شبكة ذي قار
عاجل










حق ألشعوب في حرية التظاهر للمطالبة بحقوقها والتعبير عن رأيها في رفض أو المطالبة بتغيير الأوضاع أو القرارات التي تتعارض مع مصالحها أو يُهضم لها حق من حقوقها المدنية أو الإنسانية كفلها الشرع والقوانين الوضعية ، حيث اتفق عموم الفقهاء والعلماء والمراجع وانطلاقا" من رؤية الدين الإسلامي الحنيف لحقوق العباد والبلاد على (( أن التظاهر جائز من حيث الأصل ، وينطبق عليه بعد ذلك أي من الأحكام الشرعية بحسب مقصده ووسيلته ، وأن التظاهر من وســائل الاعتراض الجماعي التي عرفها المسلمون في أزمنة وأماكن مختلفة قديما ، وكانت تستعمل مع الولاة أحيانا ، وأحيانا مع المحتل الغاصب ، وأن الأصل في طلب الحاجات من الحاكم ، أنه مشروع لأن مهمة ولى الأمر هي قضاء حوائج الرعية ، وبالتالي فإن التظاهر لهذه الغاية مشروع ، لأن الوسائل تأخذ حكم غاياته )) ، وكذلك نصت كافة الدساتير ومنها العراقية على حق التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي والمطالبة بالحق وهنا يطرح السؤال كيف تعامل العراقيون مع هذا الحق ؟ وقبل الإجابة على ضوء الواقع الحالي الذي يشهد الانتفاضة الشعبية الكبرى ردا" على التعسف الذي تمارسه حكومة الاحتلال الهالكية لابد من ألعودة إلى التأريخ لنجد أن العراقيين قد تمسكوا ومارسوا هذا الحق منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 بجرأة وكان وسيلتهم وأداتهم الأولى في الوقوف بوجه حكومات الحقبة التي سبقت انبثاق الجمهورية عام 1958 وإيقافها عند حدودها أمام حقوقهم المدنية والسياسية ، وكذلك مورس هذا الحق من قبل قوى الشعب العراقي الحية على اثر الانحراف الحاصل في مسار ثورة 14 تموز 1958 في إضراب عمال البنزين والطلبة اللذان مهدا لثورة 8شباط المجيدة 1963   التظاهر كوسيلة مباشرة للتعبير والمطالبة بحق أو رفض وضع أو حيف يتجاوز على حق المواطن حق تكفله الدســاتير ووثائق حقوق الإنسان الدولية والمحلية ، ولكن هذا الحق يتطلب وعياً كافياً معرفياً وحضارياً لممارســــته لأنه يرتكز على الجرأة والإصرار على انتزاع الحق ، التظاهر السلمي هو أســـــلوب من أســــــاليب الاحتجاج والرفض لقرارات أو أوضاع لا تتناسب مع حقوق المواطنة أو تطلعات وطموحات أفراد أو شــريحة اجتماعية في المجتمع ككل كما يمكن أن يســــتخدم التظاهر السلمي كأداة اقتراح أو توصيل لمجموعة من أفكار او أهداف من اجل توصيلها إلى مؤسســـــة الدولة من اجل تطبيقها وتعميم خدمتها لأفراد المجتمع ، ولعل التظاهر من أقوى وسائل الضغط الجماهيري لما يوفره تلاحم المجموع من قوة إقناع وضغط على جهاز الدولة بشد لأزر الأفراد وجعلهم صوتاً واحداً أكثر حدة واشد إقناعا ، ومن اجل التواصل ، إلى جانب كون التظاهر أسلوب تعبير وتواصل بين المواطن والحكومة فان التظاهر يعد أسلوبا من أساليب التفريغ او التنفيس إن كانت الحكومة عاجزة ومقصرة في تحقيق الخدمات للإفراد أو لا تمتلك ألقدره على التصدي لقوى الشر المهددة للأمن الاجتماعي والوحدة المجتمعية ، وهذا ما يفرض على الحكومة وجوب التواصل مع الشعب ومصارحته ومكاشفته بحقيقة المعوقات من اجل خلق لغة الحوار الايجابي معه وإذا ما نظرنا للتظاهر من زاوية نفسية بحتة فان التظاهر يعتبر وسيلة من وسائل التنفيس وتفريغ التوترات والضغوطات النفسية التي تسببها الأزمات السياسية والاقتصاد التي تفجرها الحكومة أو الحاكم بعينه بين الحين والأخر من أجل الاستمرار بسلطته وحجب شركائه من ممارسة حقهم ودورهم في إدارة شؤون الدولة وهذا الذي يجري في العراق الذي يسمونه الجديد والمنهج ألهالكي ،   يرى الباحثون في علم الاجتماع أن (( التظاهر وسيلة من وسائل الضغط والتفريغ عن الضغوط السايكلولوجية وعليه يجب على منظمي التظاهرة حصرها في نطاق الفعل الإداري والتحكم في توجيهاته كي لا يتحول إلى ردة فعل انعكاسي يخرج عن حدود الضبط وغالباً ما يواجه برد الفعل الانعكاسي والذي غالباً ما يرافقه العنف من قبل الدولة )) ينطلق المتظاهرون من منطلق إن الحكومة هي مجموعة موظفين مكلفين بخدمتهم وظهروا بعجزهم وعدم الصدق بالوعود بالإضافة إلى الفساد الإداري والمالي الذي قيد حركتهم وأصبح الهاجس الأول في رؤيتهم إلى الأداء ، أو تجاوز حدود الوظيفة سلبيا" وبما يؤذي المواطنين وينتهك حرماتهم ، وعليه فهم يطالبون بحقوقهم بغض النظر عن ظروف أجهزة الدولة وإمكانياتها وعلى مسئولي ألأجهزة أن يعوا هذه الحقيقة وان يتعاملوا مع المتظاهرين بما يخفف من حدة توترهم وغضبهم ، لا أن يقابلوها بالعنف والقمع كما هو حاصل إن كان في محافظة نينوى أو الانبار أو ديالى وباقي أماكن الاحتجاجات الشعبية الأخرى في مدن وقصبات العراق ، ومن خلال ما تقدم نجد إن انتفاضة أهلنا حق كفلته الشرائع السماوية والسنة النبوية الشريفة والقوانين الوضعية لان هاجسهم ومبتغاهم تغيير المنكر الذي شاب الحياة في العراق منذ بدء الغزو والعدوان عام 2003 وما نتج عنهما من عملية يراد منها تدمير العراق حاضرة العرب موطن الحضارة والعلم والعلماء والمصلحين والدعاة إلى العدل والمساواة وإنهاء دوره الريادي لبناء القوة العربية التي توجد التوازن الإقليمي كي يتمكن العرب من استرداد حقهم المسلوب والمنتهك ، والضغط المستمر وغلق الأبواب بوجه من يريد ركوب الحدث واستثماره لأهوائه وتطلعاته سوف يعجل بالانتصار وانهيار قوة البغاة الطغاة الذين باعوا ذاتهم وعقولهم بالمال السحت الحرام ، وهنا لابد من الاشاره إلى ألأبيات التي تغنت بإرادة الشعوب المتطلعة إلى الحياة الحرة الكريمة وكما يقال شعبيا (( لوي الوكت ولا نخليه يلوينا ))   إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر ومن لم يعانقه شوق الحياة تبخر في جوها واندثر كذلك قالت لي الكائنات وحدثني روحها المستتر ودمدمت الريح بين الفجاج وفوق الجبال وتحت الشجر إذا ما طمحت إلى غاية ركبت المنى ونسيت الحذر ومن لا يحب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر فعجت بقلبي دماء الشباب ضجت بصدري رياح أخر وأطرقت أصغى لقصف الرعود وعزف الرياح ووقع المطر     ألله أكبر    ألله أكبر    ألله أكبر العزة والفخار لرجالات العراق الصابرين المحتسبين وليخسأ الخاسئون




الثلاثاء١٧ ÑÈíÚ ÇáÇæá ١٤٣٤ ۞۞۞ ٢٩ / ßÇäæä ÇáËÇäí / ٢٠١٣


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق زامـــل عــبـــد طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان