شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة :

ما زرعته أمريكا من حروب حصد العالم إرهابًا ولم يصبح أكثر أمنًا .

1- سبعة عشر جهازًا إستخباريًا يشرف عليها مجلس المخابرات الوطنية الأمريكية ويُقَييمُ تقاريرها كل أربعة أعوام .

2- يحلل ويستشرف ( المستقبل ) العالمي .. ومن بين سطور التقييم يبرز الفشل وتبرز خيبات الأمل .. وتظهر ملامح التفتيش عن مخرج.!!

ولكي نقف على طبيعة إستراتيجية أحد أقطاب النظام الدولي الراهن المضطرب، الذي يعيش مخاضات عسيرة، وهو يسعى، ربما ، إلى ترميم ما تهدم أو تجميل ما تقرَحَ بمساحيق لا تجدي نفعًا ، والذي يشارك بحكم موقعه ونفوذه وقوته، في بلورة النظام الدولي الجديد .. يتوجب أولاً معرفة نتائج التقييم الذي توصل إليها المجلس لأهميتها في رسم مسار التبلور في ضوء حقائق توازنات القوى الجديدة، الدولية والأقليمية، ولن نتحدث عن توازن المصالح، لأن مثل هذا التوازن يصعب تخيله في عالم يعيش كارثة إختلال التوازنات .. لماذا ؟ لأن العالم يعيش إختلالات بنيوية خطيرة :

نتائج التقييم كما أنتهى إليها المركز :

أولاً- ستظهر ، خلال السنوات الخمس القادمة صراعات إقليمية نتيجة :

1-      تآكل النظام الدولي الذي أنتجته الحرب العالمية الثانية .

2-      تصاعد حدة الصراعات، ومعادات إتجاهات العولمة في كل أبعادها الأقتصادية والثقافية والفكرية والسياسية والأستراتيجية .

ثانيًا - ستغير طبيعة ( القوة ) الواقع الدولي جذريًا نحو نظام عالمي جديد نتيجة :

1-      تصاعد التوجهات الروسية .

2-      تصاعد التوجهات الصينية .

3-      تنوع صراعات الأرهاب في إطار النزاعات الأقليمية .

4-      نمو إقتصادي ضعيف في عدد من إقتصادات العالم وخاصة أوربا.

ثالثًا - الأمر يتطلب من الأدارة الأمريكية الجديدة :

1-      تحسين العلاقات مع روسيا .

2-      تحسين طرق المنافسة الأقتصادية مع الصين .

3-      العمل على هزيمة الأرهاب .!! .. وهذا معناه أن إستراتيجية الحرب على الأرهاب ستستمر في صفحاتها اللاحقة على المستوى الأقليمي والدولي .!!

ماذا ينطوي عليه مثل هذا التقييم، الذي يظهر على مستوى عالٍ من الأهمية .. وهو خلاصة لتقارير استخبارية إحترافية ومتمرسة تقدم بها سبعة عشر جهازًا إستخباريًا أمريكيًا إلى مجلس المخابرات الوطنية الأمريكية عن فترة أربع سنوات من العمل والملاحظة والدراسة والترقب؟ :

- إن العولمة، التي أشتغل عليها النظام الرأسمالي منذ قرون ( فكرًا وثقافة واقتصادً وسياسة ) قد أعلن عن فشلها أمام حركات الشعوب القومية، التي تعتز بثقافاتها وبإرثها الحضاري وسيادة دولها وإستقلالها الوطني، وبالتالي إنتمائها الوطني والقومي، ورفضها أن يصبح الفرد لآمنتميًا وعالمه كوني "كوسموبوليتي".

وما أنتجته العولمة :

1- تقدمْ هائل في التكنولوجيا الحديثة، وخاصة تكنولوجيا الأتصالات والألكترونيات، على حساب العامل الروحي والأخلاقي، كعنصر مهم من عناصر قيام الحضارات.

2- ثراء فاحش لقلة من الأشخاص والبيوتات والشركات العملاقة، وفقر مدقع لأكثرية من البشر التي باتت على حافة الفقر وتزايد معدلات من انحدر إلى تحت حافة الفقر.

3- تآكل الطبقات المتوسطة التي تعتمد عليها نخب الحكم الرأسمالي وتحولها إلى طبقات معدمة .

4- إتساع دائرة العنف والأرهاب وإرهاب الدول، بفعل الحروب والتدخلات والقمع والتمييز الديني والأثني وإغتصاب حقوق الشعوب ونهب ثرواتها.

5- إتساع دائرة التهجير القسري للسكان ديموغرافيًا بسبب السياسات الرأسمالية الأمبريالية الفاشلة وحروبها العقيمة .

6- تعطيل ميكانيكية عمل المنظمة الدولية والقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والمنظمات المتخصصة التابعة لها .

7- تدمير النظم السياسية بدعوى تسويق الديمقراطية، وتفكيك الدول وإعادة تشكيلها خارج قوانين الواقع الوضعية والأعتبارات السماوية .

8- تفسيخ الكيانات الحضارية بتدمير وتشويه أسسها ورموزها .

9- تفاقم الأزمات المالية العالمية التي ضربت معظم دول العالم ومنها على وجه التحديد اليونان والبرتغال وأسبانيا وإيطاليا وغيرها من البلدان الأوربية وكذا الآسيوية والأفريقية وعموم الدول الفقيرة .

10- إنكماش في إقتصادات العالم .

11- إنكماش في القوى العاملة نتيجة إتساع في التطور التكنولوجي بتسريح العمال والموظفين وغيرهم .

12- تقلص في الأنتاج .

13- تفاقم الهوة بين العرض والطلب على مستوى التجارة في العالم ، وإنهيار القدرات الشرائية للناس .

 

- وإن سياسات الأدارات الأمريكية المتعاقبة على البيت الأبيض وخاصة ( بيل كلنتون وبوش الأب والأبن وأوباما ) هي سياسات خارجية فاشلة أنجزت ما أرادته الصهيونية العالمية على حساب شعوب العالم ومنها المجتمع الأمريكي نفسه .

الخلاصة :

محصلة هذا التقييم عالي المستوى .. يُعَدُ إعترافًا بأن السياسة الخارجية الأمريكية فاشلة .. وإن منهج العولمة الفكري، الذي تتأسس عليه هذه السياسة فاشل هو الآخر، والذي كان في خدمة إعداده، منذ حقب التاريخ، مفكرون وفلاسفة وسياسيون إستراتيجيون كمنهج صهيوني – إمبريالي ، يستهدف ( تفسيخ ) المجتمعات و ( تمزيق ) القوميات و ( تفكيك ) الشعوب ، بدعوى الأنتماء إلى العالم الحر، وسلخ الأنسان عن ( هويته ) وتحويله إلى انسان ( كوسموبوليتي ) لآمنتمي يعيش في اللآوطن، والعالم في رؤيته قرية صغيرة.!!

هكذا تريد الصهيونية .. وهكذا تخطط منذ قرون .. وجرافتها هو الأستعمار والأمبريالية، التي هي أعلى مرحلة من مراحل الأستعمار.!!

إذن .. ركيزة العولمة قد فشلت حين أريد لها أن تتحول من النظرية إلى التطبيق .. وفشلها هذا سيدفع بها إلى عدم الأستسلام، والتفتيش عن مدخل آخر يضمن بقاء منهجها بطرق جديدة للهيمنة على مقدرات العالم .. وفي مقدمة هذه الوسائل :

1- تغيير أنماط السلوك البشري عن طريق تكنولوجيا الأتصالات، التي فاقت التصور .. وهي وسيلة ( إستلاب ) القدرات تبعد أجيالاً عن التفكير الطبيعي وتحلل إنتماؤهم الوطني والقومي.

2- إشاعة التفسخ الأخلاقي والقيمي عن طريق هذه الوسائل .

3- التحلل من الألتزامات، بدواعي الحرية دون أن يكون ( للوطن ) معنًا قيميًا، إنما تتمحور أنماط السلوك حول الذاتية والشخصانية والهوامش والثانويات والأبتعاد عن الأساسيات في بناء الأنسان وبناء الأوطان وبالتالي الحضارات.!!

4- سيطرة وسائل الأنتاج على المجتمعات من حيث الغذاء والدواء والترفيه المنفلت .. تحت ضغط الحاجة والحماية المدفوعة الثمن.

5- طغيان الشركات والشركات العابرة للقارات، رغم أنها فشلت كأداة إقتصادية ومالية ونقدية من أدوات العولمة، إلا أنها ستظل أحد أهم أركان صنع القرار الأمريكي والغربي، إضافة إلى عناصر أخرى لها دورها في صياغة تلك القرارات وفي مقدمتها مراكز الأبحاث والمعاهد الأكاديمية المتخصصة ومطابخ أجهزة المخابرات .. !!

يتبع .. .





الثلاثاء ١٩ ربيع الثاني ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / كانون الثاني / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة