شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما كتب المناضل عوني القلمجي بأن المشاركة في الأنتخابات القادمة هي جريمة بحق العراق فهو لم يجانب الصواب، لأن كل الأنتخابات التي حصلت تحت مظلة الأحتلال ادت الى طريق مسدود وربما تكون هذه القادمة هي الأسوأ بين كل الأنتخابات .فمن شارك في الأنتخابات للمرة الأولى تحت حراب المحتل ودعايته الكاذبة بجلب الديمقراطية التي تفتقت عنها أذهان كوندليزا رايس وعصابه بوش بعد انكشاف كذبة اسلحة الدمار الشامل ربما يعذر لأسباب معروفه حتى لو لم تكن حججه قوية، ومن ثم جاءت الأنتخابات الثانية لتكشف زيف الديممقراطية حينما تم ابعاد من فاز بالأنتخابات من كتلة اياد علاوي وتم تعيين المالكي من قبل السفارة الأمريكية بشهادة المجرم الجلبي.ومددت نفس السفارة اقامة المالكي في رئاسة الوزراء لينهي ما بدأ به من حرب على العراقيين تحت غطاء الطائفية. ولم تمدد له ولاية ثالثة رغم فوزه في الأنتخابات فالولايات المتحدة متمسكة بما فصلته للعراق من بدلة سياسية وفقا لأجندتها وليس من أجل عيون الديمقراطية للشعب العراقي لذلك تم طرد المالكي شر طرده واهين هو ووفده من قبل سيد البيت الأبيض ونواب الكونغرس ليعود خائبا من حيث أتى.فتم تعيين حيدر العبادي الذي نال 3000 صوتا فقط.لم تكن خدع المحتل هي الوحيدة التي دفعت العراقيين للذهاب الى الأنتخابات بل لعل خدع العمائم باشكالها هي التي حشدت لملئ الصناديق بتلاعبها بعقول ومشاعر البسطاء بذريعة حكم طائفي شيعي جعفري لا علاقه له بالدين مرتبط بملالي وولاية الفقيه الأيرانية. لعل هذه الأنتخابات هي الأكثر كشفا لزيف كل ما قيل حول العملية السياسية واحزابها الفاسدة.فبعد خمسه عشر عاما من الغزو والأحتلال نزعت الحقائق على الأرض كل أدعاءات الولايات المتحدة واحزابها بخصوص اعادة بناء العراق وجعله جنة من الرفاهية تجري فيها انهار اللبن والعسل. الحقائق التي لمسها العراقيون في واقعهم هو ان الحكومات المتعاقبة لم تنفذ اي مشروع أبسطها الخدمات العامة يصب في خدمة المواطن العراقي، بل تكرس الحكومات المتعاقبة حكومة بعد حكومة وسنة بعد اخرى منذ 2003 خطط ومشاريع الأحتلال الأمريكي من أبادة للشعب العراقي في فتنة طائفية وتهجير ابنائه وتدمير موؤسساته التعليمية والطبية ونشر الأرهاب والترهيب والقتل المجاني والأستيلاء على الممتلكات العامة، الى فساد يبدأ من أبسط وظيفة الى قبة البرلمان التي تباع وتشترى فيه المناصب حتى أصبح العراق مزاد نخاسة كل شيء فيه يباع ويشترى بفضل ساسة العملية السياسية وسادتهم المحتليين الى آخر جريمة اقترفتها دول الأحتلال الأطلسي بهولوكوست الموصل حيث دمرت المدينة على روؤس أهلها المدنيين بذريعة داعش ولم يسمح بأنقاذ السكان فدفنوا أحياء تحت الأنقاض عمدا وتنكيلا بسكان المناطق والمدن المقاومة .وخرج رئيس الوزراء الحالي الذي يحضى بدعم حلف الأطلسي حيدر العبادي ليتكلم عن “معجزة” انتصار كاذبة حققتها قواته دون خجل وحياء، وقبلها بشر العراقيين بالأصلاح ونشر العدل واخذ الحق من الفاسدين وأبعادهم عن مناصبهم وأعادة الأموال الى الخزينة العامة ، لكنه لم يقم ولا بعمل واحد بأتجاه الفساد وطوى الأصلاح، بل ان ما قام به من أقاله نواب رئيس الجمهورية الثلاثة أعادتهم المحكمة الدستورية الى مناصبهم، ولم نرى من كلامه فيما بعد الا دعاية كاذبة للتغطية على جرائم الموصل وغيرها من مدن العراق المنكوبة وتدميرها. أما الأنجاز الكبير لحكومته فهو قانون النفط الجديد الذي يعيد العراق الى ما قبل التأميم الذي قام به النظام الوطني عام 1971 ولتسلم ثروة العراق النفطية والغازية الى شركات النهب بعد ان كانت مرتبطة كليا بالدولة العراقية فهل هناك فعل ضد الشعب العراقي وامنه وسيادته وشعبه أكثر من هذا القرار ؟

نظرة سريعة على منجزات حكومات الأحتلال حكومة بعد اخرى وانتخابات بعد انتخابات تكشف ان دور هذه الحكومات ولعبة الأنتخابات تدار فقط لخدمة خطط الأحتلال الأمريكي ووكيله الأيراني حصريا.سيستمر حيدر العبادي في ولاية ثانية بدعم من الولايات المتحدة ودول حلف الأطلسي التي يتمسك بوجودها على الأرض كما صرح وهو يعمل منذ تدمير الموصل على تطبيع وضع المليشيات الطائفية ودمجها بالجيش كما ترغب طهران. بهذه العملية يسير رئيس الوزراء على نفس نهج المالكي الذي أشترى قبل سنوات اصواتا له عبر وظائف ومخصصات لكل الأجهزة الأمنية التي انتخبته في الولاية الثانية.

ان حملات مقاطعة الأنتخابات التي تقودها فئات من أبناء شعبنا منذ أشهر تعبير عن الواقع العراقي وحياة ابناء شعبنا اليومية المنتهكة في كل دقيقة من جحر المنطقة الخضراء وتعبير صادق عن أنغلاق طريق الأنتخابات التي تصور زورا على انها عملية ديمقراطية. لذا فأن هذه الحملات بحاجة الى دعم كل القوى الوطنية العراقية المناهضة للأحتلال ووجوده في العراق سواء في الداخل او في الخارج ، فهذا الرفض من شانه تقويض العملية السياسية غير الشرعية القابعة في المنطقة الخضراء والمحمية من مرتزقة الدول المحتلة وعمل شرخ مؤلم في اسس خطط الأحتلال ليكون سابقة لمواجهات شعبية قادمة تتصدى لأنهاء العراق بلدا وشعبا.وابناء الرافدين قادرين على دحر بناء العملية السياسية الفاسد ليستعيد العراق حريته ويصنع بسواعد ابنائه ديمقراطية حقيقية ومواطنة تعيد له السيادة على أرضه وشعبه وثرواته .





السبت ٧ رجــب ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / أذار / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ولاء سعيد السامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة