شبكة ذي قار
عـاجـل










كلما باتت الحاجة ملحة إلى تلميع أو وضع مساحيق لتجميل الوجوه القبيحة .. كلما طفت على السطح ، تصريحات أمريكية وإسرائيلية وإيرانية .. هدفها تلميع أدواتها للعمل السياسي والأستراتيجي في هذه المنطقة الحيوية من العالم من جهة، وتأجيج مزاعم أن إيران تعمل بالضد من ( إسرائيل ) .. والهدف هو لأدامة زخمها السياسي في مسالك تمددها العسكري الطائفي في المنطقة من جهة ثانية :

فماذا حصل خلال الأسابيع القليلة الماضية :

أولاً- صرح ( حسين سلامي ) نائب الحرس الأيراني ( IRGC ) .. ( إن حزب الله يمتلك ( 100.000 ) ألف صاروخ جاهز لضرب إسرائيل لتحرير أراضي فلسطين المحتلة، إذا أعاد الكيان الصهيوني أخطائه السابقة .. وإذا أرتكبت إسرائيل التحرك الخاطئ ستضع نفسها تحت الهجوم ) .. يا لهول هذا الكلام ، والحقيقة أن بعض الشخصيات الأيرانية الرسمية تجري في ألمانيا إتصالاتها ومحادثاتها مع عناصر الموساد الأسرائيلي على هامش أحداث الجولان السورية ومقتل قياديين عسكريين إيرانيين ومن حزب الله .!!

ثانيًا- وقبل هذا التصريح قال ( أحمد كريمبور ) مستشار فيلق القدس ( إيران يمكن أن تدمر إسرائيل في أقل من ثمان دقائق .. وإن أرضية إنهيار وإبادة النظام الصهيوني هي أكثر حظورًا اليوم من أي وقت مضى، وإذا أرتكبت إسرائيل التحرك الخاطئ ستضع نفسها في نطاق الهجوم ) .. هذا هو السيناريو الذي يعد مشهداً للخداع والتضليل يتم وضعه في إطار الحرب النفسية الفاضحة.!!

كما نرى بوضوح .. تسويق هذا الكلام إلى عرب الهوى الفارسي والعملاء والسذج ، ومهمته الأبقاء على منسوب الأرتباط والتأييد .

ثالثًا- ويتساوق مع هذه التصريحات بين فترة وأخرى ( إبراز عضلات ) إيران بطريقة مناورات - إعتراض سفن في الخليج العربي - إستفزاز خجول متفق عليه يطال بارجات حربية أمريكية في مضيق الخليج العربي الذي تسميه إيران ( الخليج الفارسي ) ظلمًا وعدوانًا - التحرش المتكرر ببوارج حربية أمريكية وليس غيرها في مياه الخليج العربي - إرغام جنود من البحرية الأمريكية على أساس وجودهم في المياه الأقليمية الأيرانية، يطلق سراهم بعد ساعات في مسرحية هزيلة .. وعند الضائقة المالية الأيرانية يسارع ( أوباما ) لتقديم الدعم المالي وبفوائد مالية متراكمة منذ سنين ، من أجل دعم وإسناد زخم التمدد الفارسي في العراق على وجه التحديد ( لأن العراق دولة يتقاسمها الأمريكيون والأيرانيون ) ، ومن العراق إلى سوريا ولبنان واليمن وباقي الأقطار العربية وخاصة السعودية والبحرين والكويت .!!

- أجرت إيران - وهي تحت حظر القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي ذي الصلة ، تجربة صاروخية بالستية في 30 / آذار ، وهي تجربة تحمل رسالة ( تحدي ) أولاً، ولا تتساوق مع الأتفاقية الشاملة للبرناج النووي الأيراني وتتعارض ثانيًا مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم ( 2231 ) ، الذي أقر الأتفاقية .

- أفصح علي خامنئي عن إستراتيجية إيران بأن ( الصواريخ وليس الحوار هي مفتاح إيران إلى المستقبل ) .!!

- وقال ( علي رضا بناهيان ) رئيس مركز ( عمار ) الأستراتيجي التابع للحرس الأيراني ( إن إيران تسير إلى آخر الزمان وهي تتجه إلى حرب المهدي المنتظر مع الكفار ) .

- وأعلن ( علاء الدين بروجردي ) رئيس اللجنة الخارجية في البرلمان الأيراني ( إستعداد البرلمان الموافقة على ميزانية مشاريع تطوير البرامج الصاروخية ) .. .( وإن التجارب الصاروخية البلستية الأيرانية ( خففت ) من عزلة إيران في الساحة الدولية والأقليمية، وخاصة بعد الأتفاق النووي الأيراني ) .!!

يربط الحرس الأيراني بين تطوير مشاريع الصواريخ البلستية والأمن القومي الأيراني على أساس أنها حيوية ومصيرية .. والمعنى في ذلك ، توجهًا إيرانيًا نحو البناء العسكري وليس نحو بناء الداخل الإيراني .

ثالثًا- صرح وزير دفاع الكيان الصهيوني موشي يعلون من جهة أخرى .. ( لو قدر لي أن أختار بين خطر تنظيم الدولة- داعش أو إيران فأن الأخيرة أكثر خطورة، لأنها تمتلك بنية تحتية عسكرية في خمس قارات، فضلاً عن كون حزب الله هو أحد أدواتها بالمنطقة، وفي حال شعرت إيران أنها آمنة إقتصاديًا، ستكون قادرة على إنجاز قنبلتها النووية ) .!!

بهذا التوصيف يضخم يعلون قدرات حليفته إيران وينشرها على قارات خمس ويشخص عدم شعورها بالأمن الأقتصادي، الذي سرعان ما يأتيها العون والأمدادات من واشنطن ( 400 ) مليون دولار وفوائدها المتراكمة ( 1.350 ) مليار وثلاثمائة وخمسون مليون دولار، لحاجتها الضرورية القصوى من أجل الأستمرار في تجريف الأرض والبشر تحت مزاعم محاربة الأرهاب وتحت يافطات ( لبيك ياحسين ) و ( لبيك يازينب ) وهما براء من القتلة والمجرمين والسفاكين واللصوص وأسيادهم .

والملاحظ : أن الداخل الأيراني بات على رأس الخيارات التي يقلق منها نظام الولي الفقيه ( الديكتاتور ) الذي وحده يصدر القرارات والباقون حكومة وبرلمان - مجلس شورى ومجلس قومي وهياكل بمسميات لا معنى لها سوى مجرد ديكور لمكتب الديكتاتور ولي الفقيه .. هذا تعلمه أمريكا وكيانها الصهيوني والغرب عموما .. ولكن لن يستمر طويلا فقد طفح الكيل في الداخل الأيراني وزارد ، عندها ستظهر أصوات أخرى في الخارج ومنها أصوات حقوق الأنسان ( إعدام خميني 30.000 ألف مواطن إيراني محكومين سلفاً في السجون الأيرانية ) .. فهل التعويل على متغير الداخل الأيراني أم على متغير السياسات الأمريكية والأوربية ؟ المتغير الأول هو المعول عليه ستراتيحيًا - ليس بصيغة سياسة الأحتواء سيئة الصيت - إنما بصيغة إسقاط النظام الصفوي بتسريع نضوج الشروط الذاتية للشعوب الأيرانية بدعم الخارج وبدون تحفظ .

ما الذي يحصل الآن وولآية أوباما على وشك الأنتهاء ؟ :

أولاً- مساندة أوباما القوية جداً وغير المسبوقة للمرشحه الرئاسية هيلاري كلنتون لكي تكمل مشوار سياساته المترددة والمتخاذلة والأمعان في تنفيذ مخططات ( الحرب على الأرهاب ) في المنطقة والعالم ، وقد صرحت كلنتون بأنها سوف لن تخمد نيران الصراع في المنطقة ولن تتدخل في إخمادها - والمعنى في ذلك إن أمريكا أشعلت النيران وستتركها مجرد أكوام من رماد وحجارة ما دامت مصالحها مكفولة بالتقاسم مع إيران الدولة المارقة والراعية للأرهاب - .

ثانيًا - تسخير مراكز الأبحاث والكتاب والمفكرين الأكاديميين لترويج نهج أوباما وإستمرار سياساته - الأستراتيجية بطريقة تسليم الملفات إلى المرشح الرئاسي الجديد المحتمل ( كلنتون ) ، بطريقة سمجة ومكشوفة .. بدلا من الحديث عن نهج جديد في السياسة الخارجية يأخذ بنظر الأعتبار اهمية غلق الملفات الساخنة وتفعيل دور المنظمة الأممية من أجل ردع التجاوز على سيادة الدول واستقلالها الوطني ورعاية مصالحها وترسيخ الأمن والأستقرار في مناطق الصراع وعلى أساس الشراكة الأستراتيجية .. هذا النهج لم يتطرق إليه الخارج من البيت الأبيض ويريد أن يستمر وتستمر تداعيات الحروب على الأمن والسلم الدوليين.!!





الاحد ٩ ذو الحجــة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / أيلول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة