل السياسى وتنكر حق القوى الحزبية الاخرى فى تداول السلطة ولكن المقصود بذلك الاحزاب التى ولدت من رحم المجتمع بحرية وإرادة ومن خلال منافسة مشروعة تقوم على الاقناع والاقتناع بتداخل وتخارج فكري ومن ثم يقوم التنافس ويشتد بين القوى السياسية الفاعلة فى المجمتمع للوصول الى السلطة من خلال نهج سلمى لا ينكر الاخر ولا يهمشه ، وقد بين الباحثون والمهتمون بالشأن السياسي عامة وخاصة العربي ان الحزب الملبي لحاجات الامه وان كان ظهوره في قطر من اقطارها يتعين اجتماع أربعة شروط فى المؤسسة التي تعتبر حزبا وهي {{ استمرارية التنظيم فلا يختفي باختفاء مؤسسة كما هو الحال أحيانا فى الجمعية أو الزمرة والعصبة ، وتنظيم على المستوى المحلى وعلى المستوى القومي وهذا يميز الحزب عن الجماعة البرلمانية ، والرغبة في ممارسة السلطة وهو ما يميز الأحزاب عن جماعات الضغط التي تؤثر على السلطة من خارجها والاحزاب تتميز بالدفاع عن الكل ( الجماعة ) فى حين تفهم جماعات الضغط بالمصلحة الخاصة وأعضاؤها لا يسعون للحصول على عضوية البرلمان ، ويتسم الحزب بتوافر عنصرين التنظيم اى يتضمن انه يكون منظما فى هياكله ثم توافر المشروع السياسى لنشوئه }} ويؤكد بعض الباحثين على انه يتعين ان يكون للحزب السياسى مكونات ( اللجنة / الشعبة / الخلية ) كما ان هناك مكونات اخرى وهى أن يكون للحزب اسم وشعار يتميز به عن الاحزاب الاخرى وان يكون له عنوان رئيسى ومقرات اخرى فرعية وهيكل مالي وادارى يمكن الحزب من جمع الاشـتراكات وتحديد اوجه الصرف على انشـطته المختلفة ، وهذه الشروط موجودة في حزب البعث العربي الاشتراكي ومن هنا ديمومت البقاء متوفرة بالرغم من كل أساليب ووسائل العداء والمحاربة التي انتهجتها الحكومات المحلية او قوى العدوان الخارجي من خلال هجمتها المباشرة او غير المباشرة بإعلامها الكاذب والمخادع والمضلل وهذا شهدته الساحة العربية عبر التاريخ منذ النشوء وحتى اليوم وما يقوم به العملاء والذيول ان كان من خلال قانون الاجتثاث السيء الذي يوثق الإبادة البشرية والقتل الجماعي او ما لحقه بما يسمى (( قانون المسائلة والعدالة )) أو قانون حظر حزب البعث والكيانات والأحزاب والأنشطة العنصرية والإرهابية والتكفيرية رقم ٣٢ لسنة ٢٠١٦ والذي تناقض مع مضمونه واحتواه لان العقل الشعوبي المتفرس كان مستهدفا البعث لانه يحمل فكر الامة العربية والمدافع الأمين عن نقاوة الإسلام المحمدي والداعي الى نشوء القوة التي توازن الواقع والظرف إقليميا وعالميا للدفاع وتمكين الامه من التصدي باقتدار لكل الهجمات والمشاريع التي تستهدف تاريخها بحاضره وماضيه الإيجابي الناصع


يتبع بالحلقة الثالثة





الثلاثاء ٢٢ رمضــان ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / أيــار / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة