شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد صور الإعلام المعادي و قوى الشر و الظلام في العالم أمريكا على أنها القوة النووية التي لا تقهر فقواعدها العسكرية لا تغيب عنها الشمس أما صواريخها فتطال من تشاء متى تشاء كيفما تشاء و أينما كان و بضغطة زر واحدة يمكنها ان تبيد مدنا بأكملها كيف لا وهي التي تركت لنا هيروشيما وناكازاكي عبرة لمن يفكر بحربها ، دون أن ننسى مخابراتها التي تعلم السر و ما يخفى ، بالإضافة إلى قنابلها الذكية و دبابات إبرامز و عشرات الاف وحوش المارينز الذين تخلوا عن انسانيتهم في سبيل مشروع الولايات المتحدة الامريكية ؟ فمن يعادي أمريكا؟ من يقف في وجهها؟

لقد تجمعت قوى هذا المسخ الإرهابي و جمع العدة و عزم على قتال حفنة من الفلاحين و ثلة من المجاهدين و المقاومين في قرية محاصرة منذ أربعة عشر عاما – ضمن حصار العراق العظيم ، أقبل وهو يرغي و يزبد و يتوعد أهلها بالهلاك و الثبور و عظائم الأمور و أحقرها و قد سبق المسخ الأمريكي و مهد للهجوم بقصف استمر لشهور أسقط خلاله القنابل العنقودية و القنابل الذكية و كذلك الغبية لتشن بعدها كلابها الماشية و وحوشها الألية هجوما كاسحا فشلت فيه في السيطرة على هاته القرية الصامدة و انتصرت الفلوجة و أرغمت أكبر دولة في العالم على عقد هدنة معها تدوم الهدنة لأشهر قبل أن يعود المسخ ليشن حرب إبادة أخرى ضد أهل الفلوجة و مقاوميها تكبدت فيها أمريكا و حلفاؤها من الصفويين اتباع ايران الأبيض و الصحوات المستعربين و عملاء الحزب الاستسلامي خسائر لم تتكبدها في أي منطقة أخرى ، و استمرت العمليات الفدائية البطولية حتى بعد دخول القوات الغازية للمدينة لتخرج خائبة منهزمة مذلولة من أغلب أحياء الفلوجة في 18 مايو 2008 فانتصرت الفلوجة و أضاعت هيبة أمريكا و جبروتها و كانت بحق فخر العراق و العرب لأنها مسحت عار العرب و نزعت فتيل الخوف من كثير من المترددين و كشفت عورة أمريكا و أن قوتهم ليست بشيء أو على الأقل يمكن الوقوف في وجهها، كما كشفت معركتي الفلوجة الأولى و الثانية و غزو العراق عموما أن الأمريكان ليسوا إلا قتلة مجرمين ،و أصبحت مثالا يحتذى به في باقي المدن أو الدول الأخرى أذكر انني قرأت تصريحا للرئيس السوداني يقول : إن أمريكا لو هاجمت السودان فستجد كل السودان فلوجة .

و قد استمرت المقاومة في الفلوجة على اختلاف توجهاتها الوطنية و القومية و الإسلامية في مقاومة منتجات العملية السياسية البائسة التي فرضها الاحتلال و شارك فيها عملاء نظام الملالي و ما تيسر من ديوثي الأحزاب العميلة و الصحوات و مع تطور الأحداث في البلاد و تصاعد الوعي الشعبي و الكفاح الشعبي ضد وكلاء العملية السياسية التابعة للإحتلالين الأمريكي و الفارسي كانت الفلوجة السباقة في قيادة الثورة الشعبية المباركة ضد العملاء لتعلن رفضها و عصيانها لحكومة سيء الصيت - نوري الهالكي - لتتصاعد موجة العمليات الإنتقامية من أهل الفلوجة و عشائرها الأبية بقصف ممنهج و تدمير للبنى التحتية للمدينة وقصف مساجدها و مستشفياتها و بقيت صامدة رغم حملات وكلاء الاحتلال حتى يأتي الإذن و الأمر من البيت الأبيض و بدعم مطلق و بتأييد من جحافل الفرس بصحواتهم و ميليشياتهم و مستشاريهم و مع قصف من تحالف يضم ستين دولة في معركة غير متكافئة بين قوى المقاومة و الثلة المدافعة من حامية شرف الأمة لا يتجاوز عددها الالف مقاتل من جهة ضد ما يقارب الخمسين ألفا من العلوج ووكلائهم و مع كل تلك الأسلحة و القصف و التأييد لتبدأ الفلوجة فصلا جديدا من معاركها في سبيل الدفاع عن شرف الأمة و في ملحمة أسطورية سجلها التاريخ و صمود تاريخي قاتلت الفلوجة ضد جحافل الشر ممن باعوا أرواحهم للشيطان .. ملحمة بلا شك ما بعدها لن يكون كما كان قبلها فمن كان يؤيد المقاومة و المجاهدين لانتصاراتهم فليعلم أن المجاهدين انحازوا من الفلوجة مؤقتا إلا أنهم لم تنسحب إلا بعد أن أسقطوا ما يقارب عشرة ألاف رقبة من رقاب المجوس وعملائهم في مقابلها و في مقدمتهم القيادات ذات الوزن الثقيل و دمروا لهم معدات لا تحصى و لا تعد ، قال جل ثناؤه : من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا و الأخرة فليمدد إلأى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ ( 15 ) وكذلك أنزلناه آيات بينات وأن الله يهدي من يريد ( 16 ) ).

و من كان يدعم مشروع المقاومة فليعلم أن المقاومة على العهد باقية لن تتوقف بإذن الله حتى يتحرر كل شبر من العراق العظيم و تتمدد لتشمل كامل أراضي وطننا العربي .

نعم إنحاز المجاهدون عن الفلوجة بعد أن زلزلوا جموع الشر و حشد إيران و أوقعوا بهم أشد النكاية ليكروا مجددا فهم الكرارون أحفاد الكرار و ليسوا الفرارون فاعلموا أن المقاومة تغسل عار أمة قد أدمنت الرقود طويلا و تعود أبناؤها الخنوع و الذل و تولوا الفرس و أهل البيت الأبيض و نحن أمة موعودة بالنصر تحمل رسالة خالدة للإنسانية الجمعاء و تقود الكفاح ضد الإمبريالية و الصهيونية العالمية و اتباعها من فرس مجوس و خونة عرب و النصر لا يهدى على طبق من ذهب بل ستختبر أمتنا العربية و الإسلامية حتى يخرج الله منافقيها و أعداء الداخل .

اعلموا ان الله بالغ امره . وان قدر الله نافذ لن يرد . وان هذه الأمة و دينهت منصورلامحالة . فأثبتوا ورابطوا وصابروا وأرو الله فى أنفسكم خيرا فأن الامة الان تفتن . وتعجم عيدانها عودا عودا . فعليكم بالصبر فإنه أفضل منزل . وإياكم والعجلة فإن معها الهلكة..واشكروا الله الذى اصطفاكم من بقية الامم لتكونوا جنودا لله وأعوانا ومناصرين لدينه و لرسالته للبشرية و روادا في الدفاع عن البشرية و حماة لها من الإمبريالية وقوى الشر وأعلموا ان الصفوف تغربل الان بغربال من حرير لا تزال تضيق خيوطه حتى لا ينفذ منه الا من اصطفاه الله وعلم خبيئته فالبلاء سيشتد ولابد من تنقية الصف من أصحاب الوجهين الذين يظهرون ولاء الأمة في السراء و في الضراء يتربصون بالمؤمنين الدوائر ، فإن كان لهم نصر قالوا إنا معكم ، وإن لم يكن لهم نصر انضموا إلى إخوانهم وأوليائهم من حزب الشر ، وهؤلاء هم من ذكرهم الله تعالى بقوله ( فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِين ) وقال سبحانه: (وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِين ) ..

(وليعلمَ الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلمُ قتالاً لاتَّبعناكم هم للكفر يومئذ أقربُ منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلمُ بما يكتمون(167)الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قُتلوا قل فادرءُوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين )

ان هذا البلاء هو ما سوف يتميز به صف الشر و التمرد عن صف الإيمان والحق و التجرد
فعليكم بالصبر فان النصر مع الصبر
وانما النصر صبر ساعة
المجد للفلوجة المجد للمقاومة و المجد للمجاهدين و ليأخسأ الخاسؤون .
 





الخميس ٢٥ رمضــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / حـزيران / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أنور بن الطيب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة