شبكة ذي قار
عـاجـل










الثورة  على الواقع الفاسد المتخلف والانقلاب على الذات الواهنة المترددة المستلبة هما جوهر فلسفة الثورة العربية المعاصرة وطليعتها حزب البعث العربي الاشتراكي.فالبعث هو حزب الثورة وحزب الثوار, حزب التغيير الجذري الشامل العميق بالوحدة والحرية والاشتراكية وحزب النضال الطاهر المقدس من اجل تحقيق الهوية القومية العروبية الإنسانية ألمؤمنه والنظام السياسي الممثل لها ولإرادة الشعب العربي. البعث هو صورة الأمة التي نقاتل ونناضل من اجلها ,. الأمة الحرة الديمقراطية التي يحكمها أبناءها الأحرار الغر الميامين ويصنعون مصيرها الواحد وخبزها ونماءها وأمنها واستقرارها كلا موحدا ويعبرون بنزاهة وعلو ورقي في المناهج السياسية والاجتماعية والاقتصادية فوق أحقاد وضغائن ودسائس وارتداد الطوائف وأحزابها التي تعيش على تعبئة التشظية وتحشيد الافتراق بين سلف وسلف بين ماض وماض فتسحق على الماضي والحاضر والمستقبل مرة واحدة. لهذا فان البعث ثائر يقاتل في العراق وفلسطين والخليج والمغرب العربي مع إرادة الشعب وتطلعاته الثورية وحراكه الطاهر المقدس يعضده ويقويه ويستقوي به ضد عوامل الردة وخنق نتائج الثورات التي نبعت وانبثقت من معانات العرب من ظلم الأنظمة وتخاذلها وانبطاحها لإرادة أعداء الأمة وسحقها لإرادة الإنسان وتجويعه وإفقاره وتجهيله ... نحن مع ثورة عربية توحد العرب وتجلب لهم الحرية والديمقراطية ولسنا مع حراك أو فورات يقف وراءها ويسيطر على حيثياتها مرتزقة الحكم الممنوح في مكاتب البنتاغون ودهاليز الناتو.. نقف مع ثورات شعبنا ولكننا نقف أيضا ضد تدمير الدول وتشظيتها عبر الاتفاق الضمني والعلني بين الناتو وأحزاب الإسلام السياسي .

 

أول ثمار ربيع هيلاري كلينتون المرة هي أن المفمفمين في أرجاءه الشائكة يضعون العرب أمام خيار الأرنب والغزال .. ( تريد أرنب خذ أرنب ... تريد غزال خذ أرنب ) أي إننا علينا أن نقبل بثورة تنطلق من بؤر الخيانة والعمالة والانبطاح تحت الجسد الصهيوني المغتصب لأرضنا أو أن نقبل بثورتهم التي لا نعرف لها رأسا ولا إطراف فتكون كل خياراتنا هي القبول أو القبول. إن من يتساءل منا  مجرد تساؤل عن خطة أو أدوات أو فلسفة أو مضامين ربيعهم فأنهم يتجمعون في تشكيلات لا يمكن أن توصف بالعفوية ليضعونك أمام خيارات أحلاها حنظل هو أما انك خائن وشريك في القتل , الحقيقي منه والمزعوم ,أوان تتفق معهم على ما لا تعرف له رأسا ولا خط سير ولا نتائج  .إن إحدى مسالك الربيع الشائكة هي إننا نتعايش مع الأحداث غير إننا نرى إعلاما أما مختلفا عن ما تراه عيوننا أو مبالغا فيه إلى حد الكذب أو مفبركا مزورا لا يمت إلى الأرض بصلة.وهذا الإعلام ينتمي إلى أنظمة فاسدة رجعية متخلفه متعفنة باعت أرضنا وسماءنا ومياهنا إلى أميركا والناتو بابخس الأثمان أو بدون ثمن سوى بقاءها ككيانات كارتونية وصعاليك, وارتبطت بعدو الأمة التقليدي وهو الصهيونية بأمتن الصلات ...وهذا يعني إن الربيع هذا تدنسه قنوات العهر والفجور لأنظمة تحمل نفس الصفات مما يجعل حراكنا العربي مدنسا بالكذب والتزوير وهي سمات لا تتفق قط مع معنى ومفهوم الثورة الشعبية المباركة واستخدم عمدا من قبل أطراف الردة لينسف مصداقية ثوراتنا الشعبية العظيمة الناهضة من المعانات والاضطهاد والكبت والفقر والفساد لتجد نفسها في مالات اسؤا واخطر وأكثر ارتماء في أحضان الرذيلة والامبريالية والصهيونية لان القادمون على رأس السلطة هم عرب لا يؤمنون بالعروبة !!!!.

 

ما هو المجهول الذي نتوقف عنده بقوة ؟ انه ببساطة النقاط الآتية نضعها بشكل منفصل وواضح ومحدد لكل لبيب يبحث عن الحقيقة وحقيقة الثورة هي فلسفتها ,وقاصري الفهم لا يدركون إن فلسفة الثورة هي حقيقتها, وحقيقتها هي أهدافها المعلنة التي تحتشد حولها إرادة الشعب وتضحي من اجلها بالغالي والنفيس دون تردد ودون توقف ...الفلسفة إذن ليست المماحكات ولا الجدل الفكري النظري المجرد ولا المقالات التي تصاغ فوق مكاتب الترف الفكري.

 

1-  أول المجهول في الربيع العربي طبقا لتسمية الأمريكية هيلاري كلينتون هو القوى السياسية التي تتصدى له كما حصل في ليبيا وكما يحصل الآن في سوريا إذ تبقى هذه القوى غير معروفه لحين توقف الحراك المسلح فيجد العرب أنفسهم أمام قوى سياسية معروفه بعدائها التقليدي للنهج القومي واعتبارها للقومية العربية ووحدة العرب على إنها هوامش تنصهر في إطار ما يعتنقون من أممية إسلامية لا ترتكز على أي واقع مادي ملموس بل هي كذبة تعبوية تحشيدية تغازل حب الناس للإسلام وتضعه في اطر لا تمت إلى الدين بأية صلة بهدف ضرب القومية العربية واجتثاث النهج القومي.الأدهى إن بعض هؤلاء الطوائفيون يرون في هويتنا القومية شوفينية وعدوانية وعرقية فاسدة و تتجاهل إننا نحن المناضلون من اجل حق العيش والكرامة والإنسانية والساعون لتثبيت حقوقنا الإنسانية في موج يتلاطم حولنا من العدوانية الامبريالية والصهيونية والفارسية والعثمانية .

 

2-  وحين تحتجب القوى التي تدعي بأنها هي الطلائع الثورية خلف المجهول رغم إنها تمارس الاقتحام القتالي , أي إنها صداميه التركيب ولكن بدون وجوه معروفة الهوية السياسية , فان حركة الجمهور المندفع للتغيير كحق مشروع تتحول في وصفها العام من ثورة إلى غوغاء لان غياب الطليعة الثورية اسما وتصنيفا سياسيا يجعل من غياب الأهداف الحقيقية سمة فارقه من سمات الحراك سلميا كان أم مسلحا.

3-   رغم إن الربيع العربي قد وظفت له البنادق والمال القطري والإماراتي والسعودي والسلاح الناتوي إلا انه يدعي ويتختل خلف مظاهر سلمية يرى الناس في البقعة الجغرافية التي يحصل فيها بعيونهم المجردة كذب الادعاء المعروض على أجهزة الإعلام فضلا عن التهويل والمبالغة الإعلامية السافرة التي تحول العشرة إلى ألف وتحول الرصاصة المطلقة في الفضاء من قبل قوات السلطة للتخويف أو لفض التجمع على أنها رصاصة معجزة قتلت عشرات تظهرهم كاميرا الجزيرة مضرجين بدمائهم. وبعد ذلك ويح لمن لا يصدق فهو خائن ومرتد ومن أعوان السلطة وسيتعرض للتهديد وقطع اللسان والاعتقال في معتقلات الثورة !!  هذا لا يعني قطعا أن هناك سلطات في بعض أقطارنا مجبولة على حب قتل الشعب بسبب أو بدون سبب.

 

4-   إن هدف إسقاط النظام هو الهدف الوحيد المعلن للربيع العربي لان هذا الهدف يداعب عواطف الشعب العربي في كل أقطاره وهو في حقيقته قرار أمريكي صهيوني بعد أن جعلوا هذه الأنظمة برمتها قد سقطت في عيون العرب و تعفنت وأطاحت بآمالهم وطموحاتهم وأهانتهم وأذلتهم بالاستسلام والتحنط على أبواب سفارات الامبريالية والصهيونية وعبودية البنتاغون والبيت الأبيض. إن قصور أهداف الثورة على تغيير النظام دون أن يعرف الشعب الثائر منه والقاعد, الطبيعة السياسية للبديل هو الخدعة الأكبر التي تتعرض لها ساحات التغيير وتطلعات الشعب الثائر. إن الاضطهاد والاستلاب والعبودية التي تعرض لها العرب هي حصيلة انتماءهم إلى الأمة العربية وان تعفن أنظمتهم هو نتيجة طبيعية لخضوعها للقوى الامبريالية والصهيونية المعادية للأمة وتطلعاتها الإنسانية وعليه فان استبدال هذه الأنظمة بأخرى لا تؤمن ولا تقيم وزنا للهوية القومية ولا لتحرير فلسطين وباقي الأرض العربية المحتلة هو ناتج لا يقع في وصف الربيع بل هو قحط وماحل وجفاف قد تكون نتائجه اخطر على الأمة وأقطارها من نتائج استمرار الانظمه المتعفنة لحين توفر ممكنات إسقاطها تحت اطر قيادات وطلائع وطنية وقومية.

 

5-  الإرهاب الفكري والإعلامي الذي تمارسه الأنظمة الخليجية الممولة للربيع الأمريكي الطائفي وأجهزة إعلامها وأدواتها الفردية والمؤسساتية . إن بوسع أي عربي أن يتلمس سياسة أما أن تكون معنا أو انك ضدنا التي يمارسها أشباح الانترنيت عموما والفيس بووك خصوصا فضلا عن خطوط العمل التي تسري عليها عجلات الإعلام الفضائي وهي سياسة لا تبشر بخير ومؤشر واضح إلى إن الربيع شائك أيضا في قيم الاجتثاث التي يقوم عليها ويؤمن بها فضلا عن دمويته البشعة علما بان الاجتثاث قد مورس بأشنع صوره في العراق وليبيا وبقع أخرى في الأمة وهو يقود جدليا إلى انعدام المضامين الديمقراطية عند من يستلمون ثمار الثورة بعد أن يسرقها الربيع .

 

6-    إن العرب عموما لا يرون ما يراه بضعة ألاف أو حتى بضعة ملايين منهم ممن ينتمون إلى الإسلام الطائفي حيث يستميت هؤلاء في الحديث عن ثورات وربيع لا يرى العرب  في الغالبية العظمى منهم غير حمامات الدم والإرغام على الولاء والتأييد والمشاركة حتى لو اقتضى الأمر أن تقطع رقاب بريئة والسن صادقه وتهدر أموال طائلة لسحب الناس جورا وتعسفا لتأييد الثورة الطائفية التي يعرف كل عربي واع أنها ردة وارتداد وإعلان عن ولادة بداية نهاية الحلم العربي بالتحرير والوحدة وتكريس لزمن الاستلاب .

 

الإشكالية الأعظم هي أن تكون قطر بكل ما عليها من مثالب وبكل ما مسجل عليها من مواقف معادية للأمة وخاصة وجود قواعد أميركية استخدمت في ضرب العراق من عام 1991 وحتى عام الغزو والاحتلال 2003 هي الممولة والمخططة والمشاركة في إنتاج الربيع الاخواني – الإيراني .

 

نقطة أخرى جديرة بالتوقف إزاءها هي إن هناك دخول غريب لرأس مال بعض الأثرياء العرب في إسناد الربيع حيث مول بعض هؤلاء ساحات التغيير ومعسكرات تدريب مقاتلي ميليشيات طوائف الأخوان والشيعة السياسية الفارسية بمختلف مسمياتها بمليارات الدولارات وهو خط استثمار جديد للقطاع الخاص العربي ورأسماله وهو قطاع  لم يألفه العرب إلا جبانا وبخيلا وجشعا ولا يدخل في أية حلقة من حلقات الاستثمار إلا إذا كانت الأرباح مجزية بل مجزية جدا ويحق لنا أن نتساءل عن مصادر أو طرق تحقيق أرباح هذا الاستثمار ومن متى صارت الثورة تجارة؟؟. ولعل الكواليس تخبئ ما تخبئ لهذا الاستثمار الغريب الذي ما سمعنا عنه يدعم فدائيو فلسطين ولا ثوار العراق ولا مظلومي الاحواز ولا يطعم ملايين الجياع وسكان المقابر في مصر والصومال ولا يغذي  برامج محو الأمية ولا يدعم البحث العلمي في امتنا . وفي كل الأحوال فان الاستثمار في الثورات بقدر ما هو بدعة مبتكره فانه قد سجل عورة حقيقية في صفحات ربيع إيران والإخوان الأمريكي الصنع ألا وهي شراء الذمم وإجبار الناس عنوة بالترغيب وبالترهيب واستخدام العنف الدموي لخلق التأجيج وردود الأفعال الشعبية واستخدام الإعلام المزيف والمفبرك بهذا الاتجاه والى غير ذلك من الممارسات التي يمكن أن توصف بأي وصف إلا إنها ليست ثورة لان الثورة عمل طاهر أخلاقي ويجب أن ينجز بطريقة طاهرة وأخلاقية.

 

ان ما يجري في معظم أقطار الأمة هو تكريس لديمومة وبقاء بعض الأنظمة التي عرفت برجعيتها وانخراطها في خط العمالة والخيانة لقضايا الأمة وبكونها عوامل طرد وصد لمشاعر العرب ونهجهم الوحدوي وهم المسئولون أولا وأخيرا عن سقوط العرب في حبال الاستسلام للكيان الصهيوني والاستسلام لوجوده الشاذ واحتلاله لفلسطين العربية ووضعهم لمقدرات وثروات الأمة تحت الإرادة الامبريالية دون أي حساب لا لكرامة الأمة ولا لحاجة أبناءها للتنمية الحقيقية ..

 

 





الجمعة٢٤ ربيع الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٧ / شبــاط / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة