شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة :

حان الوقت المناسب الآن ، حتى لو جاء متأخراً، لفرض طوق العزلة على دولة الأرهاب في المنطقة والعالم إيران .. وإن قطع العلاقات الدبلوماسية يعد أحد أهم المواقف التي تحمي دول المنطقة من مخاطر التدخل في شؤونها الداخلية .. طالما باتت سفارات إيران وقنصلياتها ومراكزها الثقافية والتجارية واجهات لمخابراتها التي تنفذ خططها الخارجية، ( سياسياً وآيديولوجياً واستخبارياً وعسكرياً ) ، في ضوء مقررات وضعها مؤتمر ( قم ) لمراحل عقدية خمس .. وما يتمخض عن طبيعة تنفيذ السياسات الفارسية المتزامنه مع التمدد العسكري ورفد وإنشاء الخلايا وتدريب عناصرها وتجهيزها وإيوائها وتحريكها في الوقت الذي تطلبه طهران تبعاً لطبيعة الموقف السياسي ومتطلباته.

التدخل الإيراني في شؤون دول المنطقة العربية لن يتوقف، بل على العكس يزداد شراسة ووقاحة .. وكلما تراخت الدول العربية حيال هذا التدخل الفاضح واكتفت بالأدانة والأحتجاج وتقديم النصح بالكف عن مثل هذه الوسائل التي لا تبني علاقات ثنائية ولا تحتكم إلى مبادئ حسن الجوار من أجل المنافع المتبادلة، فضلاً بالتذكير ( بأننا مسلمين ) ولا يجوز إيذاء المسلم والعدوان عليه .. هذه المواقف المتراخية يستكلب أمامها الإيرانيون ويستذئبون وهم في حقيقتهم قطعان من النعاج تسعى وراء من يقدم لها الحماية، ووراء من ينفذ لها أهدافها عن طريق تقديمها الخدمات، مثلما ( قدمت إيران خدماتها للولايات المتحدة الأمريكية للتعاون في أفغانستان والعراق والبحرين والكويت وغيرها بالضد من هذه الدول وشعبها العربي ) لأن المهم لدى طهران هو التمدد في خارج حدودها الأقليمية وضرب العرب وتدمير الدين الأسلامي الحنيف .

إن قطع العلاقات الدبلوماسية، أو تخفيض مستوى العلاقات الثنائية إلى مستوى أدنى من القائم بالأعمال يعطي رسالة إنذار تتبعها خطوات الغلق تشمل كل خطوط الأتصالات والروابط .. والهدف هو ليس إيذاء الطرف الآخر، إنما تقليل آثار التدخل وإيقافه ومنعه من الوصول إلى اهدافه .. وكل هذه التراتيبيات تصب في دائرة حماية الوطن وحماية الشعب العربي وحماية المصالح وبالتالي حماية الأمن القومي العربي .. فهل تشكل هذه الأجراءات الطبيعية خطئاً في مجرى العلاقات بين الدول.؟ ما جدوى استمرار العلاقات مع دولة تبيت العدوان بقرائن مادية ملموسة لتدمير الدول المظيفة والشعب المظيف ومصالح الدولة المظيفة ؟ ، ثم لماذا السكوت على الأذلال والإهانات والتجاوزات؟ ألم يكن هنالك مبدأ في التعامل الدبلوماسي أسمه ( التعامل بالمثل ) .؟ وإذا لم تستطع الدولة أن تستخدم هذا المبدأ ، فكيف ستحافظ على مصالح شعبها؟ التدخل الفاضح في الشأن الداخلي ( نقل اسلحة ومتفجرات وذخيرة وأجهزة اتصالات حربية وتخزينها وتدريب مواطني الدولة وارسال مليشيات من حرسها ) يستدعي فوراً إخطار السفير الفارسي وطاقمه الدبلوماسي والأداري والعسكري والثقافي والتجاري بمغادرة البلاد خلال اثنان وسبعون ساعة وتجريدهم من الحصانة الدبلوماسية .. ثم يعقب هذا الأجراء وقف التعاملات التجارية والمصرفية والرحلات الجوية وغيرها .. وذلك لكي تشكل ضغوطاً على طهران تدفعها إلى العزلة الأقليمية والدولية بإعتبارها دولة راعية للأرهاب .. لماذا لا تخطو الكويت والأمارات وسلطنة عمان مثل هذه الخطوة وتحذو حذو البحرين واليمن وماليزيا وكندا .. لماذا لا يصار إلى حملة واسعة اقليمية ودولية من شأنها وضع إيران الأرهابية في زاوية العزلة؟ وهي إجراءات مشروعة .. كما أن مجلس التعاون الخليجي يمكنه أن ينذر إيران بقرار يرمي إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بكل روافدها السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية طالما أن طهران مستمرة في خرق مبدأ السيادة الوطنية الذي يكفله القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة .

هذه المرحلة من العلاقات الكائنة بين اقطار الوطن العربي وإيران تستدعي موقفاً قوياً وثابتاً .. إنها مرحلة تاريخية مفصلية وخطرة تشكل تحدياً وجودياً، على القيادات العربية الرسمية والشعبية إدراك ذلك والعمل على حشد الموارد البشرية والطبيعية من أجل مواجهة هذا التحدي التاريخي .. انها مصلحة شعب وليست مصلحة نخب حاكمة تتذرع بالحكمة والضعف وتتمسك بخيار التحالف الأجنبي الذي تخلى عن صداقاته وتحالفاته .. إذن ، لم يتبق سوى الأعتماد على الذات في توحيد القوى .. مجلس التعاون الخليجي يجب أن ينتقل إلى خطوة متقدمة على طريق الوحدة ( السياسية والعسكرية والأقتصادية والمصرفية وكافة شبكات البنى الأجتماعية والبنى التحتية ) .. هذا الكلام قلناه قبل عدد من السنين .. فلو كان قد حصل وطبق لكانت النتائج مختلفة تماماً .!!

العدو الخارجي يفتح أكثر من جبهة في آن واحد ضد كافة أقطار الأمة ( جبهة سوريا والتصعيد فيها عسكرياً – جبهة القدس والتصعيد فيها يعد انتهاكاً خطيراً للمحرمات والمقدسات – جبهة محاربة الأرهاب التي تشعبت في أكثر من ساحة – جبهة اليمن والتصعيد فيها يأخذ طريق الأنكسار في الجانب الفارسي ( الحوثي ) – جبهة السعودية والتصعيد فيها يأخذ شكل التدخل الفارسي السافر في محرمات ومقدسات مراسم الحج وشعارات تدويل مكة المكرمة – جبهة الداخل الكويتي والبحريني وغيرهما التي تحتوي على مخازن السلاح والمتفجرات وأدوات الموت ) .!!

هذه الجبهات كلها مفتوحة في آن واحد .. وكلها تهدد الأمن الوطني والأمن القومي العربي من خارجه وداخله ... ألا يستوجب هذا الأمر توحيد الكيانات السياسية والعسكرية والجبهات الداخلية وحشد الموارد من أجل الدفاع ومنع اتساع التهديد وإيقافه أو تحجيمه؟!

بغض النظر عن طبيعة النظم السياسية في الوطن العربي، ملكية أم رئاسية أم أميرية، فهي كحقيقة ثابتة، مهددة من العدو الإيراني، وخطورتها لها الأولوية في المرحلة الراهنة، لأنها خطورة داهمة، ولا يعني هذا أن خطر الكيان الصهيوني بات خطراً ثانوياً، وذلك بفعل الأهداف المشتركة لكل من إيران والكيان الصهيوني حيال الوطن العربي .. فالجبهات المفتوحة هي لغاية تشتيت الجهد العربي ومنع الأقطار العربية من توحيد مواقفها .. الأمر الذي يستوجب توحيد هذا الجهد في أطر مؤسساتية ، سياسية وعسكرية واقتصادية وإعلامية واجتماعية لتطبيق معاهدة الدفاع العربي المشترك وتوسيع جهد التحالف العربي في بناء القوة العسكرية العربية ورأس حربتها ( عاصفة الحزم ) ، يسابق هذا الجهد في خطوة موحدة قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران وذلك لخرقها أبسط قواعد التعامل في العلاقات الثانية وهو التدخل في الشؤون الداخلية للأقطار العربية.

هذان الموقفان .. سيضعان إيران في الزاوية وسيجبرانها على إعادة النظر في حساباتها، طالما أن الدول العربية مجتمعة قد قررت ذلك .. هذا الموقف هو حق من حقوق السيادة الوطنية والقومية وصيانة الأستقلال وحماية الحقوق .. حقوق الشعب غير القابلة للمساومة أو التراجع مهما طال الزمن وغلت التضحيات .!!





السبت ٢٦ ذو الحجــة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / تشرين الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة