شبكة ذي قار
عـاجـل










المنهج الراسخ وثبات الرؤية السليمة المعبرة عن ارادة الامة وتطلعات الشعب والغائرة في عمق الفهم الاصيل لتناقضات المشهد الاجمالي بما فيها الثابت ضمن منظور الاستراتيجي القومي أو المتحرك على أرضيات التكتيك المتناغم مع خط سير الاستراتيج لا يعبر عنها مجرد اسم لامع بل يعبر عنها جوهر مبدئي عقائدي يحمله طليعة شجاعة لا تساوم ولا تؤمن بأنصاف الحلول ولا تمسك الاقداح نصف الفارغة ولا تختبئ خلف منزلق التعايش والتفاهم السلبي مع الامر الواقع. ضمن هذه المعايير والقياسات فان المؤتمر القومي العربي يبدو على وشك أن يفقد الصلة باسمه و أن يضيع في زحام الصراع الايديولوجي بين النهج القومي المناضل المجاهد الحقيقي وبين ضفة العداء لهذا النهج ممثلة بالنظام الايراني الذي نشط بطريقة دراماتيكية بعد غزو العراق واحتلاله وهو على وشك ان يغدو شريكا سافرا في خطط تدمير العرب وتمزيق اقطارهم والتدخل السافر عسكريا وسياسيا في شؤونهم بما يعضد خطط ومناهج الامبريالية والصهيونية في المنطقة ما لم يعجل الغالبية من اعضاء المؤتمر الذين نعرف نقاءهم وولاءهم المطلق لامتهم وقضاياها المصيرية بتدارك الموقف والانتباه الى مخرجات المؤتمر التي تثبت تاريخا لا يسعدنا ان يقع في براثنه أي عربي حر شريف.

 

ان العين التي لا ترى بوضوح تام والعقل الذي لا يدرك ادراكا كاملا ان من يحكمون العراق بعد الاحتلال هم عملاء وخونة وان مجاملتهم بأية طريقة كانت والتعاطي معهم بأي مسلك من مسالك التعاطي له معنى واحد لا غير هو خيانة القضية والمنهج القومي وانخراط في مخطط انهاء عروبة العراق .وحيث ان بيانات المؤتمر القومي في دوراته الاخيرة قد أمعن في تجاهله وتمادى في سلوكه وفهمه وتعاطيه مع الشأن العراقي ضمن الاطر التي لا يمكن ان توصف إلا في كونها خاضعة لرؤى وأجندات الاحتلال فانه بذلك ينأى عن مسماه القومي بطريقة تدريجية لا تنسجم مع ما نعرفه عن الغالبية العظمى من اعضاءه المؤيدين للمقاومة العراقية الباسلة ولثورة شعبنا .


اما الواقعية المفتعلة للتعاطي مع الشأن العراقي من قبل المؤتمر القومي فهي غطاء مفضوح لخنوع بعض اعضاء المؤتمر للإرادتين الامريكية والإيرانية الملتقيتان لقاءا عضويا على الساحة العراقية . وعدم اكتراث المؤتمر بأنهار الدم العراقية والتهجير والإقصاء والاجتثاث والاعتقال والاغتصاب والفساد تضع التحليل امام احتمالات في غاية الخطورة منها:


1- ان المؤتمر القومي في مخرجات الاخيرة من بيانات ومواقف يبدو وكأنه لا يرى ولا يسمع وان رأى أو سمع فان عقله لا يستجيب برد الفعل المناسب على مدركات حواسه .أي ان هناك خلل في ترابط الحركة بين العقل والمدركات الحسية .


2- ان المؤتمر القومي لا يمتلك القدرات الفكرية والثقافية ولا النهج العلمي الذي يؤهله للتصدي لتشريح الواقع العراقي بعد الاحتلال ليكون هو وقوى الشعب العربي الطليعية عونا وسندا لمساعدة العراق على البقاء كائنا عربيا حيا مستقلا فاستكان الى الاستسهال الذي توفره ماكنة الدعاية القذرة التي تديرها أذرع الاحتلال الامريكي الايراني الصهيوني وأدواتها من احزاب وميليشيات وقوى وظفها الاحتلال قبل وبعد يوم 9-4- 2003.


3- ان بيانات المؤتمر القومي العربي التي صدرت في الدورات الاخيرة تبدو غير معنية بوجود مقاومة عراقية شرسة للاحتلال المركب. عدم الاكتراث هذا يؤكد ان المؤتمر لم يعد قوميا كما نتمنى له لان اهمال المقاومة العراقية له معنى واحد الى جانب الخنوع لإرادات الاحتلال المركب وهي ان المؤتمر غير معني بعروبة العراق التي هي الان في حالة خطر داهم ولا منقذ لها إلا المقاومة المسلحة.


4- ان المؤتمر القومي يلعب لعبة الحياد في الصراع الدائر في العراق بين العراق وعروبته وحياة شعبه ووحدة أرضه من جهة وبين منتجات الاحتلال ممثلة بدستور وعملية سياسية وصراع دموي تديره حكومة الاحتلال ضد شعب العراق وهكذا حياد لا يليق بتجمع يحمل صفة قومية .


ان محاولة المؤتمر لتجنب الخوض في المشهد العراقي أو ملامسته من بعيد بالطرق التي أشرنا اليها باقتضاب أعلاه تجعله في وضع وكأنه موالي للاحتلال الايراني للعراق وهو نفس الموقف الذي تبناه المؤتمر في احتضان حسن نصر الله الممثل الاخطر للنهج الصفوي الفارسي المزروع كمخلب لإيران التي تضع مشروع توسعها على خرائط مكشوفة ولا ضبابية تحجبها بل تفصح عن نفسها بجلاء تام.ان المتتبع لمنتجات المؤتمر القومي في هذا الاطار يمكنه ان يقرر فورا ان الحياء الذي يقطر من جبين المؤتمر من ايران هو امتداد لخطيئة التوافق الكامل مع حزب الله وزعيمه الصفوي الفارسي الهوى حسن نصر الله لان مخالب حسن نصر الايرانية مغروسة في الجسد العراقي عبر اخوة وأشقاء وأولاد عم وأولاد خال نصر الله كأحمد الجلبي ومقتدى الصدر والهالك نوري العجمي والطبطبائي عمار وكل تشكيلات حزب الدعوة والمجلس وفيلق بدر وميليشيات اهل الباطل ومافيات البطاط وغيرها. ولا أحد يعرف على عين اليقين لم يغض بعض أعضاء المؤتمر القومي العربي الطرف عن جرائم هؤلاء بحق شعب العراق تماما كما يتجاهلون المقاومة الشعبية في العراق في أغلب مخرجاتهم .


أعضاء المؤتمر القومي ليسوا نيام ولا تعوزهم الدراية السياسية ولا المعرفة ولكنهم غلبوا على أمرهم تحت تأثيرات شتى وقعت ولما تزل عبر سنوات احتلال العراق خاصة وأخطر ما وقعوا فيه هو :
أولا: خضوع عدد منهم لمنطق الامر الواقع الذي فرضه غزو العراق واحتلاله وانحيازهم الى روح الاستسلام الامر الذي جعلهم أمام خيار تجاهل المقاومة وعدم الاقتراب بجدية من التفاعل مع واقع العراق المقاتل ولابد من التأكيد هنا ان هذا التعميم قد يستثنى منه البعض .


ثانيا: هناك من يقول بقبول بعض أعضاء المؤتمر لتمويل مشبوه دخلت به ايران بقوة وقبل به البعض عن وهن وضعف امام الاغراء والغواية الدولارية.


ثالثا: عدم وضوح الرؤية القومية عند بعض ادعياء القومية في تشكيلة المؤتمر نفسها والقبول بإيران مجاملة لحسن نصر الله الذي دخل من باب البهتان والتزوير على انه مقاوم . اختلط الامر على البعض فصدق حسن ولم يعد بوسعه أن يقاوم أو يرفض ايران لان حسن نصر الله هو ايران بدمها ولحمها.


خاتمة القول هنا ... ان على المؤتمر القومي ان يثبت على ممارسات ونهج ومخرجات قومية عربية وأول متطلبات ذلك هو الاقرار والإعلان صراحة عن خطر الاحتلال والسياسية الفارسية الايرانية على العراق وفلسطين ولبنان وسوريا ومغرب العرب وخليجهم .أي, بالإعلان عن الخطأ والإثم الفادح الذي سبح بعض القوميون في مؤتمرهم هذا وسواه من الفعاليات الاعلامية والسياسية في يمه المغرق المالح المر الحنظل.وأن يقر المؤتمر بأن العراق محتل احتلالا استيطانيا من قبل ايران وأزلامها وأحزابها ومليشياتها تحت تمكين وحماية الغزو الامبريالي الصهيوني للعراق.وان يبدأ مفكروا المؤتمر القومي فورا بإعداد البحوث والدراسات عن أساسيات وأساليب ومناهج الاختراق الفارسي للوطن العربي وأهداف هذا الاختراق المتعاضدة مع أهداف الكيان الصهيوني والتي لا تقل خطورة عنها بل هي أخطر منها بكثير لسبب جوهري هو ان ايران قد توزرت بالعباءة الدينية والطائفية وأهدت مجانا الكثير من هذه العباءات الى عرب في العراق والخليج واليمن وسوريا ولبنان ومصر والسودان وفلسطين. ان البحث العلمي والتحليل المنطقي هو الطريق لعودة الضال الى طريق الهداية وبغير هذا فليفتح الله بيننا وبينهم فلن يكونوا قط لا هم ولا سواهم قادرين على حجب العراق عن بيئته القومية ولا عن امته الاسلامية ولن يكونوا بأي حال اقوى من الطاغوت الذي قهره شعبنا العظيم في العراق ومقاومته التي احييت الاموات بإذن الله .

 

 

 





الجمعة ٢٨ رجــب ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / حـزيران / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الاستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة