شبكة ذي قار
عـاجـل










أمضى البعث والبعثيون مايربوا على أربعين عاما يدافعون عن العراق بوسائل شتى منها ما هو تقليدي ومنها ما هو نابع من روح انطلاقتهم الاولى الموسومة بالثورية طبقا لمبادئ البعث المنتفضة على عوامل استلاب الامة من فقر وجهل وتخلف وتجزئة وعبر ثورتهم الموسومة بأعمق طرائق ومنافذ وسبل الثورة الا وهي سمة الأنقلاب على الذات.

الانقلاب على الذات ثورة تشتمل وتت ضمن عوامل نفسية ذاتية وعوامل موضوعية وتخضع لتفاعلات حية تضطرم في عقل وضمير الانسان تؤجج عراكا داخليا ذاتيا يجعل العقل يضطرب بفعل الاشتغال والفعالية والروح تتارجح بفعل ارتدادات صراع العقل ولا تجد الذات الانسانية فرصة للهدؤ والسكينة الا بالخروج الى فضاءات جديدة مختلفة فيها ما يثبت ويؤكد ان الصيرورة المطلوبة قد استكملت مستلزماتها.

الانقلاب على الذات حرب واقتتال داخلي يؤهل الانسان بعوامل القوة والاقتدار والتحدي ويشكل عقله ونفسيته تشكيلا رائدا فيه ارتقاء وتوق وطموح لها بدايات تترافق مع الاحساس بالولادة الجديدة غير انها بلا افق محدد أو محدود …. انها منطلقة وبناءة وايجابية وعلى وفاق وتوافق داخلي ذاتي وخارجي موضوعي .

ولمن يجهل صلة البعث بالاسلام الحنيف وكتاب الله المجيد نؤكد هنا ان الانقلاب على الذات التي ثبتها البعث ركيزة ثورية من ركائز نهجه القومي الوحدوي التحرري الأشتراكي الثائر هو صيغة مشتقة من روح الاسلام ومن روح الايمان العظيم ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) . والانقلاب على الذات بناء تحتي للثورة لأن تغيير الانسان بالتعليم والحياة السليمة القادرة على العطاء هو أهم مرتكزات تحقيق الثورة العميقة الجذرية الواسعة . كما ان بناء الانسان هو الهدف الأسمى والأنبل الذي تتصدى لتحقيقه الثورات الشعبية ذات الافاق الأجتماعية .

لم يؤسس البعث ليكون حزب سلطة بل ليكون حركة تغيير ثورية مهامها قومية وساحتها ليست قطرية بل للامة العربية ووطنها الكبير وجغرافيتها الواسعة . هذه حقيقة يعرفها الناس لكن تقزيم مفهوم الثورة بالساحات القطرية وحجر فكرة التغيير بساحة بعينها هي جزئ من كل هي للاسف من بين عوامل اللبس التي حجبت حقيقة البعث عن كثير من مثقفي ونخب الامة مثلها مثل موضوعة العلاقة بالايمان وبالرسالات السماوية ومنها رسالة الختم المباركة باسلامنا الحنيف. وبعبارة أبعد وأوسع ان اللبس في مفهوم المسار الثوري القومي للبعث يوازي اللبس والتداخل الناتج عن تعدد تعريفات ومداخل المنهج العلماني التي تتراوح بين الألحاد والعياذ بالله وبين الصيغة التي أشتقها البعث وفقا لمتطلبات الارث والثقافة ومعطيات الواقع العربي الايمانية والتي تعني ببساطة فهم الدين فهما ذاتيا فرديا كصلة روحية وأخلاقية بالخالق ورسالاته وكتطبيقات أخلاقية تنعكس بالضرورة على المسلم المؤمن وهو يدير شؤون الدولة وخدماتها ومصالحها الممثلة للشعب كله بغض النظر عن الدين والمذهب والعرق وكلها عوامل موضوعية لا يمكن الغاءها بل هي مكونات بنوية في كل مجتمعات الدول في كل العالم تقريبا. الدين في فلسفته الأساسية يشكل ويكون أيمان الفرد لان الانسان الفرد هو القيمة العليا التي يتشكل منها المجتمع فالصلاح لا يسود العامة ان لم يترسخ في الذات الفردية.

البعث حزب ثوري قومي مؤمن غير انه لا يجعل من الدين والتدين ولا من المذاهب ولا من العنصرية العرقية وسيلة كسب وتحشيد للجماهير بل يضع الايمان والدين ثابت مقدس يحرك خطى الثوار ويحصن أخلاقهم ومخرجات ومدخلات فعلهم المصوب باتجاه الاهداف العامة للحركة الثورية ورسالتها وعقيدتها الوضعية المعبرة عن حاجات يتداخل فيها الاعتبار الروحي مع المقدس الرباني مع حاجات الحياة المادية التي يقتضيها التغيير الثوري وهي في جلها خدمات تعليم وصحة واسكان واتصالات ومواصلات وحقوق انسان عامة وخاصة وحريات فردية وأجتماعية ومتطلبات عيش كريم .

اذن :
البعث حزب ثائر وهذا يعني ضمنا انه ليس حزب دفاع عن النفس الا ضمن أطار ما يقتضيه الدفاع عن النفس كحاجة موضوعية بل هو حزب ثوري بمعنى انه قادر على خلق عوامل المبادئة بالهجوم كوسيلة للدفاع كما فعل البعث في قادسية صدام المجيدة حين أحتوى كامل زخم العدوان الايراني المتحرك نحو أحتلال أرض العراق تنفيذا لرغبات خميني الهستيرية بهجوم كاسح دمر قدرات ايران وجعلها تجتر روحها العدوانية وتنزف أثناء هذا الأجترار الذي دام ثمان سنوات قبل أن يضطر المجتر الى تقبل تجرع السم مع ما يجتره من بقايا روحه الشريرة وهو سم القبول بالهزيمة وانسداد أفق تصدير الدين الخميني.

وتتاكد ثورية البعث في الانتقال من السلطة الى المقاومة عام ٢٠٠٣ م .

الثوار ومنهم البعثيون …… هم
شجعان بالفطرة والسليقة.
تحركهم روح باسلة مقدامه.

وهذه الروح تقف على عوامل الحكمة والعقل الراجح والأناة والصبر وبعد النظر والفطنة.

والثائر بطبعه يحمل روح الهجوم المفضي الى دروب تحقيق الغايات والأهداف السامية النبيلة وليس الهجوم العدواني السافك للدماء والساقط في رذيلة القتل المجاني والاعتداء على حياة الناس.

الثائر حين يهاجم … فانه .. يستحضر قيم ومبادئ وروح الايمان بالله وبقيمة الحياة …وهو حين يهاجم فانما يعلن عن بداية ولادة جديدة للحرية والحقوق ..

وسيتواصل جهاد ومقاومة البعث في العراق ثائرا مهاجما مقداما رغم كل ما دبر له من تقتيل وأضطهاد وجور وظلم وتعسف جندت له امكانات نصف دول العالم أو يزيد ولن تثنيه عن روح الاقدام والهجوم الايجابي الخلاق المستحضر لكل ثراء قيم العراقي النبيل الحليم لا دستور يحجم ولا قانون يحظر ولا أرهاب جمعت له كل قوى الشر والبغضاء … البعث هو الحق والله والشعب مع الحق وصاحب الحق لن ينكفئ مدافعا الا ضمن مرحلة يستحضر فيها كل مقومات هجوم الأسود الضارية.





الثلاثاء ٢٠ ذو القعــدة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / أب / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة