شبكة ذي قار
عـاجـل










هناك دعوجية فى طريقتهم الحزبية التقديسية والمثالية ربط حزبهم بالمبادئ الإسلامية والمرحوم محمد باقر الصدر كمؤسس ومرشد ومتبنى وموصى به الى آخر حياته وهذا افتراء وظلم للمرحوم وتجني عليه وان مايكتبونه تحت صوره التي يرفعونها للتضليل هي ليس قول للمرحوم بل هي ايه من ايات القرأن الكريم وهم لايتناهون من التزييف والتدليس كي يحققوا غرضهم ومنافعهم ، ولكن ذلك أكرر القول تمويه وتدليس على الحقائق لاستثمار تأريخ عائلة أل الصدر الوطني والديني وقبل هذا العروبي كون اصولهم في لبنان جبل عامل والعراق الكاظمية ، وعلاقة الدعوة بالإسلام والصدر فيها مد وجزر وان الوثائق الحوزوية في الحوزة العلمية بالنجف الاشرف تبرهن وتثبت قول الحق الصدوق ، لقد تأسست قبل الدعوة جماعة الدعاة التي أوكل لها أمر التوعية والتثقيف للوقوف امام التمدد الشيوعي في الكليات والمدارس الاعدادية والمعاهد وكان من ضمن هذه الجماعة التي اجازتها المرجعية بشخص المرحوم اية الله السيد محسن الحكيم قدس الله سره الذي كان له الموقف الواضح والشديد من الافكار الشيوعية كونها كفر والحاد ، كما كانت هناك الأحزاب ومنظمات سياسية إسلامية منها (منظمة الشباب المسلم) لعز الدين الجزائرى عام 1940 وشعارها (مجتمع مسلم ودولة إسلامية) وقد انشق عنها السيد محمد صالح الحسينى ثم اعتقل و(حركة الإخوان المسلمين) عام 1948 ، و( الحزب الجعفرى ) عام 1952 ، و( منظمة المسلمين العقائديين ) للجزائرى ، و( شباب العقيدة والإيمان) عام 1957 للسيد محمد على المرعبى ، و( حزب التحرير ) وغيرها وقد تأثرت الدعوة بالكثير من هذه الحركات فضلا عن انتساب بعضهم لتلك التنظيمات خصوصا حركة الأخوان وحزب التحرير وهما حركتان سنيتان وليستا شيعيتين لاتحمل عقائد الشيعة ،

 

وكانت المرجعية الدينية لها الموقف الواضح من هذه الاحزاب والمسميات كونها لاتتقيد بالرؤية المرجعية التي تتعامل وفق منطوق الولاية المحدوده ( العبادات والمعاملات ) ولاتؤمن اطلاقا" بالدمج فيما بين الدين والسياسة لانهما شيئان متناقضان احدهما يفسد الاخر وعندما شعرت المرجعية بان التفويض الذي اعطي الى اللجنة العقائدية اتخذ منحى الاحزاب أصدر السيد محسن الحكيم ( قدس ) فتواه بترك العمل فيها والابتعاد عن اتجاهاتها وقد كلف المرحوم السيد ابو القاسم الخوئي ( قدس ) بالامر كونه الطالب الاقدم وفعلا" تحرك على عناصر اللجنه فكان المستجيب الوحيد للفتوى هو السيد المرحوم محمد باقر الصدر الذي أفتى لاحقا" الفتوى الشهيرة (( أتبرء من حزب الدعوه وأطلب من العلماء والطلبه تركه )) أما أعضاء اللجنه الاخرين فقد تمردوا على المرجعية - لابد أن يفهم هذا الامر بدقته لان المرجعية بتأريخها 1957 كانت واحده ولايوجد فيها تعدد وفتواها شمولي - ومن ابرز اعضاء اللجنه هم ( محمد باقر الحكيم ، مهدي الحكيم وهما ولدي السيد محسن الحكيم ، ومهدي الاصفي ومرتضى العسكري ، علي الكوراني ) ، لابد من الاشاره الى أ ن مؤسس فكرة حزب الدعوة حتى قبل تسميته هو السيد مهدى الحكيم ، والذى اغتيل فى السودان ، وكان عرضة لاتهام قيادة الدعوة ويحاربونه ويسقطونه حتى وفاته ومن هنا كانت اصابع الاتهام تمتد الى بعض القيادات التي لها علاقات مشبوهة ،

 

السيد مهدى الحكيم فاتح السيد طالب الرفاعى بتأسيس حزب لكون الرفاعى سياسيا خصوصا علاقته بالإخوان وحزب التحرير وقد عمل في الحزبين ( وهنا لابد للاخوه المطالعين العوده الى اعترافات اية الله طالب الرفاعي التي نشرها رشيد خيون ليكونوا على اطلاع تام ومفصل ) ومن اجل ايجاد ألغطاء ألشرعى لأن المرجعية عادة ما تعارض فكرة الأحزاب فتم الحديث مع المرحوم محمد باقر الصدر ولضرورة مرحلية فقط على أساس آية الشورى فى القرآن وبدونها لايجوز شرعا تأسيس الحزب ، فدخل أشخاص وخرج آخرون مما جعل بعض الإجتماعات ثنائية أو ثلاثية فقط كذلك تحرك الصدر مع مرجعيتى الحكيم والخوئى فضلا عن جماعة العلماء التى كتب أربع افتتاحيات فى مجلتها الأضواء ثم حورب وتركها ، إلاجتماع تأسيسى للحزب ضم كل من الصدر والسيد باقر الحكيم والسيد مهدي الحكيم ومحمد صادق القاموسى ونفر قليل آخر فى تشرين الأول 1957 فى النجف.

 

وتم ضم لاحقا السيد مرتضى العسكرى حيث فاتحه السيد مهدى الحكيم فى الكاظمية وتم الإنضمام للحزب ثم حصل اجتماع موسع فى كربلاء أواخر 1958. كانت هنالك حركة إصلاحية للشيخ محمد رضا المظفر ومنتدى النشر وتلاميذه كالسيد مهدى الحكيم ومحمد صادق القاموسى عضو الهيئة الإدارية للمنتدى والحاج عبد الصاحب دخيل حيث لها دورها وتأثيرها آنذاك ، كان هدف محمد باقرالصدر إقامة حكومة إسلامية لكن بعض الجدد من الدعاة لهم هدف آخر وكان يحسد الصدر ويحاربه فى وقت نشط فيه كثيرا الحزب الشيوعى العراقى وحركة القوميين العرب خصوصا فى الجامعات. لكن المراجع كالسيد الحكيم والسيد الخوئى والشيخ حسين الحلى رفضوا ضرورة المرحلية الحزبية من خلال آية الشورى مما جعل الصدر يقتنع ويخرج من الحزب عام 1960 ،

 

وطلب الصدر من تلاميذه ومريديه مثل مهدى الحكيم وباقر الحكيم الخروج فضلا عن طلب المرجع محسن الحكيم والخوئى ذلك ، وقد خرج قبل الصدر جملة شخصيات منهم الحاج محمد صادق القاموسى وآخرون ، ثم تحولت القيادة الى السيد مرتضى العسكرى كعالم ، والمهندس محمد هادى عبد الله السبيتى ( أبى حسن ) كسياسى ومشرف ومنظر ، وقد كتب أكثر مواضيع نشرتهم ( صوت الدعوة ) ، إضافة للحاج عبد الصاحب دخيل كمسؤول عن اللجان التنظيمية ، ثم اعترض الشيخ عبد الهادى الفضلى وآخرون على ضرورة وجود المجتهد والجانب الشرعى فى التنظيم مما أدى الى طرد الشيخ الفضلى والسيد عدنان البكاء والسيد طالب الرفاعى من حزب الدعوة ، كان أحد الإشكالات على الدعاة هو ضعف الجانب العقائدى والدينى والمهم عندهم الجانب السياسى وبمختلف الأساليب ، لاإشكال فى أن الدعاة تربوا على فكر الإخوان والتحرير خصوصا كتب حسن البنا وعبد القادر عودة فضلا عن مجلة ( المسلمون ) و( التنظيم الدولى ) وهذا قبل ان يتبين للمرجعية الاتجاه الفكري الذي خرج عن منطوق المرجعية والذي اوجب صدور الفتوى بترك العمل كما أشرت سابقا"


يتبع بالحلقة الثالثة







الثلاثاء ٣ رمضــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / تمــوز / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة