شبكة ذي قار
عـاجـل










البيت الأبيض يعلن أنه يستفتي الشعب العراقي بشأن المالكي أمام المحاكم كمجرم حرب .. هل تتصورون ذلك، مجرد تصور، وليس استفتاءً أو إمتثالاً أمام القاضي الأمريكي أو غيره ؟

 

وازاء هذا الأعلان الذي يستفز الشعب العراقي قبل غيره، كما يستفز الضمائر الحية التي ما تزال حاضرة لدى شعوب العالم وليس حكوماتها، على الرغم من القمع والتسلط ، أقول ماذا وراء مثل هذا الإستفتاء الذي ظهر فجأة دون سابق إنذار؟ :

 

1- لماذا يستفتي البيت الأبيض الشعب العراقي باعتبار "المالكي" كمجرم حرب ؟

 

2- طيلة ثمان سنوات من المجازر والإبادة الجماعية والنهب والسلب والتشريد، أين كان البيت الأبيض ؟

 

3- لماذا لا تعلن حكومة " حيدر العبادي" الحالية محاكمة هذا المجرم .. والشعب العراقي ينتظر مثل هذه المحاكمة، ولديه ملفات ووثائق ودلائل وقرائن دامغة تثبت باليقين أن المالكي مجرم حرب .؟

 

4- أمريكا باعتبارها قوة احتلال لديها أيضاً ملفات ووثائق وسجلات وتسجيلات وأدلة وقرائن تدين المالكي كمجرم حرب .. فلماذا لا تختصر الطريق، وهي ما تزال قوة احتلال مساعدة لحكومة المنطقة الخضراء وتأمر، وهي قادرة على ذلك، هذه الحكومة بإعلان تشكيل محكمة علنية لمحاكمة هذا المجرم أمام الشعب العراقي؟

 

5- ولما كانت جرائم المالكي تصنف ضد الإنسانية بإرتكاب مجازر إبادة جماعية في أكثر من مكان في العراق، وجرائم كربلاء كانت تحت عِلْمْ الجيش الأمريكي، وقيادته لفرق الموت، وتشكيله قيادات عسكرية خاصة مرتبطة به وتنفذ عمليات قتل مبرمج وبمعرفة الجيش الأمريكي .. أما مذابح ( الزركة ) في النجف فتعرفها أمريكا، فهي لا تقل بشاعة عن جرائمه في الحويجة والفلوجة وديالى وكركوك وتل أعفر وخانقين والموصل وبغداد والبصرة وغيرها.. أما جرائمه في خارج العراق ومنها تفجير السفارة العراقية في بيروت ومحاولة قتل أمير الكويت وتفجيره السفارة الامريكية وعمله المشترك مع الإرهابي المجرم الدولي " عماد مغنية"؟ ، فلماذا سكت البيت الأبيض طيلة هذه السنوات ليخرج على الشعب العراقي بهذا الإستفتاء؟

 

6- أمريكا تعرف أدق التفاصيل عن الجرائم التي ارتكبها " المالكي " التي هي نصبته على رأس عصابة المنطقة الخضراء في بغداد ليعبث بأمن البلاد والعباد .. وإن ارتباطاتها به وبقياداته المرجعية والسياسية قديمة تعود إلى عام 1978 .. فقد اعترف " رامسفيلد" وزير الدفاع الأمريكي الأسبق في مذكراته، أن له صلات مع مرجعية النجف " علي السيستاني" منذ عام 1978 عبر وكيله في الكويت " جواد المهري " .. وإن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية قد أسست مكتب بأسم ( مكتب العلاقات مع السيستاني ) يرأسه الجنرال البحري " سيمون يولاندي" – حسبما جاء في مذكرات "رامسفيلد" .. كما أن الجنرال البريطاني "يتشارد دانات" قد أكد في مذكراته ( أن المرجع الأعلى "علي السيستاني" أصدر فتوى تحرم مواجهة قواتنا ، وذلك في إطار صفقات تمت بين المسؤولين البريطانيين والمرجع علي السيستاني لضمان مصلحة الطرفين ) .. فيما أكد " رامسفيلد" أيضاً في مذكراته أنه قدم مبلغ إلى صديقه "علي السيستاني" قدره ( 200 ) مليون دولار وقَبِلَ الأخير الهدية ) .

 

ولما كانت امريكا واستخباراتها قد جندت المرجعيات الطائفية وعملت عليها منذ عام 1978 ، فهل أنها لا تعلم بجرائم المالكي وحزب الدعوة فرداً فرداً ؟ فهي مثل المالكي تجمع ملفات القتل والفساد المالي والإداري لتستخدمها في الوقت المناسب .. ووثائق ( وكيليكس ) بألآف الصفحات قد كشفت الكثير من هذه الجرائم .

 

7- فلماذا لا تعلن أمريكا صراحة أن المالكي مجرم حرب ورهطه المجرم من حزب الدعوة العميل وحلفاؤه الطائفيون الغارقون بنتانة الجريمة والفساد والطائفية لما فوق رؤوسهم، وتعمل على محاكمتهم عراقياً ودولياً ما دامت ملفات الإجرام جاهزة لديها ولدى محكمة الجنايات الدولية، وهي الآن في طريقها إلى قاعات المحاكمات ؟

 

وفي ضوء ما تقدم .. وبعد أكثر من أحد عشر عاماً من المذابح التي أرتكبتها قيادات المنطقة الخضراء في بغداد وعلى رأسها ( المالكي، وجبر صولاغ، والخزاعي، والشهرستاني، وهادي العامري، ومقتدى الصدر، والخزعلي، والجغفري، وعلاوي والصغير، وغيرهم من رهط السنة العملاء في أروقة البرلمان والوزارات والحقارات من التشكيلات القائمة على الدرك الأسفل من الإنحطاط .

 

 8- بعد كل هذا .. ماذا يخفيه استفتاء البيت الأبيض؟ ولماذا الآن بعد أن سقط عميلهم المزدوج الذي كاد أن يغرق العراقيين بالدماء ويقسم البلاد، لولا حجم زخم الثورة الذي هز العاصمة واشنطن واربك العاصمة طهران وزعزع أركان العملية السياسية المتهالكة ؟ ماذا ينطوي عليه هذا الإستفتاء؟ :

 

أولاً- تريد أمريكا أن تخفي وجهها القبيح خلف الإستفتاء وتظهر بأنها حَكَمَاً عادلاً لا يرضى بالجرائم .!!

 

ثانياً- تريد أمريكا أن تكون القاضي في ساحة القضاء وتجرد نفسها من الجريمة الكبرى بإحتلالها العراق وإسقاط نظامه الوطني، الآمن والمستقر والمهاب إقليمياً ودولياً .

 

ثالثاً- أمريكا تريد من هذا الإستفتاء أن تُحَمِلَ كل الجرائم التي ارتكبت في العراق منذ احد عشر عاماً على كبش فداء مجرم واحد وتحمي مجاميع القتلة في حزبه واحزاب حلفائه في الحكم .

 

رابعاً- كما تريد أمريكا أن تنزع عنها الإتهامات والجرائم التي ارتكبتها، ومنها على وجه الخصوص جرائم الفلوجة الباسلة واستخدامها الأسلحة المحرمة دولياً ومنها ذخائر اليورانيوم المنضب والفسفور الأبيض القاتل .

 

خامساً- إستخبارياً .. أمريكا تريد أن تحصي ( إيميلات الذين يؤيدون محاكمة المالكي كمجرم حرب، لتتم متابعتهم وفقاً لخططها القذرة .. يظل هذا احتمال يتوجب الإنتباه إليه في ضوء ما تقدم من حقائق لا تقبل التأويل .!!






الاحد ٢١ شــوال ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / أب / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة