في بغداد ,, كان جسر الصرافية ,الواصل بين الكرخ والرصافة هو بمثابة الشريان ما بين البطين والبطين ,, وكان هذا الجسر القديم بفضاءاته السبعة شامخا يربط بطيني بغداد لتنطلق من والى اطرافها , وكما قال والد صديقي يوما هناك ,, ان أوصال هذا الجسر تحمل من الذكريات ومواعيد الاحبة ما لن تستطيع ان تكتبه في مجلدات , وسار عليه من المارة باختلاف صفاتهم , ما لن تستطيع ان تجمعه في مدن وولايات ,, فما بين العاملين والموظفين ,, هنالك طلبة العلم ,, والساعين للدين ,, والفن والموسيقى ,, ومن كلية التربية واكاديمية الفنون , وقسم الفنون الموسيقية ,, الى ان تصل الى كلية الشريعة ,, وغيرها من معالم بغداد على طرفيه , هذا غير مواعيد الاحبة والعشاق ,, واخرى للمصلين ,, والعسكر الذهابين منهم والعائدين .
جمال يصفه الماضون ,, اما الحاضرون كما يقول صديقي بعد ان استشهد والده ,,, ان
جسر الصرافية قد استشهد مع والدي وشهداء بغداد والعراق ,, وذهب بريقه والجمال مع كل
جميل قد اغتاله الغادرون ,, وسيحيا يوم نرفع مرة اخرى علم الوطن فوق نصب الشهيد من
جديد ,, ويوم ينتصب جنديا من جنود القادسية يوما في حرم الجندي المجهول ,,,
ذاكرة العراق من البصرة الى بغداد ,,, ومن بغداد الى نينوى وزاخو ,, تقول ان يوم
الأيام سيعود اليوم ,, غدا ,, بعد غد ,,, يوم النصر العظيم باذن الله سيعود من جديد
,,,,