شبكة ذي قار
عـاجـل










ما إن دخل الساقطون بغداد العروبة في اليوم المشؤوم عروبيا في التاسع من نيسان 2003م في عدوان همجي بربري غاشم وغير مبرر قامت به أمريكا وربيبتها بريطانيا في تحالف غربي - صهيوني وصفوي بقيادة بوش الصغير والأفّاق بلير .. استخدمت قوى العدوان والإحتلال شتى انواع الأسلحة الحديثة التدميرية النووية التكتيكية المحدودة بحجج كاذبة ومزورة تلفيقية مفادها أن العراق مازال يمتلك اسلحة دمار شامل تهدد جيرانه وامريكا , وأن له علاقة بتنظيم القاعدة التنظيم الذي نسبت له أحداث الحادي عشر من ايلول / سبتمبر في برجي التجارة في امريكا .. اعتمد بوش الصغير على تقرير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية التي استندت على تقرير قدمه لها العميل المقبور احمد الجلبي وهو تقرير مفبرك أعده أحد الطلاب العراقيين في أمريكا أشرفت عليه مخابراتها , وكلنا مازال يذكر كيف كان كولن باول وزير الخارجية الامريكية حينها في جلسة من جلسات مجلس الأمن الخاصة عن العراق يلفق تلك التهم المعدة سلفا على العراق ونظامه الوطني , وحجته في ذلك هو ذلك التقرير الذي اعتمد عليه بوش الصغير في شيطنة العراق والبعث وقيادته الشرعية لتبرير العدوان ومحاولة التأثير على مجلس الأمن حينها لإصدار قرار يجيز لهم ضرب العراق .. لكنه لم يتمكن من استصدار ذلك , وبعدها تابع العالم أجمع كيف شنت الحرب على العراق بقيادة أمريكا وبريطانيا خارج مظلة الأمم المتحدة في تحد صارخ ووقح للإرادة الدولية وميثاق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان , والقانون الدولي .. أسفر العدوان الهمجي البربري على العراق عن قتل وجرح وتشريد الملايين وتدمير قدراته العلمية وبنيته التحتية , واسقاط نظامه الوطني واستبداله بآخر طائفي عنصري سادي مجمع من بارات وحانات اوروبا وامريكا ودهاليز طهران وقم.

نهجت امريكا وبوش الصغير على شيطنة البعث وصدام و العراق لكي تبرر تدميره وقتل قياداته ضمن مشروعها الإستراتيجي .. فقامت بكل ذلك خارج منظومة مجلس الأمن ودون تسويغ وقرار منه وتمكنت من ذلك بعد حصار جائر عليه استمر لـ ( 13 ) سنة والعراق كما تقول تقارير مفتشي وكالة الطاقة الذرية التابعين للأمم المتحدة أنه قد تم تدمير كل قدراته من اسلحة الدمار الشامل وانه خال منها .

وايضا من المعلوم عند الغرب ايضا أن لا علاقة تذكر بين البعث والقاعدة , وان البعث يناهض القاعدة وغيرها من التنظيمات المتطرفة .. تلك الحجج الواهية التي اعتمدها المحتلون للعراق هي المعلنة أما الحجج الغير معلنة لم تنشر وهي الأهم لدى مثلث الشر ( الإمبريالي والصفوي والصهيوني ) لأنها في اجنداتهم .. تعد استراتيجية بعيدة المدى تصل بالعراق في نهاية المطاف الى ثلاث دويلات مستقلة عن بعضها ضعيفة غير قادرة على تهديد جيرانها ( ايران والكيان الصهيوني ) وغير قادرة ايضا على تهديد مصالح امريكا في المنطقة .. وعندما فرض حظر الطيران على العراق في تسعينات القرن الماضي عملوا حينها على عزل الشمال العراقي عند الأكراد والمنطقة الجنوبية عند العرب الشيعة وبهذا السيناريو قسم العراق الى (3) مناطق كمخطط بدأ تنفيذه عمليا بعد احتلال العراق وتمكين شرذمة المعارضة التي باعت العراق في مؤتمر لندن واستلمت ثمن احتلاله كما استلم السيستاني حاخام الطائفة الصفوية الخمينية الخامنئية ثمن فتاواه بتحريم قتال الأمريكان وحلفائهم بـ (200) مليون دولار كما جاء في مذكرات وزير الحرب والعدوان الامريكي الأسبق سيئ الصيت دونالد رامسفيلد .

ومن افرازات الإحتلال تنصيب جوقة المرتزقة الذين جلبهم المحتل من بارات اوروبا وامريكا وحليفتهم ايران .

ومن أسوء إفرازات الاحتلال الصهيو أمريكي على العراق هو حلّ الجيش العراقي النظامي واستبداله بطائفي ميليشاوي اخره ( الحشد الشيعي ) الميليشيات الأكثر جرما وطائفية وتدميرا منهجيا للأرض والإنسان , وفرض دستور جديد عرف بدستور بريمر الحاكم المدني للعراق بعد الإحتلال وما نتج من ذلك من محاصصة طائفية وتقسيم العراق الى كتل ( شيعة وسنة واكراد ) تقسيم غير منطقي .. وبعدها سلمت امريكا العراق على طبق من فضة لـ ايران مكافأة على ما قامت به واتفقوا عليه فيما سبق من مؤتمرات للمعارضة التي كانت فيها ايران حاضرة بكل ثقلها .. ولا يخجل الإيرانيون من ذلك فقد صرحوا أكثر من مرة وعلى لسان كبار قادة طهران أنه ( لولا طهران ما سقطت بغداد ) فكلا يعمل في العراق على اجندته الخاصة التي تقضي جميعها : ان يكون العراق ضعيفا هزيلا معزولا عن العرب والعروبة .. الفرس والملالي مشروعهم الإمبراطورية الفارسية واستعادتها والخطوة الأولى لاستعادته تقضي بضم العراق , ومن ثم يسهل الأمر عليهم في الخليج , والصهاينة يعتقدون ان دمارهم ودمار دولهم لا يأتي إلا من العراق وبابل المذكورة كثيرا في نصوصهم الدينية وحلمهم بتدميرها واحراقها وقتل من فيها واهلها ويقصدون بها العراق ككل . . والتاريخ سجّل لنا شاهدين على ذلك الشاهد الأول كان دمار مملكة اسرائيل على يد الجيوش الآشورية التي خرجت من شمال العراق في القرن السابع ق . م , والشاهد الثاني أتى بعد الشاهد الأول بـ 200 سنة اتى على دمار مملكتهم الثانية مملكة يهوذا وتهديم الهيكل والسبي الذي عرف بالسبي البابلي على يد الجيوش البابلية وقيادة الملك العراقي ( نبو خذ نصر ) .. وقد سطّر العراقيون تلك الملاحم في الجداريات التي زبرت بالخط المسماري في بابل .. وفي اثناء عملية اسقاط تمثال القائد صدام حسين من ساحة الفردوس ببغداد .. كانت كتيبة ايهودا باراك تتحرك بدباتها لتدخل بابل وتحطم تلك الجداريات التي تحكي عن تلك الملاحم التي اظهرت كيف كان بنو اسرائيل خدما للعراقيين البابليين وتحكي عن انتصارات البابليين وهزائم اليهود .

وفي العصر الحديث وبعد احتلال فلسطين وما تلاه من حروب عربية اسرائيلية .. كان العراق سباقا للدفاع عن فلسطين وابلى جنوده بلاء ا حسنا في حرب 48 م وفي حرب 67 م وفي حرب اكتوبر 73 م ودعمه للقضية الفلسطينية اللامحدود ودعمه الكبير للمقاومة الفلسطينية وضربه للكيان الصهيوني بصواريخ بالستية ( الحسين والعباس ) ومداها 600- 900 كم بـ 39 صاروخا كل ذلك كان وقعه كبيرا في نفوس الصهاينة وتأثيره ابلغ .. ولذلك عمدوا مع حلفائهم في واشنطن وطهران على القضاء على النظام العراقي وتدمير قدراته وادخاله في مستنقع الطائفية التي لن يتعافى منها كما يتصورون ومازالوا يعملون مع اقرانهم على تقسيمه الى ثلاث دويلات .. وهناك نص متداول يحكي مكنون ما يعتقدون تجاه العراق : ( لا ينزل الرب حتى يبنى له هيكل ولا يبنى له هيكل حتى تقام دولة اسرائيل ولا تقام دولة اسرائيل حتى تدمر الأرض ما بين بابل و آ شور ) وهذا ماحدث ومازال يحدث في العراق .

وحديثنا عن المقاومة العراقية حديث موضوعي علمي واقعي حيث لم يكن هناك فاصل زمني كما هو معلوم عند جميع المتابعين بين المقاومة والإحتلال في الملف العراقي , فمنذ الأيام الأولى للاحتلال والمقاومة العراقية تتصدر المشهد البطولي الرجالي في مقاومة المحتل وتنفيذ عمليات نوعية اعترف بها قادة الاحتلال أنها عمليات أشرف عليها قيادات اركان .. وانها ليست بالعمليات العادية التي تقوم بها الجماعات الإرهابية .. والشواهد كثيرة واكبرها معركة المطار ومعركة الموصل التي تم فيها تحرير اسرى من المقاومة ومنهم البطل أيمن سبعاوي .. وبعد أشهر من احتلال العراق وتحت ضربات المقاومة الشديدة على المحتل طلع علينا وزير الحرب والعدوان الأسبق سيئ الصيت دونالد رامسفيلد .. بتصريح : ان الجيش الذي اختفى أمامنا فجأة عاد للظهور مرة أخرى ليقاتلنا بكل جرأة وقوة .

وفي ماقاله رامسفيلد إشارة ان الجيش العراقي هو من يقود المقاومة العراقية ضد قوات بلاده وقوات تحالف العدوان , وهذة هي الحقيقة أضف إليها فدائيو صدام وجيش القدس والجماعات التي أعلنت عن توجهها الاسلامي في مقاومة الاحتلال .. يمكننا أن نتناول ما صرح به ( سكوت ريتر ) رئيس فريق مفتشي اسلحة الدمار الشامل المبعوث في العراق التابع لوكالة الطاقة الذرية التابع للأمم المتحدة .. ونشرته صحيفة القدس العربي .. ( اسلاميو صدام حسين يقودون المقاومة في العراق ) وعددها بالاسم , نستنتج من ذلك ان القيادة العراقية قد اعدت العدة لحرب المقاومة الشعبية ,وأن تشكيل فصائل ا لمقاومة لم تكن وليدة الاحتلال وإذا ما تتبعنا تشكيل المقاومة في كثير من بلدان العالم سنجد أنها تشكلت بعد سنين طويلة من احتلال بلدانها .. بينما في العراق .. رأينا وتابع العالم أجمع أنه لا فاصل بين الاحتلال والمقاومة في المشهد العراقي .. وانها سجلت رقما قياسيا عالميا في الانبثاقة والتشكيل والقوة والنوعية والقدرات والإمكانيات الغير عادية ..

التي أعد لها القائد صدام حسين وبذر بذرتها وسقاها بدمه ودم أبنائه ورفاقه الشهداء على مذبح العزة والكرامة .. فصارت شجرة أصلها ثابت وفروعها في ارجاء العراق ..





الخميس ٢٣ رمضــان ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / حـزيران / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نبيل احمد الجلوب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة