شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة

تعتبر الثقافة سلاح عند المرء في حضوره بين الجماهير والمجتمع المحيط به ، ورُبَّ سائل يسأل ، لماذا استخدمنا لفظ " سلاح " في التعبير عن الثقافة ؟ .

سؤال مهم ، والإجابة عنه أهم ، فنقول ، أن المرء اليوم وعبر الأزمان المنصرفة ، يعيش بين الناس وسط العديد من الأفكار والمفاهيم التي تُطرح ويستمع إليها ، ومن تلك الأفكار والمفاهيم ، ما هو صحيح وخيّر ، وما هو خاطئ وخبيث ، فهنا ، يكمن معنى السلاح في حضور الثقافة عند المرء ، فبالثقافة ينتصر للمفاهيم الصحيحة والمنطقية والواقعية ، وبالثقافة يتصدى لكل ما هو خاطئ وخبيث ، خصوصاً ، وإن القوى الاستعمارية قد استخدمت الإعلام كوسيلة في بث سمومها الفكرية في المجتمع العربي ، قاصدة التشويش على الناس وإبعادهم عن خلاصة وجوهر الأفكار والمفاهيم الوطنية ، فيكون لزاماً على من يريد الخلاص من الأفكار الهدّامة والمفاهيم المستوردة وتلبيسات أعداء العروبة أن يتسلح بالثقافة يستخدمها في التصدي وبنشر الوعي بين الجماهير العربية ، فالثقافة حجة المرء في حضوره بين الجماهير .

والبعثي ، جزء من هذا المجتمع ، بل إنه محل استقطاب كبير لأنظار الناس ، ذلك بسبب حضور الحزب ، حزب البعث العربي الاشتراكي ، بقوة وانتشاره على الساحة العربية .

اليوم ، فإن البعثي سيكون أمام حالين :-
الأول : سيكون مقصود الجماهير التي ما برحت تستفهم عن أحوال الأمّة وموقف البعث العظيم ودوره فيما يجري وفعله على الأرض خصوصاً بعد احتلال العراق وغيابه عن ممارسة السلطة المباشرة في قيادة العراق .

الثان : أنه مكلف بالتحرك بين الجماهير باتجاه التوعية والتثقيف من جهة ، والكسب الحزبي من جهة أخرى .

وفي كلا الحالتين ، فإن على البعثي أن يكون معبئاً فكرياً وثقافياً وثورياً بالشكل الذي يكون فيه قادراً على إشباع استفهامات الجماهير من خلال الجواب الوافي الموزون المستند إلى الحقائق والوقائع والحجج والبراهين ، خاصة ، وإن جماهيرنا العربية اليوم متعطشة وهي بأمس الحاجة إلى أنوار الفكر والمفاهيم الثورية التي تستقر في الوجدان لصفائها ونصاعتها وصدقها في مطابقتها وتمثيلها الواقع العربي .

إن البعثي ، إذا لم يكن بهذا المستوى المترق في الفكر والمفهوم الثوري ، كان كالغبار الذي يحجب حقيقة الأنوار الثورية المتجهة نحو الاستقرار في قلوب جماهيرنا العربية ، وهذا بحد ذاته سوف يمنع وصول الفكر الثوري إلى مداه الذي هو وجدان الجمهور وقلبه الذي هو أساس ومستقر المعاني الوطنية والجهادية ، فإذا فرغ القلب من هذا المحتوى النوراني صعب على البعث بلوغ الوحدة الثورية في التصدي لأعداء الأمّة وتحرير ترابها وبناء صرحها الحضاري النهضوي الكبير .

مجموعة فرسان البعث العظيم

الباب الأول
الثقافات

الفصل الأول
طرق تحصيل الثقافات



أولاً : الثقافة المجتمعية
وهي تمثل ما يحصل عليها المرء من خلال الأسرة والمجتمع المحيط به والمجتمع الذي يعمل أو يدرس فيه ، وهذه الثقافة تنشأ تطورياً مع نشأة المرء منذ صغره وتكبر معه ، وهي من أهم الثقافات التي يجب ننتبه إليها لأنها قد تمثل موروثاً وسيفاً ذي حدين ، خصوصاً مع الأشخاص الذين لا يمزجون هذه الثقافة مع ثقافات أخرى خلال مسيرتهم الحياتية ، وفي ذلك أسباب كثيرة ، منها ، الجمود الفكري ، الجهل ، العامل الاقتصادي ، المجتمع المحيط ، التقوقع الذاتي ، وغيرها .

ويشكل العُرف الاجتماعي جانباً مهماً في تكوين هذه الثقافة ، من حيث أن الإنسان قد اعتاد ما نشأ عليه منذ صغره ، وعليه ، فإن التوجه بقوة إلى تثقيف النشئ الجديد مهم جداً في تكوين المجتمع المثقف وتحصينه من السموم الفكرية .

ثانياً : الثقافة المنهجية
وهي التي غالباً ما تتكون من خلال المناهج الدراسية والندوات الجماهيرية والاجتماعات ، وهذه الطريقة مهما بلغت لن تصل بالمرء أن يحتوي كل تشعبات وتفرعات المواد الثقافية الحاصل عليها ، ذلك ، لأن الطرح الثقافي في هذا الطريق غالباً ما يكون محدداً بسقف زمني وتنوع تفقد المتلقي التركيز في الثقافة المتحصلة ، وهي تعتبر إلى حد ما مهمة في مزجها مع الثقافة المجتمعية ، والأهم هو ، مراقبة المناهج الدراسية والندوات والاجتماعات ، ومراقبة الأساليب المتبعة في إعطاء هذه المناهج من حيث علميتها أو عدمها .

ثالثاً : الثقافة الذاتية
وهي أهم الطرق في تحصيل الثقافات ، حيث يكون المرء في حالة مواجهة مع ذاته في تدبره وتفكره من جهة ، وبناء شخصيته المميزة من جهة أخرى ، هنا ، يكون المرء ساعياً إلى متابعة التطور العلمي والمجتمعي والغور في أصولها ومراجعها ، واستنباط الحلقات التي تمس جوهر وواقع موطنه والعمل على تطويرها وتقريب مفهومها إلى المجتمع المحيط به ، أي ، أن المرء ومن خلال الثقافة الذاتية ، سوف تجده متطوراً في ميزاته الثقافية التي تضفي على شخصيته كمالات تجعله منيراً في الوسط الذي يعيش فيه ، وبالتالي ، سوف تجده عاملاً مضافاً مع المجموع في تطوير مجتمعه وبلده .

الفصل الثاني
كيف نميز الثقافات

ليس كل الثقافات بالضرورة تكون منسجمة مع الواقع الذي نعيشه ، وليس كل العلوم في تجاربها ممكن أن ننقلها إلى واقعنا بشكلها الحرفي ، وعليه ، فإنه لابد للمرء بلوغ حالة الإدراك والتدبر في فهم الحقائق والتمييز بين ما هو خير وما هو خبيث فيما يقرؤه أو يتعرف عليه ، وعليه أن يدرك ما يمكن تبنيه من الثقافات والعلوم ، ووسائل التمييز هي :

1. معرفة أصول الكاتب أو الباحث وخلفياته الفكرية ، أو مصدر الخبر والمعرفة .
2. إذا كان كتاباً ، فغالباً أن الكتاب يُقرأ من عنوانه .
3. معرفة الشريحة المجتمعية المستهدفة في الخبر والبحوث والكتابات .
4. علينا أن نعلم أسلوب أعداء الأمّة في بث السموم الفكرية والتحصين ضدها .
5. قراءة وفهم ما بين السطور وتحليل الأخبار وما وراء الحدث .
6. والأهم ، هي قاعدتنا الثقافية والفكرية وفهمنا العميق للحوادث .

وهذا الذي ذكرناه يجعل من المرء قارئاً جيداً ومتبصراً في تناوله ما يقرأ من مختلف الثقافات والعلوم والبحوث ، خصوصاً ونحن نمر بمرحلة تحيطها ظروف صعبة يتكالب فيها أعداء الأمّة في الإضرار بمجتمعاتنا وتدميرها ثقافياً وعلمياً غايتهم في ذلك إبعاد الجماهير عن حقيقة المفاهيم الوطنية والثورية ، والإمعان في دق أسافين التخلف والتراجع الاقتصادي في مجتمعات أمّتنا العربية المجيدة .

الباب الثان
ثقافة البعثي

الفصل الأول
ثقافات عامة


تُعرف بانها ، مجموعة مكتسبة من الخصائص والصفات تحدد للإنسان نوعاً متميزاً من السلوك يقوم على مجموعة من القيم والمثل والمفهومات يؤثرها ويتمسك بها ويحرص عليها , وهذه الخصائص والصفات تتأصل لديه مع التقادم ، نتيجة لتطور فكري يتلائم مع بيئته , تطور عقلي يكسبه من المهارات الذهنية التي تحقق له التفوق والامتياز , وتطور وجداني يحمله على الانفعال في رفض الباطل ونصرة الحق , وتطور نفسي يقوي شعوره بالقيم ويزيد من قدرته على التمييز بين ما هو شر وما هو خير وما هو خطأ وما هو صواب , وتطور اجتماعي يربطه بسواه في وحدات تتفاوت وتتخذ شكل الأسرة أو القبيلة أو الوطن أو الأمة .

وتبرز أهمية الثقافة العامة بأن لها أثر في بناء الشخصية فهي التي تصل الإنسان بماضيه وحاضره ومستقبله ، وهي التي تقدم له مفاتيح المعارف والعلوم ، وتفتح مغاليق ذهنه على كنوز الخبرات والتجارب ، وتصقل نفسيته ومواهبه ومهاراته .

فالثقافة ركن هام وأساسي من أركان بناء الشخصية بل هي حجر الزاوية في تكوينها ونمائها.

والبعثي جزء من هذا المجتمع الذي يتعرض لشتى أنواع الغزو الفكري وهيمنة الثقافات المستوردة على البعض الكثير في عالمنا العربي اليوم ، والبعثي هو الذي يتصدر المقاومين والمتصدّين لكل أنواع الغزو وأشكال الاستعمار ، وهو أول المضحين ، وهو الذي يتقدم الجماهير في نضالهم وكفاحهم ، وهو الذي يتقدم الشعب العربي في بناء مستقبل أمّته المجيدة وإعلاء صروحها العظيمة ، وهو الذي يجسد إرثها التأريخي المشرق من خلال حضوره بين الجماهير في مجمل تفاصيل الحياة .

ولابد لنا أن نعلم موقنين هنا ، بأن العلم وحده لا يكفي في تحقيق خطوات متقدمة على مستوى الرفعة والحياة الكريمة ، إذ ، لابد للعلم أن يصحبه ثقافة متطورة وإدراك عال ونظرة ثاقبة للحياة وتعقيداتها ، فالعلم بلا ثقافة كالشجرة بلا ثمر ، وبعض الأشجار إذا لم تزرعه في مكانه الصحيح ووقته المناسب فإنه سيكون مضرّاً لما يحيط به من الأشجار ، ومن الأشجار ما لا يعجبك وجوده ، إن أثمر يطرح حنظلاً وإن لم يثمر أفسد بهاء المنظر ، والبعثي ، كالشجرة البهية طيب ثمرها ، هكذا يجب أن يكون البعثي حاله بين الناس ، بعلمه وثقافته .

وإن الجمع بين العلم والثقافة كفيل بأن يجعل في قولك وحديثك منطقاً مترقياً يفقهه الناس بعمق ، وهذا يجعلك تنير المكان الذي أنت فيه بثقافتك وثوريتك ، ومن فطرة الناس ترك الظلمات وسعيها في الأنوار ، فكن أنت النور الذي يسعى الناس له بما تحمله في مكنوناتك الشخصية من فكر ثوري وثقافة نافعة للمجتمع .

الفصل الثان
الثقافة الثورية

البعثي ، عضو في حزب البعث العربي الاشتراكي ، حزب ثوري ديدنه الانقلاب الثوري على كل أشكال التخلف والرجعية والهيمنة الاستعمارية بكل أشكالها العسكرية والاقتصادية والفكرية ، والبعثي لابد له أن يرتقي إلى المستوى الذي يؤهله الحضور بين الناس ثورياً يعمل على الوقوف مع جماهير الشعب في استنهاض هممهم وتحصين أفكارهم من كل ما يهدد كمالات الشخصية العربية ، والاجتماع معهم في معنى وحدوي تلاحمي للقضاء على الاستعمار وعوالقه في الجسد العربي ، وعليه ، فإن الثقافة الثورية تعتبر أساس في بناء الشخصية البعثية حيث يكتمل معناها المندمج في بوتقة البعث الثورية .

وثقافة البعثي الثورية تتأتى من خلال :
1. مخالطة الأفكار الثورية ، وهذا يعني ، أن على البعثي أن يديم تواصله مع رفاقه وخاصة من هم في مستوى القيادة والاستفادة من مناهلهم الفكرية ، وقد يكون ذلك من خلال متابعة أحاديثهم وكتاباتهم الثورية ، ومن خلال الانتظام على حضور الاجتماعات والندوات الحزبية ، ومتابعة المنهاج الثقافي في الاجتماعات الحزبية المنتظمة .

2. التثقيف الذاتي ، وكما أسلفنا ، فإن هذا يعتبر من أهم الوسائل التي يطور بها البعثي فكره الثوري ، ويجعله في حالة ترقي يستطيع من خلاله بلوغ حالة التفكر والفهم العميق للأفكار الثورية ، ويجعله متمكناً من بناء شخصيته الثورية المتميزة ، ويكون ذلك من خلال الهمّة والولع في قراءة أدبيات البعث ومؤلفات قادته والتي تناولت عموم الفكر الثوري الذي يجعل من المجتمع العربي صلباً وقوياً في مجابهة التحديات .

ويعُرف " التثقيف الذاتي " ، بانه " الرغبة الفردية في عملية زيادة الوعي والثقافة والمعرفة وذلك بجهد خاص وبالاعتماد على الوسائل المتوفرة .

ويسهم التثقيف الذاتي في تكوين الشخصية الثقافية وبنائها ، وذلك عن طريق تطور الفكر الثقافي والمعرفي ، والذي يتناول بالاطلاع والبحث في جوانب المعرفة في مختلف صنوف الثقافة والعلوم ، مستخدماً كل الأدوات والمصادر التي تساعد في تنمية الوعي والثقافة ومنها الوسائل المقروءة مثل الكتب والجرائد والمجلات ، والمسموعة والمرئية مثل الإذاعة والتلفزة وحضور المحاضرات والندوات وتبادل النقاش والحوار .

وتشكل القراءة المستمرة والجادة والهادفة أهم الوسائل الثقافية وأهم أدوات التثقيف وأهم روافد الثقافة والتنمية الفكرية ، مع الاختيار الواعي لنوعية المقروء فرزاً وانتقاءً ، والتعمق في المقروء وتجنب السطحية والانفعالية والاستعراضية ، فيشكل الإنسان أدواته الثقافية وأسلوبه وفكره ومفرداته التي ترافقه في جميع مناحي حياته ، وبغض النظر عن اختصاصه العلمي والعملي حيث ينطلق في مجالات الإبداع والابتكار ، ويكسر مراحل الجمود والروتين وينمي الثقة بالنفس والقدرة على الفعل الدائم ، ويصنع شخصيته ابتداءً من مفرداته وانتهاء بكم المعرفة الراسخ في ذاكرته القريبة والبعيدة ، ولتكون هذه الشخصية ذات نفع في بناء مجتمعها وتطوير قدراته .

ولا يُكتفى هنا بالاطلاع والمعرفة ثم الوقوف عند حد معين ، لأن هذه المعرفة تحتاج إلى وقود معرفي سواء من أجل تنشيطها أو من أجل تطويرها وهذا يعني الاستمرار والاستزادة في اكتساب المعارف والعلوم .

وهنا لابد من وضع برامج وخطط هادفة وممنهجة ومتناسبة مع قدرات الفرد وإمكانياته ومتوافقة مع الحركة الثقافية والعلمية والاطلاع المستمر على تجارب الآخرين ، وتكوين أجواء محيطة مشجعة على العمل الثقافي ، وعلى عملية التثقيف ومصاحبة المهتمين بهذا الشأن .

كما أن للتثقيف الذاتي دور حتى في حالة التخصص ، وليس فقط في حالة الثقافة العامة ، إذ تعتبر الدراسة التخصصية العتبة الأولى لدخول الحياة العملية ويأتي دور التثقيف الذاتي في العمل التخصصي لتنمية وتطوير المفهوم الثقافي التخصصي الأولي ، فأي إجازة علمية لأي تخصص تعني أن الدراسة بكامل سنواتها تعتبر ثقافة عامة إن جاز التعبير، وعتبة أولى لدخول الحياة العملية ، وهنا يدخل دور التثقيف الذاتي في صقل الهوية الثقافية وتكوينها بل وتدقيقها ( دخولها عالم الدقة والحرفنة ) ، والانطلاق إلى عالم التميز ، إضافة إلى عوامل أخرى نفسية واجتماعية وأخلاقية تؤثر في تشكيل الشخصية الثقافية التخصصية وتنميتها.

إن الثقافة هي الأداة التي تمكننا من معرفة ما يجري حولنا ، وتمكننا من التواصل الحضاري والمعرفي لحضارات ومعارف وعلوم وتراث الأمم الأخرى ، وتنمي السلوك الفردي والمجتمعي باتجاهاته السليمة المفيدة ، القائمة على السعي المتواصل لاستثمار الثقافة والمعرفة لبناء مستقبلي ينهض بالفرد والمجتمع ، وتطوير المناخات التعاملية وتقبل النقد والإيمان بالآخر والمرونة والابتعاد عن الانفعالية واللامنطقية ، واستخدام المفاهيم اللائقة بحالة الرقي العلمي والمعرفي ، وانتهاج السلوك السليم في حل الأمور ، وإيجاد الصيغ الموائمة لانتعاش مجتمعي وإنساني ، وتمكن من وضع الخطط اللازمة لتطوير المجتمع ، وإلغاء المفاهيم الخاطئة واستيعاب متطلبات الفرد والمجتمع ، والتقيد بالقوانين والأنظمة والبحث عن التغييرات الإيجابية ، والإدراك السليم لمتطلبات الحياة ، والرغبة في التغيير الإيجابي ، والتفاعل مع الجميع والسعي لامتلاك الجديد المتميز ، وتمكننا من قراءة حياتنا بأسلوب متطور وبرؤية متميزة ، على عكس حالة الجهل والتي تعتبر انحرافاً بالحياة عن طريقها القويم وضعضعة الإمكانيات البشرية ، فنحن في ساحة الثقافة نعرف تماماً ما نريد ونسعى له بعلمية وواقعية وببحث واعٍ عما يحقق سعادة الإنسان ويحقق طموحه .

وعلى هذا الأساس فإن حزب البعث العربي الاشتراكي قد أعطى أولوية خاصة على أهمية الثقافة والتثقيف الذاتي في بناء شخصية البعثي واعتبرها من أهم خصائص ومقومات الشخصية الحزبية .

إن الجماهير في كثير من الأحيان ، لا يقيّمون البعث كحزب من خلال فكره وعقيدته فحسب ، بل من خلال أخلاق البعثيين وسلوكهم أيضاً ، وهذا له أثر كبير في تأييد الجماهير للحزب أو ابتعادهم عنه أو نفورهم منه , وعلى هذا الأساس فإن التحلي بمقومات الشخصية الحزبية ليست مسألة فردية ، وإنما عامل نضالي يحدد موقع الحزب في الحياة العامة ، ويعزز دوره وفعالياته في إطار توجهه لتحقيق أهدافه .

إن حزب البعث العربي الاشتراكي ، قد تميز عن غيره من الأحزاب الأخرى بقدرته على التطوير المستمر والديمومة ، من خلال تطوير ذاته وتطوير الواقع من حوله .

الفصل الثالث
ماذا تعني ثقافة البعثي ؟


• ثقافة البعثي ، ونقصد بها كل ما يشير إلى حضوره الفاعل في الأنشطة الفكرية الإبداعية .
• ثقافة البعثي ، ثقافة عربية خالصة نابعة من جذور حضارتها وروابط المجتمع المشتركة في اللغة والتاريخ والدم ووحدة التراب الوطني .
• ثقافة البعثي ، ثقافة معاصرة واقعية لا تتعارض مع معطيات العصر الحديث في الجوانب العلمية والتقنية .
• ثقافة البعثي ، ثقافة قيمية تستند على القيم العربية الأصيلة التي أكدت عليها رسالة البعث الخالدة في ظل الأمة العربية الواحدة .
• ثقافة البعثي ، ثقافة متكاملة في منظومة شاملة لجميع الثقافات .

• ثقافة البعثي ، تحفيزية تثير في الفرد العربي كل مكامن قوة الانتماء للأمة العربية وعظمة الشعور والإحساس بالروح العربية المترقية وتدفعه للنهوض بها ومن أجل ثوابت الأمّة المبدئية والمصيرية .

• ثقافة البعثي ، هي ثقافة حزب البعث العربي الاشتراكي الثورية الرامية لوحدة الأمّة وحريتها .
• ثقافة البعثي ، ثقافة ترفض كل أشكال الطائفية والمذهبية والقطرية والمناطقية والمحسوبية والوصولية .
• ثقافة البعثي ، ثقافة تحرق كل الصفات الذميمة في النفس وتُعلي الصفات الحميدة ليأتي على اثرها الإبداع والعطاء .
• ثقافة البعثي ، ثقافة عزم وحزم وإقدام وعطاء متجدد واستبسال وفداء وحمية وإخلاص , وإيمان عميق ويقين بالنصر .

• ثقافة البعثي ، ثقافة المتسلح بالفكر المستنير والإيمان بالمبادئ التي دافع عنها البعث العظيم , والعمل على تجسيد فكر البعث بالممارسة اليومية .

• ثقافة البعثي ، ثقافة من يجسد قيم الأمة وأهداف البعث الخالد في أفكاره وسلوكه ومسيرته وتطوره ونضجه .
• ثقافة البعثي ، ثقافة الملتزم الواعي بالمتطلبات الحزبية نصاً وروحاً , وبمبادئ وأفكار حزب البعث العربي الاشتراكي وبإخلاص .

• ثقافة البعثي ، تعني أنه قادر على تحقيق الكسب الحزبي النوعي من خلال بصيرته المتحققة من تطور فكره الثوري ، وذلك في حسن اختيار وترشيح الفرد للانتماء إلى صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي .

• ثقافة البعثي ، تعني الحصانة الفكرية ومقوم في الثبات العقائدي .
• ثقافة البعثي ، تعني الإجادة في بيان فكر البعث الثوري للناس .
• ثقافة البعثي ، تعني مقوم مهم في العمل مع المجموع لتحقيق أهداف البعث الخالد في الوحدة والحرية والاشتراكية .


الخاتمة
ثقافة البعثي ، هذه المعارف والمكتسبات لا تأتي دفعة واحد بل لها تدرجاتها الحزبية والتنظيمية كما إنها تخضع لفوارق تفرد شخصية البعثي عن غيرها ، كما أن هذه المكتسبات المعرفية تخضع لموقع الحزب أكان في المعارضة أو كان في السلطة ، أي بعبارات أخرى أن ثقافة البعثي تخضع لتخطيط حزبي تنظيمي لصالح الفرد والجماعة داخل الحزب .

فتخطيط الحزب لثقافة البعثي هي ما تأهله مستقبلياً لتحمل المهام الموكلة له داخل الحزب أو التنظيم الحزبي ، فهناك الثقافة البعثية الموجهة لصنع ثقافة البعثي التنظيمية أو الفكرية أو السياسية أو النقابية أو الميدانية ، ولكل فرد له صفاته التي تأهله الخوض في أحد هذه الفروع ، وهناك البعثي الذي يتميز بثقافة شاملة ، بمعنى آخر أنه بثقافته المتميزة قد يكون كادراً قيادياً متقدماً قادراً على تنفيذ الواجبات الموكلة إليه بإتقان عال .

إن ثقافة البعثي تبدأ بالتدرج من أول السلسلة التنظيمية ، مؤيد ، وفى هذه المرحلة يبدأ البعثي بأخذ مفاهيم الحزب النضالية والتاريخية للحزب والمفاهيم الثورية ومنها وابتداءً ، ألف باء الحزب ، وتنمية هذا الفرد الداخل للحزب بأسلوب يجعل منه تدريجياً فكراً متوهجاً ثائراً لصالح الحزب والامة .

في مرحلة ، النصير ، نعتقد أن ثقافة البعثي تنضج وتصبح لها أفق أوسع ، فيدرك الأخطار التي تواجه الحزب من أفكار معادية هدّامة .

وفي مرحلة تقدم البعثي إلى درجة ، عضو عامل ، سوف يتقدم النمو الثقافي للبعثي بسبب تطبيق البعثي لثقافته في الميدان كونه المثقف الواعي لفكر الحزب وهو الذي يكون أكثر محكّاً بالجماهير ، ومن خلال هذا الاحتكاك يبذر بذور ثقافته في صفوف الجماهير وهى ثقافة الحزب الذى اكتسبها ، ومن خلال عمله بين الجماهير يكسب الفرد ثقافة بعثية نضالية .

وكما أوردنا سابقاً ، فإن ثقافة البعثي هي معيناً حزبياً ، ويكون كادراً شاملاً متميزاً متطوراً بتطور الحزب ، وبهذا ، فإن ثقافة البعثي المتجددة هي التي يسعى لها الحزب ليكون البعثي عنصراً ينير المكان الذي هو فيه بفكره وسلوكه الثوري .


أعد الدراسة كل من :
1. الرفيق عبد الله الحماطي – اليمن .
2. الرفيق أنور القاضي – اليمن .
3. الرفيق نبيل أحمد الجلوب – اليمن .
4. الرفيق جومرد حقي إسماعيل – العراق .





الاثنين ٨ جمادي الثانية ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / أذار / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب إعداد : مجموعة فرسان البعث العظيم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة