شبكة ذي قار
عـاجـل










يزداد اليقين داخل البنتاغون ان مجرد اعتقال او اغتيال الشهيد الحي صدام حسين مع الحلقة المحيطة به لن يوقف اعمال المقاومة بل يحقق نوع من الانعكاس السلبي على تماسك المقاوميين ، اما عمليات القوات الخاصة الجديدة فهي تستهدف الوسط العريض للبعثيين الذين يعملون في الخفاء ويستمر بسرد مذكراته قائلا"ولكن الكثير من المسؤولين الذين تحدثت معهم عبروا عن خشيتهم من ان تتحول الخطة المقترحة المسماة - اصطياد البشر الوقائي - الى برنامج فينكس آخر كما قال مستشارفي البنتاغون برنامج فينكس phoenix - فينكس هو الاسم الحركي لبرنامج مضاد للمقاومة الفيتنامية نفذته أمريكا اثناء حرب فيتنام حيث كانت فرق القوات الخاصة تقوم باعتقال او اغتيال الفيتناميين الذين يعتقد انهم يعملون مع الفيتكونج او يتعاطفون معهم وكان اختيار الاهداف يعتمد بشكل كبير على ضباط جيش فيتنام الجنوبية ورؤساء القرى وقد خرجت العملية عن نطاق السيطرة - فطبقا لاحصائيات فيتنامية جنوبية رسمية قام برنامج فينكس بقتل حوالي 41 ألف ضحية مابين الاعوام 1968 و1972 معظمهم لاعلاقة لهم بالحرب ضد امريكا ولكنهم استهدفوا من اجل الثأر لضغائن وعداوات سابقة وقد أقر وليام كولبي ضابط وكالة المخابرات المركزية الذي كان مسؤولا عن هذا البرنامج عام 1968 واصبح فيما بعد مديرا للوكالة امام الكونغرس بأنه كان يجب الا يحدث الكثير مماحدث ،

وقد حذر مسؤول القوات الخاصة السابق من ان مشكلة اصطياد الرؤوس هي انك يجب ان تكون على يقين من ان الرؤوس التي تصطادها هي الرؤوس الصحيحة واشار الى مسؤولي المخابرات العراقية السابقين بقوله - هؤلاء لديهم اجندتهم الخاصة - هل نضرب لنثأر لهم ؟ عندما تجند عناصر من الدولة المضيفة بدلا من الامريكان من الصعب ان تمنعهم من القيام بما يودون عمله يجب ان تظل السلسلة الذي تربطهم بها قصيرة ، { والواقع العراقي اليوم هو ذات المأساة التي مر بها الفيتناميون من خلال الدور الذي يلعبه وعاظ السلاطين والصحوات وعناصر مجالس الاسناد والمليشيات والحشد الشعبي وغيرها من الادواة التي تعيث بالعراق فسادا" ان كان على مستوى الفعل الارهابي أو أنهيار المؤسسات بنتيجة الفساد الاداري المالي وتواجد عناصر الاحزاب النافذه بالمواقع القيادية دون ان تكون عندهم ابسط المؤهلات العلمية والاداريه تؤهلهم لتسنم المواقع التي هم فيها } ،

ويقول المسؤول السابق في البنتاغون الامريكي ان القيادة البعثية تعتمد كما يبدو واضحا في تخطيطها للهجمات على الاتصال الشـــــخصي المباشر { الخيطي } وهذا يجعلهم اكثر منعة امام احدى اكثر وحدات القوات الخاصة الســــرية التي تعرف باســــم - الثعلب الرمادي - وهي خبيرة في تقاطع واختراق المكالمات الهاتفية ووســـائل الاســـــتخبارات التقنية الاخرى وهؤلاء الاشخاص – المقاومين - اذكى من ان يقتربوا من هواتف نقالة او اجهزة راديو بل انهم يتعاملون مع الاستخبارات البشرية وقد ذكر أم أس ألمسؤول سابق في وكالة المخابرات المركزية وله خبرة واسعة في الشرق الاوسط ان احد اهم اللاعبين في فريق المخابرات الامريكي العراقي الجديد هو فاروق حجازي الذي عمل لسنوات طويلة مديرا للعمليات الخارجية للمخابرات العراقية ما قبل الغزو والاحتلال وقد القي القبض عليه منذ نيسان 2003 ويقول رجل المخابرات المركزية انه في الاشهر القليلة الماضية عقد حجازي صفقة والمسؤولون الامريكان يستخدمونه لاحياء شبكة المخابرات العراقية القديمة ويضيف كثير من اصدقائنا العراقيين يقولون انه سينفذ بنود الصفقة ولكن حرفيا وليس روحيا ، ويقول المتحدث ايضا {{ انه رغم ان المخابرات العراقية كانت مؤسسة امنية جيدة واستطاعت على وجه الخصوص حماية الامن الوطني والقومي العراقي والرئيس صدام حسين من الاطاحة به او اغتياله ولكن عملها كان رديئا انها ليست الطريقة التي نلعب بها الكرة اذا رأيت مقتل بعض رجالك ، تتغير الامور لقد قمنا حتى الان بالعمل على الطريقة الامريكية كنا الشخص الطيب الان سنكون الشخص الشرير والاعمال الشريرة هي التي تغير الامور }} ،

وعندما نقلت هذه التعليقات الى مستشار البنتاغون وهو خبير في الحرب غير التقليدية قال ممتعضامانصه بالحرف الواحد {{ هناك البعض الذي يقول اشياء" خيالية عن عملية اصطياد البشر ولكنهم ليسوا في مستوى صانعي السياسة ، يمكن ان فظا مثل أي شخص آخر ولكننا مجتمع ديمقراطي ولانحارب الارهاب بالارهاب سيكون هناك الكثير من التحكم في الامور وقواعد افعل هذا ولاتفعل ذاك المشكلة اننا لم نخترق المقاومين الحقيقيين بعد وحزب البعث يدار مثل نظام خلية المسألة مثل اختراق الفيتكونج الذي لم نقدر عليه ابدا }} وبهذا فان الاداره الامريكية واجهزتها تعترف جهارا" بانها عاجزه من تحقيق غاياتها الشريره وان المقاومة العراقية التي يقودها المناضلون البعثيون تذكرهم بقوة المقاومين الفيتناميين الذين هزموهم شر هزيمه ، ستيفن كامبوني هو النجم الصاعد في ادارة البنتاغون في تلك الايام من حقبة الارعن بوش الابن وهو نائب وزير الدفاع لشؤون الاستخبارات الذي كان من مؤسسي فكرة القوات الخاصة الجديدة وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة ClaremontGraduate University عام 82 19 وعمل مديرا للجنة 1998 التي رأسها رامسفيلد والتي حذرت في تقريرها من ظهور تهديد صاروخي بالستي للولايات المتحدة واقترحت بأن تذهب وكالات الاستخبارات في تحليلاتها الى ماهو ابعد من البيانات المتوفرة تحت اليد ،

وقال كامبوني امام الكونغرس ان مستهلكي التقديرات الاستخباراتية يجب ان يسألوا المحللين الامنيين والسياسيين والعسكريين الاتي {{ كيف توصلتم الى هذه النتائج وماهي مصادر المعلومات ؟ }} وقد حظي هذا النهج بتأييد رامسفيلد وزير الدفاع الاسبق ولكنه تعرض للهجوم عندما لم تتحقق تنبؤات الادارة حول اسلحة الدمار الشامل العراقية وامكانية قيام مقاومة عراقية ، وقد اتهم المدنيون في البنتاغون بتسييس الاستخبارات بعد شهر من غزو واحتلال بغداد ، كان كامبوني اول مسؤولي بنتاغون يعلن على الملأ بشكل خاطيء كما توضح فيما بعد ، بأن سيارة نقل عسكرية عراقية تم التحفظ عليها يمكن ان تكون معمل انتاج اسلحة بيولوجية متنقل ، يتفق كامبوني ايضا مع آراء رامسفيلد في كيفية محاربة المقاومة العراقية و كلاهما يؤمن بأن أمريكا تحتاج الى ان تكون اكثر فعالية في محاربة المقاومين العراقيين ، وقد تم الاتفاق ضمن الاداره الامريكية بالبحث عن قادة الارهابيين حول العالم وتصفيتهم وقد شعر كامبوني – مثل رامسفيلد - بالاحباط بسبب تردد القيادة العسكرية في تبني مهمة اصطياد البشر وسعى كامبوني في حينة ان تكون له سلطة ادارة القوات الخاصة وكان رامسفيلد يبحث عن شخص لديه كل الاجابات وستيف هو ذلك الشخص وهو على اتصال مباشر مع رامي - اسم الدلع لرامسفيلد - اكثر من أي شخص آخر ومع تصاعد تأثير كامبوني يقل تأثير دوجلاس فيث نائب وزير الدفاع للشؤون السياسية في ايلول 2001 أنشأ فيث وحدة خاصة اطلق عليها اسم مكتب الخطط الخاصة وقد لعب هذا المكتب الذي يديره مدنيون من المحافظين الجدد مثل فيث دورا كبيرا في الاستخبارات والتخطيط الذي ادى الى غزو واحتلال العراق في مارس 2003 ، ويقول احد كبار الجمهوريين ان المحافظين الجدد يتراجعون ولاعب كبير اخر في عمليات القوات الخاصة هو الفريق وليام جيري بويكن مساعد كامبوني العسكري والذي اصبح مقربا جدا من رامسفيلد بعد ان التقى به في اوائل الصيف 2002 حتى اصبحا مثل اثنين من المحاربين القدماء كما يصفهما مستشار البنتاغون ،

وقد اجل بويكن موعد تقاعده الذي كان من المقرر ان يكون في حزيران 2003 وتسلم وظيفة البنتاغون التي اضافت الى رتبته نجمة ثالثة وبذلك المنصب كما يقول مستشار البنتاغون اصبح بويكن قطعة مهمة من خطة التصعيد نشرت صحيفة لوس انجليس تايمز ان بويكن اثناء حديث الاحد الصباحي امام رواد احدى الكنائس قارن الاسلام اكثر من مرة بالشيطان وطبقا للصحيفة قال بويكن امام جمع كنسي في ولاية اوريغون الاتي {{ الشيطان يريد ان يدمر هذه الامة ، يريد ان يدمرنا كأمة ، ويريد ان يدمرنا كجيش مسيحي ، والرئيس بوش الابن الرجل الذي يصلي في المكتب البيضاوي و انه أي بوش لم يكن رئيسا منتخبا وانما مفوضا من قبل الرب ، وقال ايضا ان العالم الاسلامي يكره امريكا لأننا عباد من المؤمنين }} ، وعلى إثر ذلك ظهرت نداءات في الصحف والكونغرس تطالب بإقالة بويكن ولكن رامسفيلد اكد على انه يريد الاحتفاظ بالرجل في منصبه وقد رد على تقرير الجريدة بامتداح السجل المشرف للرجل وقال للصحفيين بأنه لم يقرأ نص تصريحات بويكن كما لم يشاهد شريط الفيديو لخطابه وقال - نحن اناس احرار وهذا ماهو رائع في بلدنا - وبالنسبة للشريط فقد قال را مسقلد لا أستطيع التعليق لأنني ببساطة لم اشاهده وبعد اربعة ايام قال في مؤتمر صحفي انه شاهد الشريط فيه كلمات كثيرة يصعب فهمها وعناوين فرعية كثيرة لم استطع التأكد منها واضاف وهو يضحك ولهذا اظل معدوم الخبرة بما قاله بالضبط ، وقبل ذلك كان بويكن مثار جدل ايضا حين كان قائد المعارك العسكرية في مقاديشو عام 1993 عندما ذبح 18 جندي امريكي خلال مهمتهم الفاشلة التي كتب تفاصيلها مارك باودين في كتابه - اسقاط البلاك هوك - الذي نشر في اوائل ذلك العام وايضا حين كان بويكن برتبة كولونيل ، قاد فريقا مكونا من 8 رجال من قوات دلتا مهتهم مساعدة الشرطة الكولومبية في تعقب بابلو اسكوبار تاجر المخدرات الشهير وحسب القانون كان محظورا على فريق بويكن التورط في القتل بدون موافقة رئاسية ولكن كان هناك شكوك في البنتاغون ان الفرقة تخطط للمشاركة في اغتيال اسكوبار بمساعدة موظفي السفارة الامريكية في كولومبيا ، ويصف مارك باودين ايضا في كتابه - قتل بابلو - تفاصيل مطاردة اسكوبار وكيف تيقن مسؤولون في قيادة البنتاغون بأن بويكن ، قد تجاوز صلاحياته وينوي انتهاك القانون وبعلم رؤسائه في القوات الخاصة الذين ارادوا سحبه ولكن ذلك لم يحدث وقد قتل اسكوبار على سطح بناية في ميدلين ، بفضل الشرطة الكولومبية ولكن كما كتب باودن - في داخل مجتمع العمليات الخاصة ، اعتبر موت بابلو مهمة ناجحة لفريق دلتا ،

باعتبار انهم من قام بالمهمة - ويقول جنرال المتقاعد روس كان يشرف على عمليات بويكن في كولومبيا - هذا مافعله اولئك الرجال لقد رأيت صورا لجثة اسكوبار لم تلتقط بعدسات كاميرا بعيدة المدى ولكن التقطت بواسطة كاميرات اعضاء الفريق - مما يؤكد ذلك ومن خلال جملة الاراء والملاحظات التي تطرق اليها المحاربون القدامى والصحفيون ان ادارة المجرم بوش كانت عازمه على استخدام القوات الخاصة لتنفيذ برنامجها لتصفية الخصوم

يتبع بالحلقة الثالثة





الاحد ٦ شعبــان ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / أيــار / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة