ترفع ياأخي عن ما يهبط بإنسانيتك ، ترفع عن الدنايا والرزايا ، وحلق في سماء ما خلقت له ، وجعلك خالقك عليها علما بارزا لتعمرها لا لتدمرها ، واعلم أنك كل لو آمنت بالآخر ، وأنك فرد لو آمنت بنفسك فقط وغردت خارج السرب ، واعلم أن حجبا عديدة في طريقك لتصرفك عن مقصود إنسانيتك وتصيبك في مقتل ، تحيا بعده ثقيلا من كثافة ما حملت وما حملت تتجاذبك قيم الارض بعيدا عن قيم السماء ، وتحول أرض نفسك بين شمس عقلك وقمر قلبك لتحجب نور الشمس ( العقل ) عن قمر ( القلب ) فيخسف ويظلم ويقسوفيصير كجلمود صخر (( كالحجارة أو أشد قسوة )) ، يتخذه عدوك الأزلي عرشا له ، وكان الأولى أن يكون عرشا للذي قال : (( وسعني قاب عبدي )) .