شبكة ذي قار
عـاجـل










على مدى العصور والازمنة كانت الخيانة ترجم بحجر حتى الموت .. كما كانت الخيانة ولازالت تنعت باخس النعوت خصوصا اذا ماارتبطت هذه الخيانة والعمالة بمصطلح الوطن والغيرة عليه وبيعه باسواق النخاسة .. دون ان يرف طرف عين من قبل الخائن والعميل للامانة لبلده وشعبه ..

وانا اقلب صفحات التاريخ قديمة وحديثة في حياة الشعوب وابحث بشكل شفاف عن لب وجوهر موضوع الخيانة للمباديء والقيم التي يضحي بها بعض من فقد الضمير والوجدان وسهل عملية بيع وطنه واهله وشعبه الى الاجنبي المحتل والغازي الفارسي ليصبح في آخر المطاف وبعد ان يمكن المحتل ان يحتل بلده ليصبح هذا الجاسوس العميل كورقة كلينكس بعد استخدامها من قبل المحتل ترمى في سلة النفاية ..

بعد هذا الكلام المؤلم استوقفتني قصة قصيرة وجميلة في معانيها وفيها الكثير من الحكم والعبر .. حيث يحكى ان كبش كبير يقود قطيع من الغنم وفي احدى الايام اشتكت منه الاغنام لسوء معاملته لهم في قيادة القطيع وهي غير قادر عليه .. قررت الاغنام الاضراب عن العمل وهنا يقترح الكبش بتسوية لرفع المظالم الى الذئب الحاكم وهو الذي يقضي ويبت في امر شكوى الاغنام ليحاسب الظالم وينصف المظلوم ويحاسب كل من يقصر .. وافق الجميع .. كانت اول المشتكيات غنيمة جميلة ووديعة .. منعها الكبش عن شرب الماء .. ذهب بها الكبش الى الحاكم (الذئب) الذي لم يكن بحاجه الى تفكير او مناقشة بعد ان سال لعابه لهذه الفريسة البرية وهي الوديعة والطازجة حيث وجه لها الحاكم الذئب تهمة انها مذنبة رغم انها هي من تقدم لطلب الشكوى على الكبش .. وهكذا اصبحت الضحية الاولى في فم الذئب الحاكم المتسلط وفريسة سهلة .. استمر هذا الحال على هذا المنوال .. كبش يعتدي وحاكم يظلم ونعاج تذبح الا ان نفذ الغنم ..

استدعاء القاضي الكبش هل تبت عن ظلم رعيتك ؟! .. فقال لا .. ولكنك اكلتها كلها بكاملها ؟! .. فرد عليه الذئب الحاكم اذا جاء دورك !! .. دوري انا؟! وانا اطعمتك بني جلدتي لترضى .. ألم تشبع ؟ .. فاجاب منذ اليوم الاول اردت اكلك ؟؟!! ولكن اردت ان تاتيني بقومك فرادا .. اما وقد ابيدوا فان رائحة الخيانة التي فيك تجعل لحمك الذ واشهى !!!هكذا اصبح من يخون ويقدم النذور من ابناء شعبه الى المحتل والغازي ويرميهم في محرقة المحتل السفاح فان مصيره الاسود سيكون لا محال القتل والغدر من قبل الحاكم الاجنبي الظالم الذي يريد ان يقضي على ابناء جلدته ..

هذا حال العراق اليوم مع الاسف الذي باعوه الخونة واللذين كانوا يتمنون زوال القائد صدام حسين وماحسبوا ان الشهيد البطل ابوعدي كان خيمة على رؤوس العرب والعراقيين عندما زالت هذه الخيمة استغل المحتل والخائن الموقف بغياب المارد العربي ليتحالف اقطاب قوه الشر والرذيلة والجواسيس ليقدموا النذور من العراقيين الى الذئب الحاكم ليطعموه من لحم ابناء شعبهم .





الجمعة ٢٣ صفر ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / تشرين الثاني / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. حارث الحارثي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة