فوجئت وأنا أتطلع الى سارية العلم العراقي في مكتب مدير شرطة ذي قار اللواء الركن حسين عبد علي وقد نُصب بشكلٍ مقلوب ولم يجلب إنتباهه أو إنتباه من يدخلون عليه من القادة والضباط والزائرين أو حتى من محرر ومصور شبكة أخبار الناصرية ويكاد يكون منذ فترة طويلة ولكني في مثل تلك المواقف تتوارد على خاطري نفحات من خزين الذكريات لأيام الزمن الجميل من مواقف فنان الشعب العراقي حجي راضي ( سليم البصري ) التي أسعدتنا حكاياتهم وجمعت عوائل العراقيين من الصغير حتى شيوخنا وعجائزنا من حول شاشة التلفاز بالأبيض وأشاعت الفرح في نفوسنا وأضحكتنا ملئ صدورنا بعد تعب اليوم وصخب الحياة ومعاناتها، ففي كل مرة نتابع الحلقات بشغف وشوق وبكلماتهم البغدادية العريقة وعفويتهم المتوهجة لتتسمر عيوننا وأفأدتنا لكل ما يجري بنكهة ونكتة عراقية صرفة أمتعتنا حتى أمست نوادرهم تدور على كل لسان كالأمثال، فقد جسدوا بمواهبهم الفطرية والعفوية صورة لا تمحى من الطيبة والدماثة والحس المرهف والشيء بالشيء يُذكر .. ومن تلك المواقف الطريفة حين كان يكتب واجب القراءة فسأل حجي راضي عن معنى زورق مرزوق مقلوب فيجيبه عبوسي من تحت القنفة وهو يتأفأف من كثرتها ( أستادي يعني مَكَلوب ) وهو يدردم ليقوم الحجي ليهطره فيحضر الفنان المرحوم راسم الجميلي ليشفع له وليخفف عن عبوسي العقوبة ويجد له العذر وهو يقول لحجي راضي ... حجي أخاف الولد ميعرف مصلاوي فيرد عليه الحجي يابه يا مصلاوي أنتَ هَم أمّر مني مو البارحة أخذناها زورق رزاق مقلوب ومنذ ذلك الزمن وليومنا هذا فمازال زورق رزاق مَقلُـوب .. وعَلم حسين عبد علي مَقلُـوب .


قائد شرطة ذي قار اللواء الركن حسين عبد علي
وعَلَمَــهُ العراقي مَقلُــــــــوب