شبكة ذي قار
عـاجـل










من المؤلم جدا أن يتسابق المرتزقة والسراق والخونة ليطوفوا العالم وهم يجمعون الصدقات للعراق من خلال مؤتمرهم في الكويت .. ان هؤلاء السراق يستجدوا باسم العراق وتاريخه العريق وارثه الحضاري العظيم ، حيث يطوفون به البلدان ويتوسلوا بالذين فقدوا الغيرة من العرب والمسلمين ، وهؤلاء يستطيعون ان أرادوا ( يعمروا العراق فعلا ) من جديد دون اللجوء الى بعض حكام العرب والذين هم من ساهم في تدمير العراق .. فالجميع يعلم ان العراق كان سدا منيعا للريح الصفراء القادمة من ايران وغيرها ، ومقبرة للفتنة الطائفية التي أشعلوها وأحرقت الأخضر واليابس ..

عقد هذا المؤتمر المشؤوم وسمي مؤتمر المانحين لاعمار العراق من الفترة 12 - 14 فبراير 2018 في الكويت .. الكل يعلم ان عراق الحضارة عبر التاريخ القديم والحديث مر بظروف قاسية وصعبة ، ولكنه مايلبث أن يتعافى ويكمل مسيرته الحضارية الراقية ..

في عصرنا الحديث تعرض العراق الى حملات تشويه وتضليل وحروب كثيرة وهجمات ، ولكن الحق يقال كان العراق كطائر العنقاء ينهض من جديد وبشهادة الأعداء والأصدقاء .. ينهض بعد كل كبوة ويمسح ويلملم جراحه وينهض من جديد وينتصر دون الحاجة أن تمد له يد العون من أي جار أو صديق أو حليف ، بل على العكس في أشد ظروفه كان يساهم وبدون منة ويدعم اخوانه وجيرانه العرب والمسلمين ..

بعد كل الحروب التي فرضت على العراق تناخوا العراقيين النشامى ليعيدوا اعمار بلدهم تحت شعار ( يعمر الأخيار مادمره الأشرار ) دون منح أو قروض مرهقة ، ولا سطوة من صندوق النقد الدولي ، ولا هبات أو صدقات ، ودون الاستعانة بأي خبرات أو شركات عالمية ولا حتى اقليمية أو عربية .. أقل من عام أعاد النشامى بناء العراق مما غاظ الأعداء وعلى رأسهم الصهاينة والأمريكان والفرس المجوس ، وفرض عليه حصار جائر وظالم .. وكلنا نستذكر أثناء قادسية صدام المجيدة عندما طلب من العراقيين رغم الانتصار الكبير على العدو أثناء الحرب انتخوا أولاد الملحة العراقيين وبدؤا بالتبرع بالذهب والمال ليدعموا المجهود الحربي .. حتى وصل الحال أن استخدموا ( التقشف ) لكي يوفروا المال والعتاد والسلاح ورفد المعركة بالرجال النشامى .. وفي ذلك الوقت وبوجود القيادة الحكيمة بادارة المعركة ادارة متميزة .. بهذه الظروف الصعبة ولم يستجدي العراق حتى من أقرب أصدقائه كما يحصل الآن في مؤتمر الذل والهوان في الكويت ..

العراق بحاجة الى وقفة دولية ولمؤتمرات عالمية ، لكن ليس من أجل جمع الأموال لأنها بالنتيجة ستبلع من قبل حيتان الفساد ، بل العراق بحاجة الى الوقوف مع شعبه لتخليصه من الاحتلال والغزو الفارسي .. ولكي نضع النقاط على الحروف سوف أذكر ان نفعت الذكرى ان 94% من أموال مؤتمر الكويت هي ( قروض ) وليست منحة ، منها 66% قروض سيادية أي ( لو لم يسدد العراق الأقساط السنوية أو فوائد الديون يتم الاستيلاء على أي أملاك وودائع عراقية ) منها النفط والخطوط الجوية !!!..

أتحدى كل من ذهب الى الكويت أن يخبر الشعب أو الجمهور العراقي حقيقة هذه الديون وفوائدها وتحميلها .. فهم ارتكبوا أكبر جريمة بحق العراق وأجياله القادمة ، ولو ان الشعب العراقي اطلع على حقيقة هذا الاتفاق ليخرج في الشوارع يرفض الاتفاق والديون المذلة والمهينة ، كما فعل الشعب اليوناني عندما ثار على حكومته التي أرادت أن تكبل شعبها بقروض مذلة وتوريطه بهذا الخصوص .. اذن بكل اعتزاز وفخر نشير الى صمود العراقيين الشرفاء ورفضهم للاستجداء واعادة مادمره العدو والغزاة للعراق ، وسوف تعيد السواعد العراقية ومن دون ذلة عراق كل العرب .





الاحد ٣ جمادي الثانية ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / شبــاط / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. حارث الحارثي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة