شبكة ذي قار
عـاجـل










فقد العراق نجما من نجومه اللامعة حيث إختطفت يد المنون السيد طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي أبان الحكم الوطني قبل غزوه وإحتلاله من راعية الإرهاب العالمي الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2003, قدم عزيز للعراق والأمة عصارة خبرته وجهده خاصة فيما تعلق برفع الحصار الجائر وإقرار مذكرة التفاهم وأدار بإقتدار ملف لجان التفتيش , ومحاولات رفع الحصار بعد أن أوفى العراق بإلتزاماته الدولية وفق قرارات مجلس الأمن الدولي رغم أنها كانت أكثر القرارات الدولية تعسفا وإضرارا بحق شعب العراق , وبعد الاحتلال سيق السيد عزيز الى المحكمة الجنائية التي أسسها المحتل الغازي خلافا للقانون الدولي ليحكم عليه جورا بالإعدام , كلمات للسيد طارق عزيز ما زالت ترن في آذني عندما ذهبت اليه للطلب منه الإدلاء بشهادته في قضية الدجيل , حيث تعرض لمحاولة إغتيال في جامعة المستنصرية ,

كان الرئيس الراحل صدام حسين طلب منا عدم إحراج الموقوفين للإدلاء بالشهادة ورفض أن يكون الطلب بإسمه , إنما يكون ضمن عملنا كمحاميي دفاع , التقيت الراحل في سجن كروبر في المطار كان هزيل الجسد لم يستطع الوقوف فجلس على الكرسي , سألني هل طلب الرئيس ذلك منكم ؟ قلت له الرئيس رفض أن يطلب منهم ذلك ورفض الضغط على أي شخص للإدلاء بالشهادة ولهم حرية إختيار القرار , ردي على قائلا : " بلغ سلامي للسيد الرئيس وأخبره بأن أبا زياد سيبقى ذلك الخادم للعراق والأمة والحزب والرئيس صدام " , وحضر وأدلى بشهادته المعروفة في القضية , وتم نقله الى عدة سجون وكانت الأخبار ترد من محبسه أن ظروفه الصحية تتدهور دون تقديم العناية الطبية اللازمة له وفق ما يقتضيه القانون الوطني والدولي الإنساني , ثم نقل الى سجن الناصرية وفشلت العديد من جهود إطلاق سراحه الى أن فاضت روحه الى بارئها في الخامس من حزيران 2015 ليهوي عملاق من عمالقة العراق الوطني في زمن الأقزام ويرحل شيخ الدبلوماسية المحنك طارق عزيز , ألهم الله رفاقه وعائلته الصبر والسلوان وتجاوز عنه ورحمه .

الدكتور
ودود فوزي شمس الدين
٧ / حـزيران / ٢٠١٥






الاحد ٢٠ شعبــان ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / حـزيران / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور ودود فوزي شمس الدين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة