شبكة ذي قار
عـاجـل










شرعية القوة وقوة الشرعية .. من أين تأتي ؟

  الديمقراطية الدينية .. ما هي قاعدتها الفقهية والوضعية؟

  لماذا الخيار بين سلطة القوة وبين الفتنة ؟

الديمقراطية الصفوية المطلقة تقتل البشر على الهوية؟!

 

 صعد المرشد الأعلى لإيران آية الله العظمى "علي خامنئي" منصة الخطابة المرتفعة جداً عن الحضور لإضفاء التبجيل والمقام الرفيع، الذي لا يمكن أن يتساوى مع الناس، إنه ظل الله على الأرض، لمناسبة إحياء الذكرى 25 لوفاة "خميني" في طهران مساء يوم 4/ 6 /2014 .

 

والفقرات المؤشرة، هي أهم ما ورد في خطابه والتي يمكن تناولها بالتعليق والتحليل على النحو الآتي :

 

1- يقول "علي خامنئي" ( إن شرعية القوة تأتي من خيار الشعب الإيراني، وأن أي مواجهة لهذه الشرعية يعد فتنه .. ) في هذه العبارات يضفي خامنئي الشرعية على القوة ( استخدام القوة ) التي يمتلكها النظام في مواجهة أي معارضة .. وإن الإعتراض في عرف هذه الشرعية، على شرعية القوة تعد فتنه و ( الفتنة أشد من القتل ) ، ليس في هذا المنظار، إنما من زاوية اعتراض الناس على النظام ورفضهم لإجراءاته ومنهجيته التي تؤدي إلى التمييز العرقي والطائفي، والتمييز بدوره يصب في خانة الفتنة .. والفتنة يخلقها النظام نفسه في ظل رؤية ولي الفقيه المستبدة.

 

2- هنالك فرق بين ( قوة الشرعية ) المستمدة بصدق من الشعب ، وبين ( شرعية القوة ) في الإستخدام المشروع والموضوعي للقوة :

 

الأولى - لا تجيز استخدام القوة والبطش والإضطهاد والقمع والتهميش والإقصاء وكم الأفواه .. لأن الشعب لا يمنح سلطة البطش والقمع .. إلخ

 

الثانية - تشير الى ان الشرعية المستمدة بصدق من الشعب تستوجب القوة للدفاع عن شرعية الشعب وهي تعبر عن كينونتها المشروعة صاحبة الحق في الفصل في اتخاذ القرار على قاعدة المنهج الوطني المعرفي ومضمونه العدل والإنصاف، والجدارة القيادية، والأهداف الدقيقة والواضحة والمقبولة من الشعب .. وعدا ذلك فأن أي ( شرعية سياسية ) لا تقوم على شرعية الشعب، تعد انتهاكاً للشرعية وتطاولاً عليها .. لأن النظام الإيراني ليس تمثيلياً حقيقياً وصادقاً ولا كاملاً الأهلية لتمثيل كل الشعوب الإيرانية، وليس العنصر الفارسي فقط.. كما هو حاصل حيال الحالة التمثيلية المزرية الكائنة بين الشعب العراقي من جهة والحكومة الطائفية والعنصرية الفاشلة من جهة ثانية.

 

3- ومن هنا فأن شرعية النظام ( التي لا تحددها عدد الأصوات في صناديق الإقتراع ) قد فقدت قوة الشرعية امام استخدامات القوة غير المشروعة في داخل إيران وفي خارجها، لفرض وجوده القسري .. الأمر الذي يعكس أن هذا النظام قد أخل بالشروط القائمة على اساس تمثيل الشعب تمثيلاً حقيقياً وصادقاً وبناء الدولة بناءً عقلانياً متوازناً ومراعات مبدأ عدم التدخل الخارجي واحترام خيارات الآخرين السياسية والاجتماعية والاقتصادية إلخ.. إلخ .

 

4- الشرعية ، كما أسلفنا ، مصدرها الشعب ولا غير الشعب .. ولما كانت هناك شعوب إيرانية ومنها العنصر الفارسي الذي يمثل 41% من بقية الشعوب الإيرانية، تعاني من سيطرة واضطهاد العنصر الفارسي ، فأن الحديث عن الشرعية هو في حقيقته تصاريف كلام، طالما أنها لا تتطابق مع حقوق الشعوب اإيرانية .. والمعروف أن هنالك قوميات تقطن إيران مثل ( القوميين العرب في الأحواز، والقوميين الأكراد، والقوميين التركمان والآذريين وغيرهم، فضلاً عن الديانات المتعددة ومنها المسيحية، فيما تحظى الديانة اليهودية باحترام الحوزة والحكومة الصفوية ) .. فالقوميون العرب في الأحواز، على سبيل المثال، مطحونون حتى العظم ، لا يحق لهم تعليم اطفالهم في مدارس عربية ولا التكلم باللغة العربية ولا يلبسون اللباس العربي، ويخضعون للضغط والتهجير العرقي من بيئتهم العربية في أرضهم وأرض اجدادهم في الأحواز إلى مناطق الشمال الإيراني وغيرها، وإن تفوه احد منهم أو طالب بحقوقه المشروعة تتدلى جثته على الرافعات المنصوبة دائماً في الساحات العامة .. فأين هي الشرعية والتمثيلية الحقيقية والصادقة للشعوب الإيرانية، ولا نريد الحديث عن باقي القوميات اللآتي يتعرضن للمصير نفسه.؟

 

فمن يحتكر السلطة على اساس عنصري أو مذهبي .. ومن يتعامل مع الآخرين على اساس عنصري أو مذهبي ، لا يمثل الاجماع العام للشعب أو المجتمع، فهو في هذه الحالة يفتقر إلى الشرعية .. لأن قمع الإحتجاجات والمظاهرات والأصوات الوطنية المعارضه ليس سلوكاً ديمقراطياً ولا يمثل عدالة نظام تمثيلي حقيقي.

 

كيف ينظر النظام الصفوي إلى حالة واقعية تعيشها الشعوب الإيرانية :

 

أولاً- هنالك مئات الشعارات يتم تداولها بالضد من ولآية الفقيه الغريبة على الدين الإسلامي الحنيف تملْ الشوارع.

 

ثانياً- الكثير من الإحتجاجات بالضد من دعم واسناد حزب الله في الجنوب اللبناني، الذي يعد من اكثر التنظيمات تطرفاً ودموية .

 

ثالثاً- احتجاجات شعبية إيرانية على حجم انفاقات الحكومة الهائل لتمويل مصروفات الدفاع عن نظام دمشق عسكرياً ومدنياً .

 

رابعاً- احتجاجات واسعة بالضد من ارسال النظام الإيراني مواطنين ايرانيين للقتال في خارج إيران .

 

خامساً- الكثير من السياسيين والمفكرين الايرانيين يعارضون توجهات النظام الايراني الخارجية .

 

سادساً- هل تدفع سياسة اضطهاد الداخل الإيراني بسياسة تبرير النشاطات الخارجية.؟!

 

سابعاً- كيف يمكن تفسير الفشل الاقتصادي الذي تعاني منه ايران ؟ ألم تكن الإنفاقات الخارجية غير المبررة تتم على حساب الأوضاع الاقتصادية الداخلية المزرية؟!

 

ثامناً- هل يدرك النظام الإيراني .. أن التوجهات الخارجية تحت غطاء الدين والمذهب، والنتائج العكسية التي تتسلمها الشعوب الإيرانية، قد جعلها تبتعد تدريجياً لتضع الفواصل ما بين رجال المذهب الطائفيين ورجال السياسة الواقعيون ؟!

 

5- أين هي الشرعية الديمقراطية حين تزداد معدلات الاعدامات وتتزايد حالات القمع والاحتجازات غير المشروعة التي تستنزف عمر البشر، وتقييد الحريات بالاقامة الجبرية حتى للناس الذين هم جزء من النظام، ولكنهم لا يقبلون بانتهاكات ولي الفقيه.. ثم أن ولآية الفقيه، في دولة متعددة القوميات والمذاهب، لا تستقيم مع مفهوم الديمقراطية التي هي الانفتاح على الاخر وعدم تهميشه او اقصائه او قمعه تحت ذرائع ( الفتنة ) .. فمن يطالب بالتغيير ( فتنة ) ، ومن يرفض منطق التهميش والاقصاء ( فتنة ) ، ومن يناهض الظلم ( فتنة ) .. ومن يصمت فهو مع الحكم المستبد، ومن يسكت فهو كمن يسكت على ضيم.. والشريف لا يسكت على ضيم، لأن الأمر مرهون بالكرامة الانسانية وبكرامة الشعب والوطن.

 

ولما كان مفهوم ولي الفقيه هو ظل الله على الأرض .. فعلى الجميع أن يتذكر أن لا ظل ثابت على وجه الأرض .. ثم كيف تجمع جمهورية ولي الفقيه بين الأستبداد العنصري الفارسي والمذهبي وبين الديمقراطية .. وكيف يكون احتكار السلطة مدخلاً لديمقراطية الدين والدولة في ظل ولاية الفقيه ..؟!

 





الاثنين ١١ شعبــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / حـزيران / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة