شبكة ذي قار
عـاجـل










أعود الى السؤال (( لماذا سوريا تحديداً وخاصة في منطقة القلمون  ؟؟ ومصادر الطاقة الحيوية في المنطقة الشرقية منها  ؟  ))  وهذا لايعني  الابتعاد عن استهداف العراق بمراحله المتعدد وبأكاذيبهم (( سلاح الدمار الشامل وعلاقة قيادته الوطنية القومية بالقاعده ، وتهديده للدول العربية المجاورة ، وانهاء النظام الشمولي  بنشر الديمقراطية والحرية وضمان حقوق الانسان ))  فكان العدوان الثلاثيني 1991  برجعاته الاربعه  والحصار الشامل بظلمه وجوره لثلاثة عشر عاما" والغزو والاحتلال 2003  وتدمير المؤسسات القائمه لثمانون عاما" ومنها القوات المسلحة العراقية  وتدمير البنى التحتية العراقيه ، وبعدها محاربة الارهاب  تحت مسميات انتجتها المخابرات الامريكية  ،  في الواقع على مدى القرن الماضي كانت الحروب والصراعات الدولية والاقليمية للوصول إلى منابع النفط والغاز اللذان يشكلان  مصدر الطاقه الاقل كلفه ومخاطر من استخدام الطاقة الذرية  توأم الاكتشافات والصراعات الاستعمارية في المنطقة العربية على وجه الخصوص ، والعالم بوجه العموم  ولعل كان آخرها العدوان الانكلو – أمريكي صهيوني  وبمعاونة  نظام الملالي في قم وطهران على العراق 2003 ، إذاً هذان المترادفان لا ينفصلان عن بعضهما حتى تاريخه  ،

 

لكنه بات من المؤكد اليوم هناك عملية مخاض إذا لم تكن الغاية الفصل بالدرجة الأولى فإن الغاية الكبرى هو تقديم الثاني على الأول  بمعنى الاهتمام  بالغاز بالدرجة الأولى  وما يعصف بالمنطقة من اضطرابات  ، يؤكد أن الخلفية الأساسية التي تكمن وراء أحداث الشرق الأوسط ليست سياسية فقط  إنما تتعلق بالدرجة الأولى  بالطاقة  ((  بالغاز وموارده الاقتصادية  ))  أي أن الحروب في العراق ،  و ليبيا ،  وسورية ،  ولبنان  ،  واليمن  ،   ومصر وتونس  ، ما هي إلا تبعات لما يسمى بالربيع العربي بالرغم من هذا المصطلح  كان بعد وقوع الغزو والاحتلال للعراق  بفتره تقارب  الست سنوات  للسيطرة على منابع الغاز وأسواقه ،  إذ يشكل الغاز الطاقة الرئيسة في القرن الواحد والعشرين  ، سواء من حيث بديل الطاقة المناسب للنفط، لا سيما مع تراجع احتياطي النفط عالمياً ولكونه أقل ضرراً للبيئة  ، ناهيك أنه لم يعد امتلاك السلاح المتطور مصدر قوة اللاعبين الكبار بقدر امتلاكهم لمصادر الطاقة الأساسية  ، وحسب توقع خبراء الطاقة سيكون الغاز هو الوقود رقم واحد مع حلول عام  2030 خاصة أن النفط العربي في الخليج سينتهي في يوم من الأيام  والصراع  المخفي حالياً هو على حقول غاز طبيعية جديدة  ،  إذ تشير التقارير الأولية إن مصادر النفط والغاز ألاحتياطي في العراق هو 505 مليارات برميل من النفط الخام  وهو قابل للزيادة العراق تمتلك احتياطيا محتملا من الغاز الطبيعي يبلغ 4,245 مليار متر مكعب ما يجعل العراق واحدة من أكبر الدول من حيث احتياطي الغاز الطبيعي ، 

 

وشرقي المتوسط تقدر بنحو ( 1,68 ) مليار برميل من البترول  , وبنحو ( 3450  ) مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي عالي الجودة  , وفي حوض النيل بمصر تقدر بنحو (1,76) مليار برميل من النفط , ونحو (  6850 ) مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي عالي الجودة وإجمالي التخزين في الجزء الشرقي من حوض البحر الأبيض المتوسط بنحو (3,4) مليار برميل من النفط الخام ونحو (  9700 ) مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي  ، ومن هنا سيكون العمل مستقبلاً على تقسيم هذه المنطقة إلى مزيد من الدويلات الصغيرة حتى تكون ضعيفة فهل بات على العرب دفع استحقاقات حروب الغاز كما دفعوا ولا يزالون حتى الساعة الكثير في حروب النفط ؟ ولهذا فإن السيطرة على المناطق الغنية بالغاز في الشرق الأوسط  ، أو في أي من الدول الأفريقية  ،  أو حتى في إيران التي تملك ثاني احتياطي للغاز في العالم  ، يعتبر بالنسبة للقوى الكبرى أساس الصراع الدولي في تجلياته الإقليمية  ،  وهنا لا بد من التوقف قليلاً والتساؤل لماذا سارعت الولايات المتحدة الامريكية إلى الانسحاب من العراق هل لأنهم اكتشفوا حينها حجم النفط  والغاز لديهم أكبر  ، فقرروا عدم الحاجة لنفط وغاز العراق  ، وكانت عملية الانسحاب بلا مقابل ؟  وما هو السر وراء السكوت الأمريكي من عبث المجموعات الإرهابية لمنابع النفط وخطوطها في العراق  ومصر العربيه  -  سيناء -  وضرب مصفاة حمص أكثر من مرة  ؟ ،

 

في الواقع إن عملية الاكتشافات الهائلة للغاز والنفط في عرض البحر الأبيض المتوسط في المياه اللبنانية والسورية ، وكذلك المياه المصرية والتونسية والليبية  ، والتي تدل المعطيات الأولية على كميات هائلة من الغاز الطبيعي  , يصل حجمها إلى مئات المليارات من الأمتار المكعبة  ، إذن اكتشاف الغاز والنفط، هو المدخل العملي الجديد الذي سيغيّر أشياء كثيرة في وقائع السياسية الخارجية للقوى الكبرى في المنطقة ، من خلال تغير الحسابات الاستعمارية التعبوية والسوقية الجدية في المنطقة  , وفتحت أبواب الصراع السياسي على مصراعيه  ، ولعل أولى النتائج المترتبة على ذلك انفجار الأوضاع السياسية في تلك الدول , وزعزعة الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة العربية  , وزيادة حدة التوترات التعقيدات الدولية والإقليمية لكثرة اللاعبين الدوليين والإقليميين وأدواتهم الإرهابية والتكفيرية وعلى رأسهم الأنظمة العبرانية  (  التي تدور في فلك الارادة الصهيونية  )  مثل قطر وتركيا والسعودية اللذين يمثلون المخالب الخفية لانطلاق خطوط أنابيب مشروع  - نابوكو -  وهذا يعني إننا نقف على حروب سيعاد صناعتها وتفعيلها من جديد بصيغة جديدة ستغير ملامح الخارطة السياسية للبلدان المتوسطية وبأساليب طائفية رخيصة لتوجد ضالتها في التآمر ,

 

بالسعي نحو استبدال الزعامات العربية الحالية بزعامات مضمونة للسيطرة المضمونة على هذه المنابع  ، ولا شك أن حرب الغاز  تشكل إحدى الخلفيات المهمة للأحداث في سورية وليبيا ولانبتعد عن الازمة السياسية اللبنانية والتي تتمثل  بالاضافة الى عدم التمكن من نتخاب رئيس الجمهورية برلمانيا" الصراع الطائفي والمذهبي  والعرقي  وما جرى في عرسال  وجه من الوجوه للازمة  اللبنانية   والظلال الخفية لهذه الحرب يتم التستر عليها  ، ولكن الغاز والسباق على استثماره من جهة   والبحث عن خطوط إمداد جديدة له إلى أوروبا ليشكل بديلاً للغاز الروسي من جهة أخرى كوسيله من وسائل منح الانبعاث الروسي الجديد  الطامح الى احياء الدب الروسي الذي تمكن الغرب وامريكا من  انهياره -  تفتيت الاتحاد السوفياتي  وذراع العسكري  حلف وارشو -  ، هما من أبرز خلفيات العدوان الحالي على سورية  والهدف الحقيقي من الحرب عليها ليس لفرض الديمقراطية ، إنما هو للسيطرة على مواردها الطبيعية لا سيما الغاز الذي يتوافر بكميات كبيرة  ، وهنا يكمن السر في الغاز السوري وحجم اللعبة الكبرى في الصراع على هذا المورد الهائل اعتقاداً من القوى الامبريالية الجديدة من يملك سورية يملك الشرق الأوسط كونها بوابة آسيا وأفريقيا والحصن الأخير للدخول للقلاع الروسية  ، وطريق الغاز الوحيد  والأهم من ذلك يدركون بأن سوريا حقيقة هي قلب العالم ومن يمتلك القلب يمتلك العالم في القرن الحالي الذي يمكننا إطلاق عليه -  قرن الغاز  -  ولسورية بموقعها الاستراتيجي والهام بين القارات الثلاث ستكون هي مفتاح الزمن الحالي والقادم ، وهي التي من خلالها سترسم خارطة العالم الجديد 

 

يتبع بالحلقة الاخيره






السبت ٣ ذو الحجــة ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أيلول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة