شبكة ذي قار
عـاجـل










ثورة الشعب العراقي، التي انبثقت في الأول من تشرين أول ٢٠١٩، جاءت تتويجاً لإرهاصات الأحرار، منذ اليوم الأول والشهر الأول للاحتلال الأمريكي البغيض، لينضج عنفوانها في تشرين الأول الخالد، وأعطت دروساً عن ملاحم البطولة والفداء والثبات على المواقف والإصرار على انتزاع الحقوق من مخالب اللصوص والفاسدين والمتآمرين.أضفت ثورة تشرين الخالدة طابعاً مميزاً على الحراك الجماهيري الشعبي بمستوى تأريخ شعوب العالم كلها وحتى على مديات حاضرها، وستذكر الأجيال المتعاقبة مأثرة الشعب العراقي وهو يخوض النضال في سبيل أهدافه بالتغيير سلمياً، لكن الثمن كان ويبقى باهضاً جداً وهو دماء شهدائه الأحرار، كما أن النار المحرقة لم تصل إلى الطبقة الحاكمة الشريرة الخبيثة بعد.لقد عكس العراقيون المنتفضون بمختلف شرائحهم وألوانهم صوراً حيّرت عقول المتابعين والمحللين السياسيين والاجتماعيين في جوانب التحدي والإصرار واسترخاص الأرواح والأجساد، بالرغم من الأساليب اللاأخلاقية واللاإنسانية، التي واجهتهم بها الطغمة الحاكمة الفاسدة، وقد خرج العراقيون إلى شوارع الصمود والتحرير وأزقتها وساحاتها على وفق إجماع وطني يدل على المعاناة من الجور والظلم الجماعي، الذي طال أطياف الشعب كلها على أيدي طلاب المناصب والجاه والنفوذ والمال، ولم تبق شريحة أو فئة أو طبقة من طبقات المجتمع العراقي، ألاّ ونالها الجور والتهميش والإقصاء والتغييب والتخريب بسبب السياسة المحاصصاتية الآثمة، ودخل شباب الانتفاضة في معركة غير متكافئة من ناحية السلاح، فسلاح الشعب حنجرته والأعلام الوطنية ورايات السلام، أما الطغاة فكانوا مدججين بالسلاح وبمختلف أدوات القتل الفردي والجماعي وبوسائل الإعلام الخبيثة.دخل العراقيون المعركة ضد سارقي ثرواتهم ومصادري آمالهم وتطلعاتهم وإرادتهم بترجيح كفة الانتصار لهم، فقد ثاروا من أجل استرداد الوطن وما خاب من ناضل من أجل وطنه، وما من شعب ذاق الويلات والظلم وثار الاّ وانتصر.






الخميس ٢٨ صفر ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تشرين الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة