شبكة ذي قار
عـاجـل










عملت وتعمل مراكز الدراسات والبحوث الاستراتيجية الأمريكي والأوربية ( الامبريالية ، الاحتكارية ) التي تدعمها الشركات العملاقة والكارتلات النفطية على دراسة حركة المجتمع العربي والقوانين المحركة لواقعه وهذا الأمر يشمل كل إقطاره ، النفطية منها وغير النفطية ،الغنية منها والفقيرة من أجل استمرار الهيمنة وسرقة الثروات الطبيعية والطاقات البشرية .

الحديث بهذا الموضوع يقودنا الى دراسة الثورة العربية بقيادة الشريف علي بن الحسين رحمة الله ودور كل من الأسماء التالية لورنس العرب ومس بيل وغلوب باشا وسندرسن باشا وحتى الكاتبة البوليسية اجاثا كريستي والقائمة تطول وهذا ما لا أريد الخوض فيه ، والحديث يقودنا أيضا إلى دراسة الحركة الصهيونية ومؤتمراتها ومؤسسها هرتزل الذي كان موظف في الخارجية البريطانية ووعد بلفور المشؤوم الذي زرع الكيان الصهيوني في فلسطين ، قلب الأمة العربية ، وهذا ما لا أريده أيضا الحديث فيه على الرغم من معرفتي بأن الاهتمام الغربي الاستعماري بالوطن العربي قد بدأ منذ ذلك الحين وبالذات بعدما أكتشفت النفط في المنطقة العربية ، فكان النفط هو الحافز الاول بالإضافة إلى الحوافز الاخري ومنها الجغرافية السياسية .

ان من اهم هواجس الغرب الاستعماري وخشية تاتي من خلال تنامي و تبلور الوعي العربي ولأن هذا الغرب وعبر دراسته يعرف العرب من خلال هذه الدراسات يعرف ان العرب قد انتشروا في المعمورة بفترة قياسية وعلى ظهور خيولهم عندما حملوا رسالة السماء.

بعد هذه المقدمة أعلاه ابدا بالزمن الذي شعر فيه الغرب الاستعماري فيه بأن الشعب العربي قد ازداد وعيا عبر انخراطه باحزاب ثورية وضعت أهداف استراتيجية تقودهم الى التحرر من الهيمنة الاستعمارية والى تحقيق لعدالة الاجتماعية و تأميم الثروات الطبيعية التي ستنعكس على البناء الحضاري المنشود وتعني أيضا الوحدة العربية وهي القوة العربية التي ستصيب الغرب الإمبريالي في مقتل وستعيد العرب إلى ممارسة دورهم الرسالي التاريخي الذي حباهم الله به ، وكان حزب البعث العربي الاشتراكي الذي تأسس عام 1947 م من أخطر الأحزاب العربية على الوجود الاستعماري.

فكان السؤال في مراكز الدراسات والبحوث الاستراتيجية الغربية ماالعمل؟ وماهي هي الطرق التي تساعد في اجهاض 1 الوعي العربي ؟

وكان الجواب هو :
1 - انسحاب المحتل الاستعماري الذي كان استعماره مباشر لصالح الاستعمار غير المباشر وعبر حكومات عميلة نصبها لكي تدير البلاد والعباد بدل عنه.

2- عند شعور الغرب الاستعماري بعجز وانكشاف الحكومات العميلة نتيجة نكبة فلسطين وخيانة الملك فاروق في مصر الملك عبدالله في الاردن ونوري سعيد في العراق وغيرهم في الحرب الصورية التي افتعلوها للدفاع عن فلسطين عام 1948م وماتركته من تأثير وانعكاساتها سلبي على المواطن العربي من المحيط إلى الخليج وبالخصوص على طليعته الثورية، لجأت مراكز الدراسات للبحث عن البديل وكان خير بديل هو الثورات والانقلابات العسكرية التي ساهمت عبر تسلطها ودكتاتورياتها في قمع الحلم العربي أو تأخيره وفي قمع القوى الحية فيه.

انكشفت عورة العسكر بعد حرب عام 1967م تحرك الشارع العربي بقواه الحية وفي مقدمتها حزب البعث العربي الاشتراكي بهدف التغير وجاء التغير ، الأمر الذي لم يعجب القوى الإمبريالية والكارتلات النفطية وخوفا منها على مصالحها التي باتت مهددة لجأت إلى احتلال العراق كخطوة أولى للتمهيد لما سمي بالربيع العربي حيث تم تدمير ليبيا وسوريا تحت هذا العنوان إضافة إلى احتلال العراق لتقديم هذه البلدان كنموذج سيء وخطير ( فزاعة ) لمن يريد التغير أو يفكر فيه في الوطن العربي وبنفس الوقت عملت الدوائر الإمبريالية التي أسست فترة الاربعينيات الأحزاب الدينية ودعمت الخميني في تغيير نظام الشاه على إطلاق أيادي إيران كرديف للكيان الصهيوني في احتلال وتدمير البلدان العربية واستهداف الإنسان العربي في وجوده وفي ثقته بنفسه وإيمانه بعروبته وبدوره الحضاري.

اليوم يأتي الرد العربي من الجزائر والسودان على العسكر والأحزاب الاسلاموية وربيعهم العربي عبر ثورة حضارية سلمية واعية ، تناضل من أجل التخلص من حكم العسكر و تدعو إلى مجتمع مدني تسوده العدالة الاجتماعية وتدعو إلى محاربة الفساد والفاسدين و توزيع الثروة توزيعا عادلا وتحقيق العدالة الاجتماعية وترفض الطائفية والعرقية والمناطقية والفئوية وتقدم النموذج البديل والجديد في الرد على كل الخطط الخبيثة التي تنتجها المختبرات الغربية والأمريكية وهي بهذا تدلل على أن المواطن العربي قد امتلك ارادته الحرة الواعية فهاتان الثورتان هما الأمل الذي نصبو إليه كعرب وهما طريقنا في تحقيق هدف التكامل والاتحاد والوحدة لأن البلدان العربية تؤثر وتتأثر بما يجري في الجزائر والسودان.

حما الله الشعب الجزائري والسوداني على طريق تقديم النموذج وفي كشف زيف ماسمي بالربيع العربي والإسلام السياسي الذي وقفت خلفه وانتجته الدوائر الاستعمارية وقدمته كبديل.





الاربعاء ٩ شــوال ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / حـزيران / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. فالح حسن شمخي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة