شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد بدء عدوان الـ ( 33 ) دولة واشتداد القصف بوحشية وضراوة لامثيل لهما ..تسلل الغوغاء والقتلة بغدر "الجارة المسلمة"!!!؟ التي كانت تهيأهم على الحدود الجنوبية حيث الاهوار وانبساط الارض فدخلوا يقودهم عناصر الحرس والباسيج و الجيش الايراني ليهاجموا مراكز المحافظات الجنوبية ووصلوا حتى بابل ،فاستباحوا كل شيء واول فعل لهم حرق المرافق العامة وسجلات النفوس والعقارات ، ونهبوا البنوك والمتاحف والمناطق الاثرية والدوائر الرسمية بما في ذلك المستشفيات العامة ، وقتلوا الالاف من الابرياء في مقدمتهم كبار المسؤولين والعسكريين ، اذ سحل ( الحاج حسن ) محافظ ذي قار رغم شيخوخته في شوارع الناصرية ومثلوا بجثته ! وصار القتل والتعذيب في المساجد والحسينيات والشوارع العام، اذ قطع لسان الشاعر ( فلاح عسكر ) داخل الصحن الحسيني وظل ينزف حتى فارق الحياة وامثاله كثر واعتدوا على شاعرات! ،وكانت الجثث ترمى في السواقي والحفر في " مقابر جماعية " هم من اشاعوها ، اذ مازال المئات من المسؤولين والحزبيين وضباط و ومدراء الاجهزة الامنية مفقودين ومنهم الزميل السفير ( الكلكاوي ) وهو من اهالي كربلاء ،ولم تسلم النساء من جرائمهم فعذّبن واغتصّن!؟ وبعد تمّكن الجيش من طرد الغوغاء من هذه المحافظات تم اسر ( 66 ) ضابطاَ ايرانياَ من المخابرات واستخبارات الحرس الثوري، بقوا لدينا رغم محاولات ايران المتكررة والضغط بكل الوسائل لابدالهم باسرى عراقيين فكنا نرفض لانهم مجرمو حرب وليسوا اسرى.

وفي مثل هذا اليوم جاءنا خبر استشهاد ( رشيد حميد ) ابن خالتي العسكري في كركوك! وكانت المشكلة كيف نصل لجلبه ودفنه لاسيما وان اهله في الناصرية ولا وسيلة لاخبارهم سوى المجازفة بالسفر على مخاطره ؟ ارسل احد اشقائي الى كركوك وجلب الجثمان ، وارسلت  شقيقي الاخر الطالب الجامعي ( عبد الهادي ) الى الناصرية على ان نلتقيهم في النجف انا ووالدي عند ايصال الفقيد الى المقبرة، الذي حصل .. ان الباص الذي يقله اوقفته سيطرة من الغوغاء قرب الديوانية وانزولوا كل الرجال بالضرب والانبطاح على الارض وبعد ساعتين على هذا الوضع وسط عويل النساء والاطفال جاء ملثم وسأل "..من منكم خدم في الجيش؟ واضاف ..اذا علمتونا كيف نستخدم هذا المدفع نعفو عنكم مشيرا الى مدفع هاون ملقى في حفرة على بعد امتار !" تطّوع احد الركاب وبعد تدريب لنصف ساعة وتجريب المدفع سمحوا للباص بالحركة!!اما انا ووالدي وشقيقي صباح ( ابونور ) توجهنا الى النجف بسيارتي وكانت قديمة وقد سرنّي رؤية مجاميع من الشباب بـ ( دشاديش وغتر بيضاء ) يقيمون السيطرات على الشارع العام عند مداخل بابل لتأمين حمايته ، وصلنا النجف وكانت المقبرة مزدحمة ومكتضة بالسيارات لكثرة الشهداء والقتلى اذ بين الشارع والمدفن لكي نصله اخذ مناّ ( 4 ) ساعات! ، وفي طريق العودة تغيّر كل شيء وخاصة في الطريق الى بغداد داخل حدود كربلاء والنجف .. السيطرات تحوّلت عند الغروب الى ( ملثمين بلباس اسود ) ،وكنّا نأمل ان نعبر بابل قبل الظلام اذ اخبرونا بان هناك حوادث تسليب وقتل ، وبين كربلاء وبابل وقرب بساتين نخيل كثيفة عطلت سيارتي ونحن لانعرف ايء شيء عن العطلات ومعالجتها ، بقينا في حيرة وغربان الشر على مقربة منّا ينصبون سيطراتهم .. ونحن قلقون والوالد الحاج يطمأنا "..ان الله لن يترك عباده المؤمنين" فجأة ظهر صبي بدشداشه بيضاء ووجه رحماني 

صبوح .. اكتشف ان ( القايش ) الرئيسي مقطوع وسأل عن الاحتياط فقلت له : لايوجد قال .. مومعقولة فتشوا ،وسبحان الله وجدنا قايش قديم احتياط ركبه مشكورا وودعنّا قائلا ..عجلوا بالحركة فهذا المكان مصيّدة والمنطقة تحت سيطرة الغوغاء ؟! وغادرنا باتجاه بستان النخل القريب واختفى بلحظات والى اليوم ما زلت افكر ..من اين جاءنا هذا الانقاذ. كانت اياما عصيبة وبالتأكيد هناك شواهد كثيرة لايام اصعب مرّت على العراقيين جراء عدوان عام 1991 الآثم و احتلال عام 2003 وذكرها هدفه التوثيق و تبصير الاجيال الجديدة وللانسانية جمعاء كيف تقف على جرائم قوى البغي والطغيان بقيادة الولايات المتحدة الاميركية.






الاثنين ٢٧ ربيع الثاني ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / شبــاط / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة