شبكة ذي قار
عـاجـل










تعلن حكومة حيدر ألعبادي بدء العمليات العسكرية لاسترجاع الموصل تحت شعارات وحملة إعلامية مضللة تجعل من كلمة " تحرير الموصل" عنوانا لها بعد انتظار وكابوس ومحنة قاسية يعيشها شعبنا العراقي طالت لأكثر من سنتين ونصف بعد مؤامرة تسليم الموصل ومحافظات صلاح الدين والانبار ونينوى كاملة بيد ما يسمى بتنظيم الدولة.

ان الذين يرفعون شعار طرد داعش وتحرير الموصل، المُمَثلين بحكومة حزب الدعوة في العراق وحلفائه، ومعهم الإدارة الأمريكية والنظام الفارسي الصفوي هم الذين باعوا الموصل وسلموها من دون قتال يذكر، فاتحين الطريق لأخطر مرحلة يمر بها العراق في تاريخه الوطني حين فُسح المجال كله، وبأوسع أبوابه أمام حكومة عميلة ومرتزقة ان تستمر بمفاسدها وتنفيذ صفقاتها المحلية والإقليمية والدولية، وباستمرار تنسيقها بخضوع تام للمخططات الأمريكية والإيرانية معا، حتى بات العراق محتلا بالكامل من جديد ، لذا يستوجب على كافة الوطنيين ورجال المقاومة الوطنية العراقية الباسلة استمرار رفع بنادقهم والعمل على تحرير العراق كله انطلاقا من معركة استعادة الموصل وبكل الوسائل السياسية منها والمسلحة.

لا يخالج الكثيرون من أبناء شعبنا الشك مطلقا ان هذه الحملة العسكرية القذرة كسابقاتها في صلاح الدين والرمادي والفلوجة وجرف الصخر والحويجة ومناطق أخرى من بلادنا ، فهي لا تخلو من أهداف إجرامية مبيتة، وصفقات مريبة، تتم سرا وعلانية بين أطراف محلية وخارجية عديدة تكرس في المحصلة النهائية فقدان استقلال دولة العراق، وبتقسيمه ، وتعطيل كلي لبناء قواته المسلحة وأمنه الوطني، وتعطيل استرجاع هيبة جيشه الوطني السابق ومكانته، فيكون البديل هو القائم اليوم من خلال انفلات عصابات الجريمة المنظمة برعاية وقيادة إيرانية مباشرة باسم الحشد الشعبي وسائر المليشيات وتدخل الفيلق الفارسي من جهة، وإبقاء داعش من جهة أخرى، حتى يتم التخطيط والتنفيذ لتدمير ما تبقى من المحافظات العراقية المنتفضة بالكامل ومسحها من الوجود وتغيير طبيعتها الإدارية والديموغرافي بوسائل التهجير ألقسري وفرض النزوح والتشريد لأهلها، وصولا إلى تقسيم العراق وفدرلته طائفيا واثنيا على حساب الغاء عروبة العراق وانتمائه القومي وحضارته العريقة.

ان ما نتوقعه من هذه الحرب التي تشن على أبناء شعبنا ومدننا هو المزيد من الخراب الشامل وزرع الفرقة بين أبناء الشعب الواحد وتكريس الحيف والاستبداد الطائفي وتسهيل الوجود الفارسي والتفاهم مع الولايات المتحدة والدول الإقليمية للبقاء والتواجد في قواعد عسكرية في العراق؛ حيث باتت الأراضي العراقية محتلة من جديد، وفق تقاسم ونفوذ دولي وإقليمي متناغم المصالح والبقاء لنهب ثروات العراق.

تفضح التصريحات الإيرانية وأتباعها في العراق طبيعة الحملة الجارية في أهداف الهجوم على الموصل، ويكتنف الغموض مواقف التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لما سيكون حال الموصل والعراق برمته ما بعد داعش.

وإزاء كل ذلك فان الموقف الوطني الرشيد الذي عبرت عنه مواقف القوى الوطنية في العراق وفصائل المقاومة وكل العناوين الوطنية المناضلة يعبر بوضوح وصرامة والتزام بأن طرد الدواعش وكل المرتزقة من المليشيات الطامعة بدخول الموصل والمرتزقة الآخرين هي مهمة وطنية سوف تحظ بالأولوية ، لكن ذلك لا يمنع من تجنيد قوى كل أحرار العراق وثواره من الإعلان عن موقفهم بأن لحظة استعادة الموصل ستكون إيذانا لمرحلة وطنية عراقية متقدمة يجب ان تحل خلالها كل مشاكل تركة غزو واحتلال العراق، والعمل بكل الوسائل المتاحة على تطهير العراق من التواجد والنفوذ الأجنبي، أياً كانت عناوينه ومسمياته وجهاته، وان الشروع بمعركة تحرير العراق كله، بات مهمة كل الوطنيين في بلادنا، انطلاقا من الموصل ومحافظات عراقية أخرى، مهمة تتطلب التعبئة والتجنيد والتنسيق على أعلى المستويات، ويجب ان تتفهمها كل قوى شعبنا الوطنية وأطراف المجتمع الدولي المؤمن بقيم الحرية والسلام والعدالة وتدعم حق تقرير المصير لشعبنا.

وعلى أصدقاء شعبنا وأشقائنا العرب ان يقدموا الدعم والمساندة الكافية من دون تأخير وتردد ولحسابات ظرفية لكي يعود العراق شامخا ومكرما إلى شعبه وأمته بفضل ارادة وعزم شعبنا العراقي الحر الأبي.

وسوف لن نبخل بكل غال وثمين، وبكل التضحيات، وبكل طاقاتنا المتاحة، ولن نتأخر عن دعم معركة تحرير العراق ومساندة قوى مقاومة شعبنا الوطنية، المسلحة منها والسياسية من اجل كسب معركة الخلاص الوطني، بدءاً من طرد داعش، وكنس صُناعها ومرتزقتها وعملاء الاحتلال، وفي مقدمتهم الحكومة العميلة وحشدها اللا شعبي، وتحالفها اللا وطني وكل الذين أطالوا مسيرة الآلام والمظالم على شعبنا العراقي الصابر .

وان غدا لناظره قريب

الأمانة العامة للجبهة الوطنية والقومية والاسلامية في العراق
بغداد المنصورة في ١٥ من شهر محرم ١٤٣٨ هـــ المصادف ١٦ تشرين الأول ٢٠١٦





الاثنين ١٦ محرم ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / تشرين الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية في العراق نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة