شبكة ذي قار
عـاجـل










 

'' إلى طرابلس ''

>>  هل تعلم أين توجد أكثر الأراضي خصبا ؟

هل تعلم أين تبسم أكثر الشموس سحرا ؟

وراء هذا البحر الذي يربطنا بإفريقيا الذهبية

نجمة إيطاليا تشير بإصبعها إلى كنز

 

 

 ***

طرابلس ، أرض الحبّ الجميلة

لتصلك هذه الأغنية الحلوة

ليرفرف ثلاثيّ الألوان

على أسوارك ، على هدير المدافع..

أبحري أيتها البوارج ، فالريح مواتية و الفصل رائق

نعم طرابلس ، تلك الأرض الساحرة

ستكون إيطالية على صوت المدافع .. <<

 

هذه كلمات لأغنية شهيرة كانت تقدمها ، منذ قرن ، مطربة من الصف الثاني متشحة بالعلم الإيطالي بألوانه الثلاثة على مسارح روما و توران و في القاعات المكتظة بالجنود لتحريضهم وشحنهم بالروح العدوانية الإستعمارية قبل انطلاق الحملة على ليبيا و اندلاع الحرب في 29 سبتمر 1911 .

 

و منذ الأيام الأولى للحرب استعملت ايطاليا المناطيد و الطائرات التي لا تزال بدائية في العمليات الإستطلاعية الجوية . و لكن في 23 أكتوبر 1911  أقلع الطيار  Guillio Gavotti  على متن طائرة من نوع Taube  ألمانية الصنع حاملا معه 4 قنابل صغيرة زنة الواحدة حوالي 1 كلغ و نصف و طار باتجاه (واحة عين زارة) حيث ألقاها يدويا على تجمع للجيش ( التركي القيادة ، الليبي الروح و الإرادة ) . و بذلك فتحت صفحة جديدة في تاريخ الحروب الطويل : الطيران العسكري و القصف الجوي ، الذي سيحدث ثورة هائلة في سير الحروب و استراتيجياتها و تكتيكاتها و الصناعات العسكرية ذات الصلة و في فضائع الحروب العدوانية الإستعمارية و استعمال الطيران كأداة إرهاب مطلقة ضدّ الدول و الجيوش و المدنيين . و كانت ليبيــا مسرحا لهذا التحول الخطير و ضحيته الأولى .

 

و بعد حوالي قرن - تعود الطائرات المعادية إلى سماء ليبيا – لتلقي حمولتها  التي أصبحت بالأطنان على البشر والحجر ليواصل حلف البغاة حرب الإبادة التي بدءها باسم ( تمدين الهمج ) و ( جلب الحضارة  ) و التي تدور الآن رحاها و منذ 19 مارس 2011 باسم  ( حماية المدنيين) و ( التدخل لأسباب إنسانية ) .

 

 

 

 

 

 

إنّ الليبيين هم حـقا بقية السيف ، فقد تعرضوا للإبادة جماعية منظمة. ذلك أن الإستعمار الإيطالي مارس الفاشية في ليبيا قبل صعود الفاشية و النازية في أروبا . لقد جاءت ايطاليا بزهو الحالم بإعادة أمجاد الإمبراطورية الرومانية المهزومة ، و أنشبت أظافرها في آخر قطعة من كعكة المستعمرات بالشمال الإفريقي و أعلنت استعدادها لتحقيق سيطرتها المطلقة  Pax Romana  حتّى لو كان الثمن  إبادة كل الليبيين. لكنها واجهت رجالا ذو بأس شديد ، ولدوا أحرارا و يرفضون حياة العبودية بالمعنى الأصلي للكلمة . الحرية أو الموت دونها. إن مقولة شيخ الشهداء عمر المختار الخالدة : نحن لن نستسلم ، ننتصر أو نموت ، ليست شعارا سياسيا بل إقرار بحقيقة تصف بدقة وأمانة روح الشعب العربي الليبي الرافض للاستعباد و الخنوع لإرادة الأجنبي الغاصب.

 

و كما كان الهدف الإستراتيجي  لفرنسا الإستعمارية ( فرنسة الجزائر ) كان مطمع إيطاليا الفاشية المعلن ( طلينة لـيبيـا ) أي ضمّها ببساطة إلى خريطتها و إخضاعها بالكامل و تذويب هويتها العربية الإسلامية .

 

و سريعا انهارت مقاومة الرجل المريض فانسحبت تركيا تاركة لـيبيـا تعاني من الإرث الفاجع لقرون من السيطرة التركية من فقر و جهل و تخلف و ترك الشعب العربي الليبي في مواجهة غير متكافئة مع أشرس قوّة استعمارية تحركها الفاشية الصاعدة و الأحقاد المريضة .

 

و من 1911 إلى بداية الثلاثينات لم تهدأ المقاومة الوطنية الليبية و لم يخمد أوارها . و مدينة مدينة ، قرية قرية ، واحة واحة ... تواصل شلال الدّم في أعنف مقاومة شعبية ضروس ضدّ جحافل الغزاة البغاة .. و لم تتمكن إيطاليا من مـدّ سيطرتها على كامل التراب الليبي حتّى واحة الكفرة إلاّ بعد ما يزيد عن 20 سنة من الحرب الطاحنة و الصمود الأسطوري . و نظرا لطبيعة الأرض و البيئة والمعركة و المسافات اعتمد الغزاة كثيرا على السلاح الجوي بما يعنيه ذلك من إبادة و تخريب .

 

و لوضع اليد على الأرض عمل الاحتلال الإيطالي على إفراغها من سكانها عبر القتل بالمدافع أو البنادق أو المشانق أو زجّ الآلاف في السجون أو عزل مئات الآلاف في المعتقلات حيث الموت البطيء ..

 

ثـم ردم الآبار و نقاط المياه مما أدى إلى إفناء الحيوانات، الثروة الرئيسية و شرط حياة الرعاة و البدو الرحل .

 

) و ينبغي أن ندرك هنا أن فناء الحيوان- أساس حياة الراعي- كان يعني بالضرورة فناء الإنسان، و يمكن لذلك أن يتخذ مؤشرا له و مقياسا. و في هذا الصدد، قـدّر الإيطاليون بأنفسهم أن تناقص القطعان في برقة وحدها في ما بين 1926 و 1933 فقط كان على هذا النحو : - الأغنام من 800 ألف إلى 98 ألفا - الإبل من  75 ألف إلى 3 آلاف . - الماعز من 70 ألف إل 25 ألف . ) جمال حمدان – الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية العظمى – مكتبة المدبولي  ص 56 .

 

بذلك  وضعت إيطاليا يدها على كل الأراضي و حتى الواحات الخصبة في ليبيا و دفع من بقي من السكان خارج المجال القابل للحياة نحو الصحاري القاحلة .. و كنتيجة لذلك تفشت الأوبئة و المجاعات و حصدت مئات  الآلاف من السكان ..

 

و كنتيجة حتمية لهذه السياسة الإستعمارية الفاشية  تناقص عدد السكان في ليبيا بشكل فاجع و خطير : فقبل الإحتلال مباشرة قدّر عدد الليبيين ب 1.5 مليون نسمة ، و في سنة 1938 أصبح حوالي  763,200 ألف نسمة فقط ، أي حوالي النصف ، أي بنسبة 50 % .

 

لقد أبادت إيطاليا الإستعمارية نصف سكان ليبيا في ربع قرن من الإحتلال .

 

إنّ الليبيين هـم بقيـة السيف .

لكن : ( بقية السيف أنمى عددا و أكثر ولدا ) علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه

لذلك عاد البرابرة منذ 19 مارس 2011  بالعدوان الأطلسي الصهيوني الهمجي الحاقد ، بالقصف و العصف لمواصلة حرب الإبادة التي بدؤوها منذ قرن من الزمان ، حينها، لم توجد  بعد لا " قطر " و لا  " الجزيرة " و لا عملاء أراذل ينادون ، و عيونهم إلى السماء :  وينو النيتو ...  النيتو  وينو ..  

 

الرابط الأول

http://youtu.be/AmMcf8L7Lbk

 

الرابط الثاني

http://youtu.be/4cxXOLLZloc

 

 

 

 





السبت٣٠ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مصطفى البوعزيزي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة