شبكة ذي قار
عاجل










في الذكرى الرابعة عشر لاغتيال القائد صَدَّم حُسَّين، نرغب في أنْ نرثيه بكلماتٍ من القلب والوجدان فنقول عنه بعض من آثاره الشاخصة في النفوس، ولسنا بصدد آثاره الكثيرة على أرض العراق أو في أرض العروبة، لكننا نتحدث عن بعضٍ من سجايا الشهيد صَدَّام حُسَّين، وهي غيضٌ من فيض مما يسجله التاريخ لهذا القائد التاريخي الرَّمز.ابتداءً لقد جمع رحمه الله بينَ ثلاث مهام كبرى على صعيد العراق والامة.فقد مزج بين القيادة الحزبية والشعبية، والرئاسة لدولة العراق الوطنية ، ووضعها في بوتقة واحدة، لا تناقض أو تنافر بينها، وجعل كل اختصاص ومسؤولية منها تخدم الأخرى وتسندها في ظروف السلم والحرب.فعندما تتوجه الأنظار الى قضية سياسية لاصدار قرار أو تناول قضية داخلية كانت أم خارجية، فالقيادة الحزبية والشعبية من جهة والقيادة العسكرية تدفعان بكل امكاناتهما في سبيل انجاح القضية السياسية المعنيَّة.وعندما تتوجه الأنظار والرؤى ويكون الفعل العسكري هو المطلوب، تصطفّ كل من مسؤوليته السياسية والقيادة الحزبية والشعبية وتدفعان بكل الامكانات والجهد السياسي والحزبي والشعبي وتقفان مع الشأن العسكري في الدفاع عن العراق أو الأمة و حماية حدود الوطن ضد كل عدوان.وهذا ما حصل في معركة الشرف والكرامة، معركة القادسية الثانية في التصدي للعدوان الفارسي الصفوي وفي التصدي للأطماع الفارسية الخمينية الخبيثة.هكذا كان الرئيس الشهيد، قائداً حزبياً وشعبياً ورسمياً.احترف النضال السياسي، وقيادة الدولة ورئاسة أجهزتها ومؤسساتها التي كان يشرف عليها ويتابع شؤونها عن قرب.حيث كان كمن يمتطي حصاناً مرتفع القامة ، كيما ينظر دائماً من الأعلى، لأنَّك عندما تكون في الأعلى، على قمة التلّ المرتفع عن الأرض، فأنَّ ذلك يُسَّهِل عليك أنْ تكشف الطريق بشكل أوضح وتتبيَّنه.وفي ذات الوقت فهو يمشي على الأرض كيما يعيش مع العامة والمُهَّمشين من أبناء شعبه.لقد قاد البعث العظيم الذي حرص اعضاؤه وهم من ابناء العراق الغيارى على الانغماس في حياة الناس وفي تفاصيل حياتهم اليومية، مراعين لهمومهم وحاجاتهم، وعكسها الى القيادة لتوفيرها اول باول.وكان النظام الوطني الذي يقوده البعث قبل الاحتلال الامريكي الغاشم يحث ممثلي الشعب في ( المجلس الوطني ) على إصدار القوانين التي تعالج مشاكل وهموم العراقيين الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتعليمية.كما قاد البعث نهضة تنموية عملاقة شهد لها القاصي والداني حتى خرج العراق من مصاف دول العالم الثالث في بعض القطاعات واهمها التربوية والصحية وبنى جيشاً عتيداً دافع عن العراق وحدود الامة الشرقية.ولقد سعت كافة مؤسسات الدولة في ظل تلك القيادة الى احياء وتجسيد انجازات الماضي البعيد من تاريخ العراق المشرق في زمن حضارات بلاد الرافدين البابلية والآشورية والسومرية، مروراً بالحضارة العربية الكبرى زمن الدولة العربية الإسلامية في العصور العباسية المختلفة.ونقل روح تلك الحضارات الراقية وقيَمها وتقاليدها وأخلاقها الأصيلة الى الزمن الحاضر، فأخذ منها جوهرها ولُبَّها.ومن خلال الحاضر الزاهر للعراق انطلق البعث ودولته يحث الخُطى للمستقبل الموعود للعراق والأمة العربية المجيدة.فكان يقود العراقيين النشامى في هجومهم النهضوي التنموي الشامل، وبدأ في الشروع لتحقيق مشروعه الحضاري القومي النبيل، الذي ينشد بناء مستقبل زاهرٍ وراقٍ للعراق والأمة.ولكنَّ مؤامرات أعداء الأمة والحاقدين عليها ، عطَّلت هذا المشروع العظيم، من خلال فتح جبهات للمواجهة كيما ينشغل بها العراق، وهذا ما حصل بالفعل من عدوان ثلاثيني غاشم، الى حصار اقتصادي ظالم وجائر، انتهى بالغزو الهمجي لأرض الرافدين واغتيال قائد الأمة ورمزها صَدَّام حُسَّين.كانَ بناء المواطن العراقي الجديد الهَمّ الاول للدولة التي يقودها البعث ، لأنَّه لم يكن يعتبر العراقي مجرد رقم وعدد في المجتمع ، بل كان يعتبره حجر الأساس في بناء الدولة الوطنية الزاهرة، فالعراقي في زمن البعث وفكره وعقيدته يمثل ثروة فكرية وعلمية وحضارية مخزونة، فكان يُحاكي هذا المخزون الوجداني للعراقيين كيما يُثوّر فيهم الفعل الخلَّاق والهِمَّة للبناء والابداع في كل مناحي الحياة.ومن هنا كان للشهيد صدام معنىً خاصاً للانتماء الوطني والولاء للعراق وشعبه الماجد.ان معايشة رفاق البعث بقيادة الرئيس الشهيد لواقع الجماهير ومواكبتهم لروح العصر ومتطلباته مكنتهم من الرؤية بصورة أعمق وأدقّ ، من هنا كانت خطط الدولة وادارتها مبنية على أساس تثوير قدرات كافة العراقيين في سبيل تحقيق النهضة.فكان الهدف هو تحقيق غير المألوف والمتميز على المستوى الشخصي والعام، اذ امتزجا معا على صعيد العراق والأمة.ورغم ان اليوم الذي أُغتِيلَ فيه القائد صدام حسين قد اصبح يوما حزيناً وكئيباً ، يوم يشكل وجعاً وقهراً لكل عراقي أصيل وعربي غيور.الا ان الأمة وخاصة بعد ما آلت اليه أمورها، في ظل التكالب المنقطع النظير عليها وما نراه من تهافت وهرولة لبعض الحكام في محاولات التطبيع مع العدو الصهيوني في وضع يثير اشفاق الأمم والشعوب الأخرى تستلهم من هذا اليوم وما يرمز اليه من قيم التضحية كل معاني الصمود والشجاعة التي تلهم الاجيال تلو الاجيال على مواصلة الطريق باستعداد ابنائها النجباء على تقديم كل ما يتطلبه ذلك من جهود وتضحيات جسيمة نحو تحقيق الاهداف العظيمة في تحرير العراق من براثن الهيمنة الايرانية ونظام ولاية الفقيه وتحقيق الوحدة الوطنية وضمان تجذرها ورسوخها ، ففي العراق شعب حي والامة التي ينتمي اليها امة حية تدرك بان الاهداف الكبيرة لا تحققها الامم العظيمة الا بالتضحيات.وما انتفاضات الشباب العربي وثورة تشرين الجبارة ضد الهيمنة الاجنبية وضد الفساد المستشري وضد كل قوى البغي والظلم والعدوان والتضحيات الكبيرة المتمثلة في الشهداء الا دليل على ان المارد العراقي قد انتفض مزلزلاً الارض تحت اقدام المحتلين وذيولهم ومنتصراً على كل عوامل الخنوع والضعف مثبتين ان في العراق الف صقر وصقر ينتصر لوطنه وامته في سبيل تحقيق مصالحها العليا.




الخميس١٦ ÌãÇÏí ÇáÇæáì ١٤٤٢ ۞۞۞ ٣١ / ßÇäæä ÇáÇæá / ٢٠٢٠


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق مكتب الثقافة والاعلام القومي طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان