شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة :

أطلعت مؤخراً على عدد من أفلام الـ ( You Tube ) ، فوجدت معظمها يتحدث عن كارثة غسيل أدمغة الأطفال في مدارس العراق وخارجه وبشكل مروع، ومنها مسببات غلق المدرسة العراقية في العاصمة المغربية- الرباط عام 2009، والتي أعيد فتحها في عام 2012، لتعود المدرسة وكراً لتنمية خلايا نائمة للتشيع الفارسي في هذا البلد الآمن .. ولا أحد يقف خلف إحياء هذا الوكر غير السفارة العراقية في الرباط وبالتنسيق مع السفارة الإيرانية التي أعيد فتحها عام 2012، فيما يتخذ حزب الله في الجنوب اللبناني من فضائية ( المنار ) ومراسليها المعروفون بتوجهاتهم الطائفية أدوات لزرع خلايا التشيع الفارسي في المدن المغربية،  وخلية مدينة ( سلا ) إلى الشمال من الرباط ما تزال عالقة في الذهن .. وليس ذلك سراً .

 

الحدث بحد ذاته يعكس منهجاً لا يقف عند حدود التصرف الفردي، إنما يمتد إلى أفق التعليم، ومن بداياته،  رياض الأطفال وابتدائية التعليم والمتوسطة، ثم الإعدادية والمرحلة الجامعية وما بعدها.. وهو منهج للتشيع الفارسي يشمل كل هذه المراحل.. والتساؤل هنا،  لماذا التشيع الفارسي في بلاد المسلمين. ؟!

 

ماذا يحصل في رياض الأطفال في العراق ومدارسه الابتدائية والمتوسطة والإعدادية في ظل الكابوس الذي يخيم بوجهه الثقيل الكالح على رؤوس أطفالنا في العراق ، وفي مدارس العراق في عواصم الدول العربية وعلى وجه التحديد ما حصل في عاصمة المغرب الشقيق- الرباط ، الذي بسببه أغلقت المدرسة العراقية عام 2009 ثم أعيد فتحها عام 2012. ؟!

 

 

 

لماذا تُسَمَمْ العقول الصافية النظيفة البريئة للأطفال العراقيين والعرب  بأفكار طائفية مزروعة في مناهج دراسية تخدم أجندات طائفية فارسية بعيدة عن مناهج أمة العرب والمسلمين ؟ ، سؤال اعرضه على كل وزراء التربية والتعليم العالي والبحث العلمي، الذين يهمهم مستقبل الأطفال والشباب في هذه الأمة، التي تعاني من الوباء الطائفي القادم من إيران، وعلى الذين تهمهم مناهج العروبة والإسلام الحنيف دون انحياز مذهبي أو عرقي، ليقولوا كلمتهم الفصل في ما جرى ويجري في مدارس العراق والمدارس العراقية في الخارج :

 

أولاً- في رياض الأطفال في العراق، ومنذ الاحتلال الأمريكي الإيراني الغاشم ، تمارس أساليب فارسية لا يرضى عنها الله ولا نبيه الكريم ولا القرآن العظيم ولا أمة الإسلام والمسلمين، تعدُ بدعاً هدفها تحريف الدين وتشويه حقائقه، وتحريف اتجاهاته والدفع بتحريف الأطفال والشباب عن الخط التربوي السليم .. فقد عكفت الجهات القائمة والمشرفة على رياض الأطفال بإقامة ( المقتل – والتشبيهات- وإرغام الأطفال على لبس الأكفان البيضاء والقيام بتطبير رؤوس الصغار بسكاكين، حيث الدماء تسيل من رؤوسهم الصغيرة، والدوار بهم مع التكبير بآل البيت ) الكرام..!!

 

وحين سأل أحد الإعلاميين لماذا الصغار؟ كان جواب المشرفين على هذا المشهد المرعب والدماء تغمر وجوه الأطفال الجميلة .. نحن نمارس هذا الأسلوب حتى نجعل الطفل يتعود على هذه العادات ويتذكر ولا ينسى أبداً تلك الدماء.!!

 

ثانياً- في مدارس ابتدائية وفي أماكن كثيرة، قَسَمَ المشرفون التربويون مقاعد صفوف هذه المدارس إلى مقاعد للطلبة ( الشيعة ) ومقاعد للطلبة ( السنة ) في الصف الواحد، ومن خلال هذا الفرز الطائفي المقزز يبدأ المعلمون الطائفيون بتلقين الطلاب الأطفال الطائفية وزرعها في عقولهم الصغيرة، التي لا تدرك ولا تعرف شيئاً عن هذا النمط من التربية الدينية والمذهبية، التي تفرق المسلمين شيعاً وأحزاباً ولا تجمعهم وتوحد صفوفهم .

 

ثالثاً- تلقين الطلاب الأطفال أناشيد تنطوي على سب صحابة رسول الله وبأسمائهم دون خجلً أو وجل ، ودون شعور بالمسئولية الاجتماعية والقانونية والأخلاقية، لأن من أمن العقاب أساء التصرف، وليس في العراق ما يمنع من السب والقذف والتهجم والطرد باسم أل البيت .!!

 

رابعاً- الحالة الطائفية تسري ( تربوياً ) ، إذا جاز التعبير، من رياض الأطفال إلى الابتدائية والمتوسطة ثم الإعدادية، بعد تغيير مناهج الدراسة الوطنية ومحو كل ما يمت للتاريخ القومي العربي ورموزه العظام بصلة، وإلغاء شواهد هذا التاريخ وتشويه الصفحات الوطنية الناصعة من سجله المشرف، الذي لا أحدَ يستطيع حجبها أو تشويهها، لأنها جزء مهم من حركة التاريخ العربي الإسلامي.

 

خامساً- في جامعات العراق العلمية والإنسانية، تُحْشَرُ الطائفية، ليس بين صفوف الطلاب فحسب، بل في المحاضرات والملازم التدريسية الملخصة وكذلك في الامتحانات، حيث الأسئلة تفوح منها رائحة الطائفية المقيتة ، وتجبر الطالب على عدم الإجابة فمصيره الرسوب في مادة الامتحان أو الإجابة عليها فيتلوث بالطائفية الكريهة .. والشواهد كثيرة ولسنا بصدد تعدادها.

 

هذا جزء بسيط من ما يحصل في العراق منذ الاحتلال الأمريكي الإيراني عام 2003 حتى الوقت الحاضر.. دعونا نعود إلى ما حصل في المغرب الشقيق :

 

- المشكل في هذا الحال، أن المنهج ( التربوي ) العراقي غير المعلن يمارس تثقيفاً لمكون يعرف بالتشيع الفارسي، وهذا المنهج تقف وراءه السفارة العراقية في الرباط والسفارة الإيرانية على علم وتنسيق تامين من خلال رموز المدرسة أو أحد كوادرها مع الجهة ذات الاهتمام في كلا السفارتين، لأن المنهج التربوي العراقي قد تغير كليا تحت إشراف إيراني كامل، ومن هذه الزاوية تبدأ عملية التنسيق والتنفيذ في آن واحد.. أما المنهج ( التربوي ) العراقي المعلن على أساس تعامل الاتفاق الثنائي بين البلدين، فهو لا يمثل الحقيقة الفاجعة، لأن المشكل يكمن أيضاً في السلوك والتصرف والتعامل وفرض طقوس التشيع الفارسي المقرفة، فضلاً عن التمييز بين الطلاب على أساس المكون المذهبي.

 

- أما الإصدارات والكتيبات والنشرات، التي تصل عن طريق الحقائب الثقافية وغيرها، وهي تضم سموم الفتنة الطائفية والتفرقة المذهبية، تجد طريقها تحت يافطة المنتديات الثقافية والأدبية والشعرية، وما إلى ذلك من مجالات.

 

- المناهج الدراسية في العراق قد تم تغييرها في ضوء معطيات الاحتلال الأمريكي والإيراني، فهي مناهج تختلف كلياً عن مناهج الدراسة في هذه المدارس قبل الاحتلال، والتي كانت تحت إدارة وطنية تتبع الخط العربي- الإسلامي الأصيل في بناء المواطن وبناء الوطن .. إذ لم نسمع أي احتجاج على طبيعة سير منهج التدريس في هذه المدرسة العريقة في الرباط حصراً قبل الغزو الأمريكي وقبل تدفق الوباء الطائفي الفارسي على العراق والأمة .

 

الحالة بمجملها معروضة على وزراء التربية والتعليم العالي والبحث العلمي العرب، وعلى وزراء الداخلية والخارجية العرب .. لأنها تحمل من الخطورة ما يجعل أجيالنا العربية أمام منعطف من شأنه أن يسبب خلالا في التوازن العقدي والروحي لأبناء العراق وأبناء الأمة .!!

 

 





الخميس ٢٨ جمادي الثانية ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أيــار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة