شبكة ذي قار
عـاجـل










مقدمة :
أولاً - هو من أعلن النفير العام ، وحشد الجيوش ، وأغلق الحدود ، وحاصر المياه الإقليمية ، وأطلق نار المدفعية على المدن ، وأغار بطائرات حربية ، وفجر في الداخل ، واغتال وخرب واغتصب وعبث بالأمن .

ثانياً - كلها أدلة وقرائن .. تعلن وتؤكد من بدأ الحرب .

ثالثاً - أما النيات .. فقد كان الإعلام والسياسة الإيرانية تؤكد اجتياح العراق وتحويله إلى تابع .

رابعاً - القرائن والحقائق .. لا تحجبها الصفقات السياسية الإيرانية الأمريكية .. وشعب العراق لن يتنازل عن حقوقه أبداً .

في مؤتمر القمة الثالث لمنظمة المؤتمر الإسلامي ، الذي عقد في المملكة العربية السعودية للفترة من 25- 28 كانون الثاني عام 1981 ، جاء في خطاب الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله :

( إن العراق لم يكن هو البادئ بالحرب القائمة ، ولا بالراغب في استمرارها ، أن حكام إيران يتحملون المسؤولية الكاملة في إشعال الحرب، وفي استمرارها، مع ما تجره من كوارث على إيران والشعوب الإيرانية ) .

دعونا نتناول هذا الأمر بطرح عدد من الأسئلة :
ما هو مفهوم العدوان في القانون الدولي ؟ ، وكيف ينظر إلى موضوعة الدفاع الشرعي ؟ ، ومن بدأ بالعدوان في النزاع المسلح بين العراق وإيران ؟ ، ومن هو المسؤول عن استمراره ؟ ، ثم ، ماذا يترتب على الذي بدأ بالعدوان واستمر يعمل عليه ، ورفض كل قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة وكل الوساطات الدولية والإقليمية ، حتى رضخ لقرار وقف إطلاق النار يوم 8 / 8 / 1988 ؟! .

التفاصيل ، التي تتداخل في هذه الموضوعات سوف يتم معالجتها لاحقاً ، بينما التركيز سينصب على الأساسي من الإجابات لكي تكون الصورة واضحة تفند مزاعم النظام الإيراني الصفوي ومن معه في مسألة التعويضات والمطالبة بها ، وكأن الأمر بات مسلماً به أن العراق هو من بدأ الحرب وليس إيران واستمر فيها حتى انتهاءها !! .

ومن أجل تثبيت مواقف العراق السلمية من إيران في العهد الوطني ، وتأكيد عدم وجود أي نية لديه أو تطلع أو مخطط توسعي لا في الماضي البعيد ولا في القريب ، سواء كان الأمر في زمن الشاه كحكم إمبراطوري أو في زمن الجمهورية الإسلامية في زمن ( خميني ) ، من أجل ذلك ينبغي إعادة التذكير بتلك المواقف وعلى النحو الأتي :

1- وجهت حكومة العراق الوطنية بعد سقوط نظام الشاه ، ومجيء سلطة خميني ، مذكرة رسمية سلمها القائم بأعمال السفارة العراقية في طهران يوم 13/2/1979 ، وتسلمها ( أمير عباس انتظام ) نائب رئيس الوزراء الإيراني لشؤون العلاقات جاء فيها الآتي :

( إن العراق ، وكما تؤكده سياسته الخارجية الثابتة ، يسعى إلى إقامة أوثق العلاقات الأخوية وعلاقات التعاون مع الشعوب المجاورة للعراق وخاصة إيران ، على أساس احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ، وأن العراق انطلاقاً من مبادئ حسن الجوار ، يعرب عن تعاطفه وتأييده للنضال الذي تخوضه الشعوب الإيرانية في سبيل الحرية والتقدم ، واعتزازه بما حققته الشعوب الإيرانية من نصر ) .

2- كما وجه رئيس جمهورية العراق برقية إلى ( خميني ) يوم 15 / 4 /1979 لمناسبة إعلان الجمهورية الإسلامية هنأه فيها بهذه المناسبة وعبر عن :

( رغبة العراق في أن يفتح النظام الجمهوري الجديد فرصاً واسعة لخدمة الشعب الإيراني الصديق ، وبما يعزز دور إيران لخدمة السلام والعدل في العالم ، وإقامة أوثق علاقات الصداقة مع الدول العربية عموماً ومع العراق على وجه الخصوص ) .

3- ثم وجه العراق دعوة إلى ( مهدي بازركان ) رئيس الحكومة الإيرانية لزيارة العراق وإجراء مفاوضات بشأن العلاقات الثنائية وأسس التعاون المشترك ، وجددت تلك الدعوة برسالة بعث بها نائب رئيس مجلس قيادة الثورة لمناسبة شهر رمضان ، وتسلمها ( بازركان ) من سفير العراق في طهران يوم 25/ 8 /1979 .

4- كما أكد رئيس جمهورية العراق في لقائه مع ( إبراهيم يزدي ) وزير خارجية إيران على هامش قمة هافانا لبلدان عدم الانحياز عام 1979 :

( رغبة العراق في إقامة علاقات التعاون وحسن الجوار ، وأعرب عن استعداده لإجراء لقاء مع القادة الإيرانيين بغية معالجة المشاكل التي طرأت في علاقات البلدين بالطرق السلمية ) .

5- فيما أكد وزير خارجية العراق في لقاءه مع وزير خارجية إيران في أيلول عام 1979 على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ( رغبة العراق الصادقة في إقامة علاقات قائمة على مبادئ حسن الجوار والعمل على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين ) .

6- وحين تولى ( أبو الحسن بني صدر ) رئيس الجمهورية الإيرانية منصبه الجديد زاره السفير العراقي المعتمد في طهران يوم 20/2/1980 بتكليف من رئيس جمهورية العراق لنقل تهنئته الشخصية لهذه المناسبة .

والملفت : لم يصل أي رد من الحكومة الإيرانية على المذكرة الرسمية العراقية التي تحمل تاريخ 13 / 2 /1979 ، فيما أجاب ( خميني ) على برقية رئيس الجمهورية العراقية بـ( أسلوب يتنافى مع حتى أصول المجاملة الواجبة لرؤساء الدول ) ، وكذلك لم تلب الدعوة التي وجهت إلى رئيس الحكومة الإيرانية لزيارة العراق !! .

7- ثم أخذت التصريحات ، التي أطلقها السياسيون الرسميون الإيرانيون ورجال الدين الطائفيون تتصاعد على نحو معاد للعراق بوجه خاص وللبلدان العربية في منطقة الخليج العربي بوجه عام ، وكانت حملة منظمة شملت أنظمة الحكم العربية سياسياً واجتماعياً ، في إطار ( بلورة استراتيجية تصدير الثورة إلى البلدان المجاورة للعراق ) .

التصعيد الاستراتيجي .. كيف حدث ؟ .
لم يقف التصعيد عند حدود التصريحات المعادية ، التي يطلقها السياسيون الإيرانيون ورجال الدين الطائفيون ، بل شهد الواقع الفعلي تصعيداً خطيراً ( قادته وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية وتحت إشراف مباشر من لدن قادة السلطة الإيرانية ) وعلى النحو الآتي :

أولاً - عقد ( حزب الدعوة ) الطائفي مؤتمره في ( قم ) تحت رعاية إيرانية رسمية وبمعرفة ( خميني ) نفسه ، حضي بدعم مادي ومعنوي وإعلامي من أجل القيام بأعمال الإرهاب في العراق وزعزعة أمنه واستقراره ، وقد كشف هذه المعلومات أحد قادة هذا التنظيم الدموي المدعو " عبد الأمير حميد المنصوري " .

أرسل العراق المعلومات التفصيلية المتعلقة بأعمال ومخططات حزب الدعوة ورعاية إيران له ( بمذكرة رسمية يوم 6/5/1980 إلى السكرتير العام للأمم المتحدة ، وإلى أمين عام جامعة الدول العربية ، ورئيس منظمة المؤتمر الإسلامي ، ورئيس منظمة الوحدة الإفريقية ، ورئيس مجموعة دول عدم الانحياز ، ورئيس المجموعة الأوربية ، ورئيس منظمة دول " آسيان " ، ورئيس منظمة الدول الأمريكية ) .

ثانياً - نفذ " حزب الدعوة " الطائفي العميل ، وتحت إشراف إيراني في مناطق الوسط والجنوب من العراق في النصف الأول من عام 1980 أعمال الإرهاب والقتل والتخريب قام بها متسللون من إيران ، فضلاً عن مقيمين إيرانيين في العراق ، وكذلك عناصر من أصول إيرانية ، راح ضحية هذه الأعمال العدوانية العديد من الأبرياء من بينهم النساء والأطفال .. وكانت تلك الأعمال ترتكب بتوجيه الإذاعة الإيرانية ، التي كانت ترشد وتعلم الناس بطرق صناعة القنابل المحلية .. فيما ألقت على التجمع الطلابي في الجامعة المستنصرية يوم 1/4/1980 القنابل ، وأخرى مماثلة ألقيت من المدرسة الإيرانية في الوزيرية ببغداد على موكب تشييع شهداء الحادث بتاريخ 5/4/1980 ، وقد شارك في هذه الجريمة موظفون ومعلمون يعملون في المدرسة المذكورة .. ألقت الجهات العراقية المعنية بالأمن القبض على عدد منهم بالجرم المشهود واستولت على كميات كبيرة من الأسلحة والأموال كانت الحكومة الإيرانية قد وضعتها تحت تصرفهم .

ثالثاً - تعرضت سفارة جمهورية العراق في طهران إلى العديد من أعمال الاعتداء والاستفزاز والتهديد ، فضلاً عن تنظيم السلطات الإيرانية التظاهرات ضد العراق ، وقد وجهت وزارة الخارجية العراقية بشأن هذه الأعمال عدة مذكرات احتجاج للحكومة الإيرانية ( كما قابل السفير العراقي في طهران نائب رئيس الوزراء لشؤون الإعلام ، وكذلك رئيس الوزراء والمسئولين في وزارة الخارجية ، فضلاً عن استدعاء وزارة الخارجية العراقية السفير الإيراني في بغداد للاحتجاج على تلك الاعتداءات والطلب اتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقفها ) .

رابعاً - تعرضت قنصلية العراق في المحمرة إلى اعتداءات متكررة في (11و26/10) و( 1و 7 /11/1979، احتجت عليها وزارة الخارجية العراقية بشدة بتاريخ 5/12/1979 ) .. فيما قامت السلطات الإيرانية بتسفير العاملين في القنصلية العراقية بتاريخ 11/1/1980 وعاملتهم معاملة سيئة وقاسية تتعارض مع أحكام معاهدة فيينا للتعامل الدبلوماسي والقنصلي .

يتبع ...





الجمعة ٥ ذو الحجــة ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / أب / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة