شبكة ذي قار
عـاجـل










اشرت الى المواصفات التي لابد وان تتوفر في الحاكم ليحقق المساواة بين المواطنين ومنها حق المواطنة للجميع ، ألحاكم يجب أن يكون صاحب القلب الكبير ينظر بعطف ورحمة إلى شعبه ولا يكونن عليهم سبعا مفترساً يتحين الفرص لينقض على أنفسهم فيذيقها العذاب وعلى أموالهم فيتسلط عليها ظلما وعدوانا وعلى أعراضهم فينالهم بالهتك والمهانة ، ويعلل الإمام حق المواطنة بأجلى عبارة وأخصرها وأروع بيان وأكمله حيث يقول عليه السلام {{ فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ ، أو نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ }} ألله للّه أنت يا أبا الحسن يا رحمة الإسلام لهذا الإنسان عشت الإنسانية بأبعادها وارتديت الحق بمغارسه واخترقت بفكرك عمق الزمان والمكان لتقف أمام الإنسانية عملاقا يتحدى الباطل ، ويستنهض الخير الكامن في وجدان كل فرد من الناس ، لقد حملت هَمَّ الإنسان وترجمت ذلك في أعمالك وأقوالك فجئت إسلاما متحركا في أهاب إنسان بقولك في الناس كل الناس - فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ : إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ ، أو نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ - عبارة على قصرها تتحدى ما توصل إليه الإنسان في القرن الحالي الحادي والعشرين ، إنها عبارة انطلقت قبل 1400 عام واخترقت كل هذا الزمن لتتحدى فكر الإنسان في القرن الحادي والعشرين الذي لم يستطع أن يأتي بصياغة أجمل منها تحتوي على نفس المضمون العميق إما أخ لك في الدين تربطه معك العقيدة والمبدأ وهذا له حق عليك بل حقوق ،

وهناك أخ لك في الخلق تجمعه معك أصل الخلقة والتكوين وهذا المعنى المشترك يفرض حقا لكل فرد من الناس على الآخرين { إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ ، أو نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ } وكلا الرجلين يستحق الشفقة والرقة والحنان فإذا صدر من أحدهما زلة أو عثرة أو تجاوز ما هو مرسوم له عمدا أو خطأ فإن ذلك شيء يمكن أن يصدر من إنسان يدخل تحت الإمكان ولا تحوطه العصمة أو ترشده يد اللّه ، فإذا صدر شي‏ء من ذلك وأمكن للحاكم أن يغفرها لهم أو يسترها عليهم أو يجنبهم جرائرها وآثارها فهذا شي‏ء مطلوب ومرغوب فيه ولينظر الحاكم نفسه كيف أنه لو أخطأ أو عثر يتمنى في قرارة نفسه أن يعفو عنه اللّه بعفوه وكذلك من هو فوقه فليكن هذا الحاكم مع أمنيات رعيته في عفوه عنهم والاستماع لمطالبهم وحاجاتهم بل عليه تفقدهم ، وطبعا هذا إنما يكون في الأمور التي يمكن أن يتساهل فيها أو يعفى عنها ، أما إذا كان من الحدود التي لا يجوز التهاون فيها ، أو الحقوق التي يجب تحصيلها فليس لأحد أن يسترها أو يعفو عنها ، وهنا أقول للهالكي القريضي وخلفه العبادي ومن خلالهم الى هيئة حزبهم الذي اثبت بامتياز عمالته وكل افعالهم بما يؤذي الشعب العراقي ليس بالايذاء الاعتيادي بل النام عن الحقد والكراهية والبغضاء والانتقام ان امير الامؤمنين علي بن ابي طالب المظلوم من قبلكم لادعائكم اتباع منهجه وهو منكم براء أكد بعهده لمالك الاشتر واجب الحاكم أن يسمع شعبه في المطالبة بالحقوق ، وأنتم تطلقون العنان للالسنتكم النتنه لتطلق الالفاظ على الشعب والافراد المطالبين بحقوقهم والخدمات {{ بأنهم فقاعه ، ويزعقون ، ويدعون بدون دليل بل تمادى الهالكي القريضي ليصفهم بانهم جيش يزيد }}

وان ما قاله العبادي مؤخرا" وبعد خطبة الجمعه في الروضة الحسينية بتاريخ 24 تموز 2015 التي تم التأكيد فيها على وجوب مكافحة الفساد وتغيير المفسدين بدءا" من مكاتب المسؤولين يعد تحديا" للمرجعية وتطاولا" عليها ، التاريخ ينقل لنا صوراً رائعة في حقوق الشعوب وكيف قام رجال ونساء بالمطالبة بها من أعلى سلطة في الدولة الإسلامية سواء أكان في وقت رسول الله صل الله عليه وآله وسلم ومن ذلك ما روي من كلام سَودَة بنت عمارة رحمها الله ، قال أبو موسى عيسى بن مهران حدثني محمد بن عبيد الله الخزاعي يذكره عن الشعبي ورواه العباس بن بكار عن محمد بن عبيد الله قال : استأذنت سَودَة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية على معاوية بن أبي سفيان فأذن لها فلمَّا دخَلَتْ عليه قال : هيه يا بنت الأسك ألست القائلة يوم صفين الابيات التاليه

شمر كفعلِ أبيك يا ابنَ عمارة ** يومَ الطعان وملتقى الأقرانِ
وانصر عَليَّاً والحسينَ ورهطه ** واقصد لهندٍ وابنها بهوان
إن الإمام أَخو النَّبي محمدٍ ** علمِ الهُدى ومنَارةِ الإيمان
فَقِهِ الحتوفَ وسر أمام لواءه ** قدما بأبيض صارم وسنان

قالت : أي والله ما مثلي من رغب عن الحق أو اعتذر بالكذب ، فقال لها : فما حملك على ذلك ؟ ، قالت حب علي عليه السلام ، واتباع الحق ، فقال : فو الله ما أرى عليك من أثر عليّ شيئا ، فقالت : أنشدك الله يا أمير المؤمنين وإعادة ما مضى ، وتذكار ما قد نسى ، فقال : هيهات ما مثل مقام أخيك ينسى ، وما لقيت من أحد ما لقيت من قومك وأخيك فقالت صدق فوك ، لم يكن أخي ذميم المقام ، ولا خفي المكان ، كان والله كقول الخنساء {{ وإنَّ صَخْراً لتأتم الهداةُ به ** كأنَّهُ علمٌ في رأسه نارُ }} ، فقال : صدقت ، لقد كان كذلك ، فقالت مات الرأسُ ، وبتر الذنبُ ، وبالله أسأل أمير المؤمنين إعفائي مما استعفيت منه قال قد فعلت ، فما حاجتك ؟ ، قالت : إنك أصبحت للناس سيداً ، ولأمرهم متقلداً ، والله سائلك من أمرنا ، وما افترض عليك من حقنا ، ولا يزال يقدم علينا من ينوء بعزك ، ويبطش بسلطانك ، فيحصدنا حصد السَّنبل ، ويدوسنا دوس البقر ويسومنا الخسيسة ، ويسلبنا الجليلة ، هذا بسر بن أرطاة قدم علينا من قبلك ، فقتل رجالي وأخذ مالي ، يقول لي : فوهي بما استعصم الله منه وألجأ إليه فيه ، ولولا الطاعة لكان فينا عز ومنعة ، فإما عزلته عنا فشكرناك ، وأما لا فعرفناك ، فقال معاوية : أتهدديني بقومك ، لقد هممت أن أحملك على قتب أشرس ، فأردك إليه ينفذ فيك حكمه ، فأطرقت تبكي ثم تقول :

صلى الإلهُ على جسمٍ تَضَمَّنَهُ ** قَبْرٌ فأصبحَ فيه العدلُ مدفونا
قَدْ حَالَفَ الحَقَّ لا يَبْغِي بِهِ بَدَلاً ** فَصَارَ بَالحَقَّ والإِيمَانِ مَقْرُونَا

قال لها : ومن ذلك ؟ ، قالت : علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال : وما صنع بك حتى صار عندك كذلك ؟ قالت : قدمت عليه في رجل وَلَّاه صدقتنا قدم علينا من قبله فكان بيني وبينه ما بين الغث والسمين ، فأتيت علياً رضي الله عنه لأشكو إليه ما صنع بنا فوجدته قائما يصلي ، فلما نظر إليَّ انفتل من صلاته ، ثم قال لي ، برأفة وتعطف : ألك حاجة ؟ فأخبرته الخبر فبكى ، ثم قال : {{ اللَّهُمَّ إنَّكَ أنتَ الشاهد عليَّ وعليهم ، أني لم آمرهم بظلم خلقك ، ولا بترك حقك }} ، ثم اخرج من جيبه قطعة جلد كهيئة طرف الجواب فكتب فيها : بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ * قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ * بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ * إذا قرأت كتابي فاحتفظ بما في يديك من عملنا حتى يقدم عليك من يقبضه منك والسلام ، فأخذته منه والله ما ختمه بطين ، ولا خزمه بخزام ، فقراته ، فقال لها معاوية لقد لمظكم ابن أبي طالب الجرأة على السلطان ، فبطيأ ما تفطمون ثم قال اكتبوا لها برد مالها ، والعدل عليها ، قالت : إليَّ خاص أم لقومي عام ؟ ، قال : ما أنت وقومك ؟ قالت : هي والله إذن الفحشاء ، واللوم إن لم يكن عدلا شاملا ، وإلا فأنا كسائر قومي ، قال اكتبوا لها ولقومها ، ففي هذه القصة التاريخية أيها المنافقون الافاقون الفاشلون الدجالون يامن انتهكتم حرمة العراق وشعبه دلالات كثيرة وعبر تبين تردي للوضع الراهن الذي فرضتموه لاشباع رغباتكم وتحقيق اجندة اسيادكم استخلصها عسى ان تنتصروا لانفسكم لان يوم الحساب الرباني قريب

1- أن الخليفة أمير المؤمنين عليه السلام لمّا أحس بوجود امرأة تريد أن تسأله انفتل من صلاته أي قطعها وبطبيعة الحال الصلاة المستحبة وليس الواجبة بفرائضها الخمس للمسارعة في قضاء حاجتها

2- لما عرف الإمام عليه السلام بظلامة المرأة بكى لذلك
3- اعتذر للمرأة وتوجه إلى الله من أن هذا التقصير لم يكن منه ولم يأمر واليه بذلك
4- كتب في الحال بقضاء حاجتها وإعطائها حقها
5- فصل الوالي الذي غمطها حقها

6- هذه امرأة واحدة ظُلِمَتْ وهذا الاهتمام من الإمام بها فكيف لو كانت طائفة أو فرقة أو شعباً ماذا يصنع علي عليه السلام ؟

7- أن هذا العمل من الإمام رسخ حبها لعدل الإمام وأحقيته حيث ناصرته في حرب صفين وأحبته حباً جماً حتى أنشدت فيه تلك الأبيات العظيمة الرائعة وأخيرا" وليس أخرا" كم من امهات وأرامل ضحايا سبايكر يصرخ ويفترشن الساحات ولم يكن هناك من هم بموقع المسؤولية يسمع لهن قول او شكوى او استعطاف بل غلقوا بوجههن ابواب مكاتبهم واغدقوا عليهن بالوعود الكاذبه والكثير منهن يؤكدن بان اولادهن في سجون الهالكي ليجعل منهم حكاية يراد منها الفتنة بين العشائر وصولا" الى الحرب الاهلية التي يؤمن بها وعمل ومازال يعمل منم اجل اندلاعها

يتبع بالحلقة الثالثة





الخميس ١٤ شــوال ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / تمــوز / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامـل عبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة